رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«صفعة موسكو».. بوتين يحرج السيسي ويرفض عودة السياحة الروسية لمصر

السيسي وبوتين - أرشيفية
السيسي وبوتين - أرشيفية

كشفت مصادر مطلعة، كواليس زيارة وزير النقل الروسي «مكسيم سوكولوف» إلى مصر، مشيرة إلى أن «سوكولوف» تلقى تقريرًا من وفد الخبراء الروس الذي زار مصر خلال الأسابيع الماضية؛ لدراسة عمليات التأمين في ثلاثة مطارات هي "مطار القاهرة الدولي، وشرم الشيخ، ثم مطار الغردقة".


وأضافت المصادر، أن تقرير الوفد الروسي كشف أن درجة عمليات التأمين في مطار القاهرة «جيدة»، وأنه تم تنفيذ 9 ملاحظات من أصل 14 ملاحظة رصدتها روسيا بشأن التأمين في مطار «شرم الشيخ».


ولفتت المصادر، إلى أن الكارثة الحقيقية كانت في مطار الغردقة؛ حيث اكتشف وفد الخبراء الروس، أن الكاميرات التي كانت مخصصة لعملية تأمين المطار، تم وضعها في «مخزن»، وأن المسئولين وعدوا الوفد بتركيبها خلال 16 أسبوعًا.


وقالت المصادر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقد اجتماعًا مع وزير النقل الروسي، «مكسيم سوكولوف»، وأن الرئاسة استعانت بمترجم للغة الروسية من القوات المسلحة؛ لإدارة النقاش بين الرئيس و«سوكولوف»، بدلًا من المترجم الخاص التابع للسفارة الروسية.


ولفتت المصادر إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعد الوزير الروسي بتنفيذ كافة عمليات التأمين على مستوى المطارات المصرية، طالبًا منه ضرورة عودة السياحة الروسية في أقرب وقت.


وكشفت المصادر، أن «سوكولوف»، رفض مطالب الرئيس، ما كان عاملًا مهمًا في إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان من المفترض أن يعقده وزير النقل الروسي، وأنه غادر القاهرة في نفس اليوم الذي وصل فيه القاهرة، دون حضور حفل الاستقبال الخاص به.


ويُذكر أن الإدارة السياسية، تواجه حاليًا أزمة ومأزقًا كبيرًا في الشأن الخاص بعودة السياحة الروسية إلى مصر منذ تحطم الطائرة الروسية في سيناء في 31 أكتوبر من العام الماضي، والتي كانت تحمل على متنها 217 راكبًا، و7 من أفراد من طاقمها، ولقي الجميع مصرعهم.


ومنذ هذه الواقعة، تحركت الحكومة على كافة المستويات في محاولة لاستعادة السياحة الروسية مرة أخرى إلى مصر، خاصة أنها تشكل مصدر دخل كبير للاقتصاد المصري، ولكن موسكو وضعت شروطًا لعودة السياحة لمصر، ومن أهمها التأمين الجيد للمطارات، وبناء صالة خاصة للسياح الروس والطائرات الروسية فى مطارات البلاد، أو تخصيص بعض المخارج الخاصة فقط بالسياح الروس بالمطارات.


ونقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية، عن مصادر دبلوماسية، قولها إن الجانبين المصري والروسي يتفاوضان على هذه الصالات المنفصلة لتتناسب خصيصا للسياح والطائرات الروسية، موضحة أنه سيتم استئجار واحدة من الصالات فى المطار مخصصة للجانب الروسى لتوفير الأمن والتفتيش الجمركي والجوازات، وتفتيش بضائع الركاب وستنفذ هذه الأمور من قبل المتخصصين الروس. 


وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن الجانب المصري سمع الاقتراحات بحذر شديد، على أمل عودة الرحلات الجوية الروسية لمصر مرة أخرى، والتوصل إلى حلول. 


كما طالبت السلطات الروسية مصر، بنشر أجهزة «البصمة البيومترية» داخل جميع المطارات المصرية؛ لضمان عودة السياح الروس إلى القاهرة.

ومن أهم مميزات هذه الأجهزة، أنها تستطيع تحديد هوية الأفراد عن طريق سماتهم البيولوجية، وليس هذا فقط، حيث تمكن القائمين على تلك الأجهزة معرفة سمات الوجه، هندسة اليد، بصمات الأصابع، خط اليد، الصوت، قزحية العين، الوريد، الشبكية، وتعد هذه الأجهزة من أقوى الأجهزة التي تساعد قوات الأمن من معرفة أصحاب الأعمال الإرهابية.


وخلال الأيام الماضية، وصل وفد من خبراء الأمن الروس إلى القاهرة، قادما من موسكو؛ للتفتيش على الإجراءات الأمنية المتبعة لتأمين الركاب والبضائع والطائرات بمطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة الدولية.


وسبق ذلك أن أعلنت سلطات الطيران المصرية، أنها نفذت كل التوصيات التي وضعتها لجان أمنية روسية قامت بجولات سابقة في المطارات، وتم تركيب أحدث الأجهزة الخاصة بفحص الركاب والحقائب وتزويد المطارات بكاميرات حديثة، ووضع رادارات ترصد كل شيء على مساحة 3 كيلومترات في حرم المطار.