رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرة مجدي مكين تكشف تفاصيل تعذيبه حتى الموت في «قسم الأميرية»

أسرة مجدي مكين -
أسرة مجدي مكين - أرشيفية


أثارت واقعة تعذيب المواطن مجدي مكين، حتى الموت داخل قسم شرطة الأميرية، جدلا واسعا لدى الرأي العام؛ خاصة بعد قرار اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، بوقف النقيب كريم مجدي، معاون مباحث القسم، وجميع المسئولين به، عن العمل، وتكليف قطاع التفتيش والرقابة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة.

"النبأ التقت أفراد أسرة مجدي مكين ضحية أباطرة التعذيب من ضباط، وأفراد الشرطة بوزارة الداخلية، ليرووا للرأي العام المزيد من التفاصيل، ويكشفوا أسرارا جديدة في هذه القضية الساخنة.


آخر مرة شوفته قبلها بيوم

وكشفت فايزة عبده خليل، زوجة مجدي مكين، تفاصيل مثيرة حول الواقعة مؤكدة أن زوجها تعرض لعملية تعذيب بشعة، قائلة: "زوجي رجل أرزقي، على باب الله، يعمل باليومية، وعمره ما اتخانق مع حد، أو كان سبب في ظلم أحد، وكنا عايشين كافيين خيرنا شرنا".


وأضافت: "آخر مرة رأيت فيها زوجي كان قبل تلقينا خبر وفاته بيوم واحد، عندما خرج في بداية اليوم، متجهًا إلى عمله،  ثم اختفى، حتى علمنا أنه توفى داخل قسم شرطة الأميرية، وعندما ذهبنا إلى هناك علمنا بنقله إلى المستشفى، وهناك وجدنا على جسده آثار التعذيب، وشاهدت الدماء تسيل من أذنه، وآثار ضربات على وجهه".


الضرب والسحل جزاء رفض الإهانة

وأوضحت أن نجلها علم الواقعة من خلال بعض الأشخاص الذين كانوا شاهدين على الأحداث، وأخبروه أن وراءها مشاجرة بين والده وسائق، تدخل على أثرها رجال الشرطة، وأهانوا الطرفين، وعندما رفض مجدي الإهانة اعتدوا عليه بالضرب، بطريقة وحشية، وسحلوه على الأسفلت، ثم أخذوه إلى قسم الشرطة، مضيفة: "لم أكن أتخيل أن يحدث لزوجي هذا الأمر، فهو كان هادئ الطباع، والجميع يحبونه ولا يوجد أي خلافات له مع أحد، وكان ينفق على الأسرة التي يتواجد بها 12 فردا من تجارة الأسماك على عربته".


10 أمناء شرطة تولوا مهمة التنكيل بالضحية

وقال مدحت ناصر، ابن خال المجني عليه، إن عددا من الأهالي أخبروهم أن رجال الشرطة كانوا يطاردون الضحية للقبض عليه، وأنهم شاهدوا 10 أمناء شرطة ينهالون بالضرب عليه بطريقة بشعة، ثم اتصلوا بالضابط الذي حضر على موتوسيكل، وبمجرد رؤيته للضحية انهال عليه ضربا، وسحله في الشارع، ثم وضعه داخل "بوكس الشرطة" واتجه به إلى القسم.


وأضاف ناصر: "بعد ذلك تلقينا اتصالا من العميد عصام العزب، رئيس قطاع شرق القاهرة، سألنا فيه عن مجدي، وعندما أخبرناه أننا نبحث عنه، طلب منا الحضور إلى قسم شرطة الأميرية، وهناك أخبرنا أنه توفى بسبب هبوط في ضغط الدم جراء إصابته بالسكر، وأنهم نقلوه إلى مستشفى الزيتون".


كدمات وآثار دماء وعلامات تعذيب بالجثة

وأوضح: "عندما ذهبنا إلى المستشفى، وجدنا العاملين به يرفضون أن نشاهد جثة مجدي بحجة أنهم كفنوه، وأمام إصرارنا على رؤيته اضطروه إلى فك الكفن عن الجثمان، وهنا كانت المفاجأة، حيث وجدنا على ظهره دماء متجلطة، وآثار ضرب وكدمات وعلامات لكعب الطبنجة على الوجه، بالإضافة إلى أن قدمه كانت غارقة في الدماء، مع وجود تسلخات في المقعدة والخصية وفتحة الشرج والعمود الفقري".


وتابع: "عندما ذهبنا إلى مدير المستشفى لنسأل عما حدث له، أخبرنا أنه حضر إليهم جثة هامدة، وكل هذه الإصابات به، فحررنا محضرا بالواقعة، وقدمناه للنيابة العامة، التي أمرت بنقل جثته إلى مشرحة زينهم، والتي رفضت إعطاءنا أي نتائج لما توصلوا إليه، لافتين إلى أنهم سوف يسلمون تقريرهم إلى النيابة العامة في غضون 15 يومًا.


جريمة تعذيب مكتلمة الأركان

من جانبه قال علي الحلواني، محامي أسرة مجدي مكين، إن ما حدث له هو جريمة تعذيب حتى الموت، تمت في قسم الأميرية، لافتا إلى أنه تم القبض عليه مساء الأحد الماضي، أثناء عودته من عمله، مستقلًا عربته الكارو، وتعرض لاعتداء من النقيب القسم، واصطحبه إلى ديوان قسم الشرطة، حتى علمت أسرته صباح الإثنين بوجوده بمستشفى الزيتون جثة هامدة.


وأضاف "الحلواني"، أن أسرة الضحية عندما ذهبوا إلى المستشفى، شاهدوا علامات التعذيب واضحة على جسده، مضيفًا: "كان جايب دم من مؤخرته، وعينه زرقاء من الكدمات، مع تجمعات دموية خلف أذنه"، مشيرًا إلى أنهم رفضوا استلام جثته، وتم نقلها إلى مشرحة زينهم للتشريح، واتهموا ضابط القسم بتعذيبه حتى الموت.


تعود تفاصيل قضية مجدي مكين، إلى إعلان وزارة الداخلية، وفاة مسجون داخل قسم شرطة الأميرية؛ بسبب مرض السكر، ونقل جثته إلى مستشفى الزيتون، بعد ذلك.


إلا أن أسرة المتوفي لم تقتنع برواية وزارة الداخلية، ونشرت فيديو لجثمانه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرضه للتعذيب، واتهمت النقيب كريم مجدي، معاون مباحث قسم شرطة الأميرية بتعذيبه وقتله داخل القسم.


وأكدت الأسرة أن عددا من الأهالي شاهدوا واقعة القبض عليه، وكشفوا عن وقوع مشاجرة بين المجني عليه، وآخرين، بسبب أسبقية المرور، إلا أن الضابط وجه الإهانة لهم، وعندما رفض "مكين" هذا الأمر، نشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى مشاجرة، قام على أثرها الضابط وأفراد الشرطة بسحله، والاعتداء عليه بالضرب، ثم اصطحبوه ومعه آخرين إلى قسم الشرطة، وفي اليوم التالي تلقت الأسرة نبأ وفاته داخل القسم.