رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عودة عمرو موسى.. سر الظهور القوي لـ«ثعلب السياسة العجوز».. (تقرير)

عمرو موسى وبوتين
عمرو موسى وبوتين وأبو مازن وأبو الغيط والسيسي


كانت الفترة التي تلت الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد مرسي، من سدة الحكم في مصر، فترة ذهبية لمع فيها نجم «السياسي العجوز»، عمرو موسي؛ أشهر وزير خارجية في تاريخ مصر، لاسيما بعد إسناد رئاسة لجنة الخمسين لتعديل الدستور إليه، وظهوره في عدد كبير من برامج الفضائيات، والحوارات الصحفية؛ للحديث عن عملية التعديل و«الترقيع» في دستور مصر.



أنهت لجنة الخمسين لتعديل الدستور عملها، ثم اختفى الرجل عن المشهد السياسي، بالرغم من أنه كان يطمح في الحصول على منصب مهم في جمهورية «السيسي»، مثل قيادة ائتلاف «دعم مصر»، لكن الجيش كان له الكلمة الفاصلة في هذا الأمر، حيث اختار اللواء القريب من دوائر صنع القرار بالمجلس العسكري، سامح سيف اليزل، لرئاسة تلك القائمة، التي اكتسحت انتخابات مجلس النواب، ورحل «اليزل» عن دنيانا بعد أن كان تجربة ناجحة لـ«علاقة الجيش بالسياسة»، ما جعل أحلام «ثعلب السياسة العجوز» في الوصول لرئاسة البرلمان «تتلاشى نهائيًا».



بعد هذه الفترة، اختفى عمرو موسى، تمامًا، ثم ظهر بقوة خلال الشهر الماضي من خلال عدد من التحركات التي جعلت المتابعين للشأن السياسي، يرون أن الرجل ربما يستعد للعب دور سياسي جديد، وكأنه يرفض الدخول في «عزلة» سياسية اختيارية.



بدأ ظهور عمرو موسى، بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبي، حيث زار «موسى» الإمارات المتحدة، لمناقشة عدد من الملفات الإقليمية، خاصة مع تصاعد الأزمة السعودية المصرية، لاسيما أن الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية يتمتع بقبول لدى السلطات السعودية.



كما زار عمرو موسى، فلسطين، بمصاحبة أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، خلال الأيام الماضية، في محاولة من الاثنين لحل الأزمة السياسية المستمرة بين محمود عباس أبو مازن، والتيار التابع للقيادي الفتحاوي السابق، محمد دحلان.



ومن الإمارات لفلسطين، وصولًا لروسيا، لم تتوقف رحلات عمرو موسى،  الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش الاحتفال بذكرى رئيس الوزراء الروسي الراحل، «يفغيني بريماكوف»، بالعاصمة الروسية موسكو.



وقال بيان صادر عن مكتب عمرو موسى، إن اللقاء عقب إلقاء «موسى» لكلمته الافتتاحية بمناسبة مرور عام علي وفاة السياسي الكبير في فاعلية كبيرة بمركز التجارة العالمي تحت عنوان «قراءات بريماكوف»، أعقبها عرض لمؤلفاته واقتباسات لكتاباته، وعرضًا لسيرته الذاتية.



ربما يمثل حضور عمرو موسي لهذه الاحتفالية بداية لـ«ظهور سياسي قوي»؛ لاسيما أن هذه الاحتفالية حضرتها شخصيات مهمة مثل خافيير سولانا، سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي، ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، لامبرتو ديني، وخلال هذه الاحتفالية ناقش عمرو موسى مع عدد من مشاهير السياسة، الأوضاع العالمية والإقليمية.



في لبنان، كان لـ«عمرو موسى»، ظهور قوي أيضًا، حيث استقبله الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون، وهنأة «ثعلب الدبلوماسية المصرية» بوصوله لرئاسة لبنان.




وقال «موسى»، عقب اللقاء، إنه أجرى مع الرئيس «عون» مناقشة عامة للأوضاع الحالية في المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة، معربًا عن تفاؤله بمستقبل لبنان، وتمنى للرئيس اللبناني الجديد التوفيق في مسؤولياته الوطنية.



وخلال هذه الزيارة، التقى عمرو موسى أيضًا، نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، واستعرض الطرفان التطورات السياسية في المنطقة.



وقال «موسى»، إنه بحث مع نبيه بري تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، وكذلك التطورات في سوريا وعدد من دول المنطقة العربية.



كما شارك عمرو موسى، في أعمال المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية المنعقد ببيروت، وأشاد ـ في كلمة ألقاها أمام المؤتمر تحت عنوان «اللوبي العربي الدولي لتعاون مصرفي أفضل» ـ بفكرة تكوين لوبي عربي مصرفي من خلال اتفاق عدد من المصارف العربية.



وبعد انتخاب «دونالد ترامب» رئيسا للولايات المتحدة، قال عمرو موسى، إن الرئيس الأمريكي الجديد «لم يقدم حتى الآن خطة سياسية يمكن من خلالها الحكم على سياساته والتنبوء بما سيقوم به إزاء مصر والمنطقة والعالم».



وردا على مطالبة ترامب للسعودية وقطر بدفع ثمن حمايتهم، قال عمرو موسى، إن «أمريكا لا تقدم خدمات بلا مقابل، والسعودية وقطر دفعتا ثمن القواعد الأمريكية والخدمات الدفاعية بالكامل حتى ثمن العفش».



وقال «موسى»: «يجب أن نلاحظ أن ترامب ليس مغيباً كما يحاول أن يظهر لنا»، مؤكداً أن الأمر سيتوقف على مساعديه الذين يعتبر معظمهم من غلاة المتطرفين.



في القضية الخاصة بمقتل الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني»، قال عمرو موسى، إن التعامل مع قضية ريجيني لم يكن بالشكل الأمثل وهو ما أدى إلى أزمة، مشيرا إلى أهمية التعامل بشفافية في تلك الأزمات حتى لا نعطي لأحد فرصة لتدمير علاقات مصر الخارجية، مؤكدا أن هناك سياسات خارجية تستهدف المنطقة كلها بمبدأ الفوضى الخلاقة.




وأضاف، أن السياسات الاقتصادية التي تتبعها مصر حاليا ستساعد على حل مشاكلها ولكن بشرط هو مصارحة الحكومة للشعب ومجلس الشعب ورفع الصعوبات عن أصحاب الدخل الذين سيواجهون تلك الإجراءات لتخفيف الضغط عليهم وعلى المواطن بشكل عام


كما علق «موسى» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» على وفاة «كاسترو»، قائلا: «إن وفاة فيدل كاسترو تسدل الستار على آخر القادة التاريخيين الذين لعبوا أدواراً رئيسية في التطورات السياسية التي جرت في العالم في القرن العشرين».



وأضاف:«قد يتفق أو يختلف الكثيرون مع توجهات كاسترو وسياساته، لكن الجميع يتفق على قوة تأثير كاسترو في مجريات السياسة العالمية والمواجهات الروسية الأمريكية والمد الاشتراكي في أمريكا اللاتينية».



وتابع:«غادر كاسترو عالمنا وقد تغير، فالشيوعية انتهت، وتراجعت الاشتراكية، وعادت العلاقات الكوبية الأمريكية، وغير ذلك من تطورات القرن الحادي والعشرين».



واختتم قائلاً:«رحم الله كاسترو، كان رغم كل شيء قائدا عظيما، وثوريا كبيرا وعلامة من علامات القرن العشرين».



ولد عمرو محمود أبو زيد موسى، في 3 أكتوبر عام 1936 بالقاهرة، لعائلة سياسية تنتمي إلى محافظتي القليوبية والغربية، كان والده محمود أبو زيد موسى، نائباً في مجلس الأمة عن حزب «الوفد»، حيث سلك عمرو موسى السياسة وأصر على الالتحاق بكلية الحقوق منذ صغره، وحصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة 1957 والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية عام 1958.



وعمل «موسى» مديرًا لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية عام1977، ومندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990، ووزيراً للخارجية عام 1991، وأميناً عاماً للجامعة العربية عام 2001.



خاض «موسى» الانتخابات الرئاسية التي أجريت صيف عام 2012، لكنه خسر السباق بحصوله على 2392197 صوتًا بنسبة 10.93% من إجمالي عدد الأصوات، وهو السباق الذي أفرز جولة إعادة بين أحمد شفيق ومرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي كسب الجولة.