رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مفاجأة.. مصر تشارك في مناورات بحرية مع تركيا بالبحر المتوسط!

مناورات بحرية - أرشيفية
مناورات بحرية - أرشيفية

خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت وحدات من القوات البحرية المصرية، مجموعة من التدريبات والأنشطة المشتركة مع إحدى المجموعات البحرية التابعة لـ«حلف الناتو»، والمفاجأة في الخبر أن تلك المناورات شاركت فيها قوات من البحرية التركية ضمن المجموعة العسكرية المعروفة بـ«SNMG 2» التابعة للحلف.


وذكر بيان القوات المسلحة، أن «هذه التدريبات تأتي في ضوء علاقات التعاون العسكري التي تجمع القوتين البحريتين، بهدف نقل وتبادل الخبرات التدريبية وصقل مهارة العناصر المشاركة على تنفيذ أحدث نظم وأساليب القتال البحري، كذلك تنسيق الجهود لمواجهة التحديات البحرية التي تشهدها منطقة البحر المتوسط».


الوحدات البحرية التي شاركت في المناورة تعرف باسم «SNMG 2»، وهي مجموعة عسكرية بحرية متكاملة متعددة الجنسيات لحلف شمال الأطلسي «الناتو» تضم قطعًا حربية تابعة لأكثر من دولة على مستوى العالم وهي: «ومالدوفا وبولندا ورومانيا والسويد وتركيا وكندا والولايات المتحدة»، كما أنها تشمل مجموعة من الطائرات الهليوكبتر والتي كانت متوفرة بشكل مستمر لأداء مهام متعددة مثل المشاركة في التدريبات العسكرية.


المتابعون للشأن العسكري، وأصحاب الخيال السياسي، يربطون بين هذه المناورات البحرية بين مصر وحلف «الناتو»، وبين ظهور قوات للبحرية التركية في هذه المناورات؛ لاسيما أن «أنقرة»، هي عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو» منذ عام 1952م، وتمتلك قدرات دفاعية، ومقاتلات عسكرية ضاربة ومتطورة جدا، فضلا على أن تركيا تأتي في المرتبة الثانية في «الناتو» بعد الولايات المتحدة الأمريكية، من حيث قواتها العسكرية.


أما القوات البحرية التركية، فهي أقوى بحرية في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب فرنسا، إذ تملك أكثر من 300 سفينة عسكرية، تنطلق من ثماني قواعد بحرية، وتتوزع سفنها كالآتي، 60 سفينة إنزال بحري، و20 سفينة كاسحة للألغام، وتتوفر لديها أيضًا 14 غواصة بحرية نفاثة، كما تتوافر لديها 26 فرقاطة.


والفرقاطات التي تملكها تركيا هي من نوع حاملات الجنود، وعلى متن بعضها 8 منصات لإطلاق صواريخ طراز «هاربون بلوك1» وصواريخ «سبارو».


ويضم الأسطول التركي، سفينتين من طراز «ساروكابي» للنقل والقتال وزرع الألغام، كما تملك تركيا 21 كاسحة ألغام صناعة فرنسية وأمريكية، تحمل فرق غوص وجنود على متنها.


يشير التاريخ العسكري إلى أن مصر وتركيا ارتبطتا بعلاقات عسكرية، وأن هناك مناورات بحرية بالفعل كانت تنفذ بين الدولتين، وهي تلك المناورات المعروفة باسم «بحر الصداقة».


وكانت هذه المناورات العسكرية البحرية المشتركة تقام في مياه البحر المتوسط بين كل من مصر وتركيا، وبالتبادل بين المياه الإقليمية للبلدين، وانطلقت هذه المناورات لأول مرة في نوفمبر 2009، ثم تم تنفيذها بشكل متتال خلال أعوام 2010، 2011، 2012.


مناورات «بحر الصداقة»، كانت تهدف لتوثيق التعاون المشترك بين مصر وتركيا، فضلا على تبادل الخبرات والتعرف على كل ما هو حديث في أساليب القتال البحري، وما يتم تطويره من أسلحة ومعدات في هذا المجال، إضافة إلى تنمية قدرات العناصر المشاركة على تنفيذ مختلف المهام وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي العالي، خاصة أن القوات المسلحة التركية تمتلك أكبر أساطيل الغواصات البحرية غير النووية في حلف شمال الأطلسي «الناتو».


لم يُكتب لهذه المناورات العسكرية الاستمرار، لاسيما بعد أحداث «30 يونيو»، وبيان الجيش في 3 يوليو، والذي تم بمقتضاه عزل الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي، حيث كانت تركيا لها مواقف مناهضة لتحرك الجيش المصري ضد «مرسي»، والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، ولهذا تم إلغاء المناورات البحرية التي تعرف باسم «بحر الصداقة» نهائيًّا في عام 2013.


تسببت المناورات البحرية «بحر الصداقة» التي كانت تجريها مصر وتركيا، في بث حالة من الرعب لدى إسرائيل عندما تم إجراؤها في 2012، لاسيما أن «تل أبيب» تسخر قوتها لمواجهة الأخطار الإيرانية في المنطقة، إلا أنها فوجئت بهذه المناوارت التي وصفتها بأنها من أكبر «المناورات البحرية» التى تجرى بالمنطقة.


وأضافت أن القوات المصرية والتركية قامتا بعمل مناورة تحاكى فيها سيناريو حدوث اشتباك بحرى ومواجهة قطع بحرية.


رغم أن تركيا تأتي في المرتبة الثانية من ناحية القوة العسكرية في حلف «الناتو»، فإن معسكرًا يعارض مسائلة ظهور تركيا في المناورات البحرية الأخيرة بين مصر وحلف «الناتو» لعدة أسباب منها: توتر العلاقات المصرية التركية بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته أنقرة في 15 يوليو، حيث هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظام عبد الفتاح السيسي عدة مرات، فضلا على التلميحات التي تشير إلى إمكانية وقوف مصر والإمارات وراء هذا الانقلاب.


وجاء «الانقلاب العسكري الفاشل»؛ ليزيح كل فرص التقارب بين الدولتين، بالرغم من أن الفترة التي سبقت الانقلاب، شهدت ظهور بعض التصريحات التي توضح رغبة تركيا في تنشيط التعاون الاقتصادي مع مصر، وذلك بالتزامن مع تطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا، وقال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم»، إنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر، وتبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين، وإجراء اتصالات تتعلق بالمجال العسكري.

وردت مصر على هذا الأمر بضرورة اعتراف تركيا بنظام وشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاعتذار عن الإهانات المتكررة لمصر، وتسليم المطلوبين من قيادات جماعة الإخوان للعدالة المصرية، والمتهمين بارتكاب جرائم.


في الوقت نفسه، تعمل القيادة السياسية فى مصر على عدم الانجرار فى ردود فعل عنيفة تجاه التجاوزات التركية، خاصة بعد هجوم أنقرة على القاهرة، في الفترة التي تلت فشل «الانقلاب العسكري» على الرئيس رجب طيب أردوغان.


وقال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، إن مصر تشترك في المناورات البحرية مع «الناتو» كحلف، وليس مع دولة بعينها من دول «الأطلسي».


وأضاف «عز الدين»، أنه لا يستطيع الجزم بمشاركة أو عدم مشاركة تركيا في المناورات البحرية بين مصر وحلف «الناتو»، في الوقت نفسه، أكد أنه لا توجد توترات عسكرية بين القاهرة وأنقرة.


وتابع: «مع كل التوترات السياسية في المنطقة.. إلا أنه لا توجد عداوة بين الشعبين المصري والتركي»