رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة 350 ألف دولار أنفقتها الكنيسة على إسعاد السيسي في يومين بـ«نيويورك»

مسيحيون يرحبون بالسيسي
مسيحيون يرحبون بالسيسي في أمريكا

أثارت عمليات حشد المسيحيين في نيويورك ونيوجيرسي، والتي قام بها الأنبا «يؤانس»، أسقف أسيوط، والأنبا «بيمن»، أسقف نقادة، لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والقبطية.


واعترض البعض على هذه العمليات، واصفين إياها بأنها «تسييس» للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو أمر يرفضه كثير من المسيحيين، حيث خرج 600 ناشط ومفكر معظمهم من الأقباط، وقعوا بيانًا اتهموا فيه الكنيسة  بالتدخّل في الحياة السياسية، وارتمائها فى أحضان نظام «السيسي».


نفقات الوفد القبطى تحملتها الكنيسة، والهيئة القبطية الأميريكية، وكشفت مصادر أن الكنيسة المصرية تحملت نفقات الوفد المصاحب للأنبا «بيمن» والأنبا «يؤانس»، منوهة إلى أن تكلفة الحشد وصلت إلى 350 ألف دولار، توزعت على تذاكر الطيران، والإقامة الكاملة، والمؤتمرات التى عقدها الوفد مع الأقباط، وحجز الأتوبيسات الفاخرة إلى جانب حفلات الغذاء والعشاء طوال إقامة الوفد بأمريكا والتى وصلت إلى أسبوعين متواصلين.


وأضافت المصادر، أن الهيئة القبطية الأمريكية وحدها أنفقت نحو 50 ألف دولار على خطة الحشد، والتى تمثلت فى حملات طرق الأبواب التى قامت بها الهيئة؛ لحث المسيحيين على المشاركة في استقبال الرئيس، إلى جانب الصور والأعلام المصرية، والملصقات على المحلات التابعة للمصريين في أمريكا.


وأوضحت المصادر، أن الهيئة خصصت فريقًا لمخاطبة وسائل الإعلام الأمريكية، للرد على استفسارات وسائل الإعلام، وحجز قاعة لعقد المؤتمرات مع «أقباط المهجر».


وأضافت المصادر، أن الأتوبيسات التى نقلت المسيحيين، أنطلقت من أمام الكنائس فى مدينتى نيويورك ونيوجيرسى، مضيفا أن عدد الموجودين لم يتعد الـ200 شخص من أقباط المهجر الذين يرفعون الأعلام ويغنون «تسلم الأيادى».


فى هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطي، إن الكنيسة لم تتحمل نفقات الحشد القبطى فى الخارج نهائيا، موضحًا أن الكنائس الأمريكية الأخرى هى من تحملت نفقات التحرك والإقامة، عن طريق تبرعات أصحابها.


وأضاف «أسعد» في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن الكنائس المصرية تعتمد على التبرعات فى تنظيم المظاهرات، كاشفًا أن كل كنيسة فى أمريكا ساهمت بجزء فى الإنفاق على الحشد، موضحًا أن جميع التبرعات التى تحصل عليها الكنيسة يتم صرفها فى مرتبات للكهنة وتنظيم مؤتمرات، موضحًا أن أقباط المهجر هم الذين تبرعوا لمساندة «السيسي» فى الولايات المتحدة الأمريكية.


وأكد المفكر القبطي، أن ما أقدمت عليه الكنيسة خطأ كبير، ومرفوض شعبيًا، موضحا أن ما حدث يعد تقليلًا من قدر السيسى ومصر، كما أن نتائج الحشد كانت سلبية، أكثر منها إيجابية، مؤكدًا أن الكنيسة الآن أصبحت تمارس ما هو أقبح من العمل السياسي، حيث أصبحت تجامل النظام وتنافقه بشكل واضح.


وتابع أسعد:«ممارسة هذا الأمرعبر العقود جعلها مجبرة عليه، وحتى ما كان يقوم به البابا شنودة في عهد نظام مبارك من توزيع أدوار بينها، وبين بعض رموز أقباط المهجر المتاجرين بقضيتهم في الخارج، لم يعد هناك إمكانية لاستمراره في هذا الوقت»، مطالبًا الكنيسة بالتوقف وعدم الارتماء فى أحضان السلطة.


ويقول وحيد شنودة، مؤسس حركة 99 القبطية، إن النظام الجديد نجح فى استدراج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى مستنقع السياسة، مضيفا أن البابا «تواضروس»، بهذا الحشد يحاول تجميل صورة الكنيسة أمام الدولة.


وأضاف «شنودة» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أن ما حدث من قبل البابا أساء إلى الكنيسة فى وسائل الإعلام العالمية، مشيرًا إلى أن البابا لم يجد وسيلة للتبرير بعد هذه «المهزلة» على حد وصفه إلا التضليل بأن ما حدث هو عمل وطنى وليس سياسيًا.


وأشار «شنودة» إلى سفر عدد كبير من المسيحيين المصريين، ما يعد إهدارًا للمال العام، متسائلًا: أين تذهب أموال الكنيسة؟ هل هى للفسح والفشخرة؟، مؤكدًا أن الوفد قام بالعديد من الحفلات والمؤتمرات؛ لحث المسيحيين الأقباط على الخروج.


وتابع:«كثير من أقباط المهجر رفضوا الخروج فى هذه المهزلة»، مؤكدا أنهم يرون أن هذا الأمر مجرد إقحام للكنيسة في السياسة، وهو ما يرفضه كثيرون.