رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"ممنوع الاقتراب والقراءة".. الأمن الوطني يحكم قبضته على معرض الكتاب

معرض الكتاب
معرض الكتاب

في العشر الأواخر من يناير في كل عام ينطلق الحدث الثقافي الأهم في مصر والعالم العربي "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، بمشاركة عربية وعالمية واسعة.

يتباري المؤلفون ودور النشر من خلفهم لكي يقدموا وجبة ثقافية دسمة، إلا أنه خرج هذا العام بنكهة سياسية دسمة وسط حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها البلاد.

وخلال افتتاحه للمعرض في دورته الـ48 أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل على أهمية التواجد الروسي داخل معرض الكتاب، معتبرا أن جمهورية روسيا الاتحادية ضيفا أساسيا.

لكن النكهة السياسية لم تظل "خالصة" فسرعان ماتشبعت برائحة أمنية نفاذة في ظل واقع سياسي مضطرب، فشهد معرض الكتاب عددا من التدخلات الأمنية سواء باعتقال رواده أو مصادرة ومنع كتاب، لينسف بذلك المبدأ الذي ترسخ قديما وهو "القراءة للجميع".

البداية كانت من "الكتب الشيعية" التي وجدت أعينًا يقظة من قبل ائتلاف الآل والأصحاب، الذي أطلق حملة للتبليغ عن الكتب والإصدارات الشيعية وبدأ بالتواصل مع أصحاب المكتبات لإزالتها، إلا أن الامر تطور حتى وصل إلى الأمن الوطني الذي تدخل بدوره لسحب بعد الإصدارات بناءا على بلاغات قدمها أعضاء من الائتلاف.

لم يترك الائتلاف المناسبة تمر مرور الكرام فوجه الشكر لداعميه من الجهات الحكومية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مدشنا هاشتاجين "مصر مقبرة التشيع"، و"نشكر حكومتنا السنية على تحركها وإغلاق المكاتب الشيعية".

لم تكن تلك الواقعة الوحيدة في معرض الكتاب، فقام مندوبون من الجهاز بإلقاء القبض على اثنين من رواد المعرض بعد بلاغات من مكتبات مسيحية حولها، عقب اعتراضهما على عمليات التبشير التي تتم داخل معرض الكتاب.

وفي المقابل سارع عدد من شباب التيار السلفي لإبلاغ الأمن الوطني عن عدد من المكتبات المسيحية، ليقوم الجهاز بتحذير بعض المكتبات التي تمارس الانشطة التنصيرية، بعد تفاهم مع شباب السلفيين.

وانطلق معرض القاهرة الدولى للكتاب في نسخته الثامنة والأربعون في الـ26 من شهر يناير الماضي تحت عنوان "الشباب وثقافة المستقبل"، وبمشاركة 35 دولة، من بينها 22 عربية وأفريقية.

كما يشارك في هذه الدورة 850 ناشرا، منهم 250 عربيا و550 مصريا، وتم اختيار المملكة المغربية لتكون ضيف الشرف هذا العام، حيث تشارك المغرب في معرض الكتاب 2017 بفاعليات ثقافية مميزة وأمسيات شعرية وعروض فنية وأفلام وثائقية عن تاريخ المملكة.