رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أحكام هامة فى الجن والمس

الجن - تعبيرية
الجن - تعبيرية

إن دخول الجان جسد الإنسان ثابت بالكتاب والسنة واتفاق أهل السنة والجماعة، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة الذي قدموا معقولاتهم على أدلة الكتاب والسنة ، ونحن نذكر من ذلك ما تيسر:

قال الله عز وجل: « الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ..» البقرة/275، قال القرطبي في تفسيره (ج3ص355 ): ( هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس).

وقال ابن كثير في تفسير (ج1ص32 ) بعد أن ذكر الآية السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قيامًا منكرًا، وقال ابن عباس: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونًا يخنق) .

 

أما قول الله عز وجل : « وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله » فهو لا شك دليل واضح على أن الجن لا يستطيعون أن يضروا أحدًا بسحر أو بصرع أو غيره من أنواع الإيذاء أو الإضلال إلا بإذن الله.

 

أعراض المس

تتنوّع أعراض المسّ وتختلف، ومن أهمّ هذه الأعراض: 

 شعور الإنسان بالصّداع المستمرّ، والأرق، والتوتّر، والخمول، يتبعها الضّيق، والاكتئاب، وتقلّب المزاج بسرعة وتباينه، بالإضافة إلى ذلك فإنّ من به مسّ معرّض لأن يكره وينفر من تفاصيل حياته، كزوجته، وأطفاله، وأصدقائه، وعمله، ويتعرّض للنسيان كثيرًا. 

إصابة الإنسان بوسواس قهريّ، وحالات الخوف والفزع، أو ما يُسمّى بالـ(فوبيا)، إضافةً إلى نوبات غريبة تشبه نوبات الإصابة بالصّرع، والوحدة، والانعزال، والابتعاد عن المجتمع. 

اضطراب عمليّة النّوم بشكل مستمر، ورؤية أحلام وكوابيس مفزعة بشكل دائم. 

ضعف الوازع الدّيني والإيماني عند الإنسان، ويبدأ مريض المسّ بالإحجام وعدم الإقبال على الطاعات، وأداء العبادات. 

شعور الإنسان بضيق في الصّدر، وإحساسه الدّائم بالاكتئاب، والحزن الشّديد. 

إحساس الإنسان بحالة من الخمول والكسل المتواصل دون مبرّر واضح.

 

أنواع المس الشيطانى

المس الشيطانى  أربعة أنواع وهم

1 : مس كلى  ( اقتران كامل ) يمس الجن الجسد كله

2 : مس جزئى (يمس عضوا واحدا من الجسم كالذراع أو الرجل أو اللسان أو العين  )

3 : مس دائم ( يستمر الجنى فى الجسد لمدة طويلة )

4 : مس طائف ( لا يستغرق إلا لحظات قليلة ) وقد قال القرآن الكريم « إن اللذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون »

 

أسباب المس

من أهمّ الأسباب التي تسمح بحدوث المس عدم الامتثال لأوامر النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في استعمال السّنة النبويّة في حياتنا الخاصّة، أي أنّ الإنسان من الممكن أن يدخل إلى دورة المياه ثمّ لا يستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم كما ورد في السّنة النبويّة، أو أن يستحمّ الإنسان ويتعرّى دون أن يذكر اسم الله، فيصبح جسده مكشوفًا تمامًا أمام الشّيطان، فيتفرّس فيه الشّيطان ويعجب بجسده فيدخل فيه. وسنن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - مهما كانت بسيطةً إلا أنّ لها أثرًا كبيرًا تحصين نفس المسلم، وحمايته، والحفاظ عليه، وزيادة أجره، وقبوله عند الله تعالى. وكذلك فإنّ إهمال أذكار الصّباح والمساء له دور في حدوث مثل هذه الحالات.


علاج المس

الرقية الشرعية يجب أن تجتمع في الرّقية الشّرعية عدّة أمور، وهي: 

أن تكون بكلام الله سبحانه وتعالى، أو بأسمائه، أو بصفاته، أو بما ورد من المأثور عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم. 

أن تكون باللسان العربي، وهو ما اشترطه ابن تيمية، وأن تكون ممّا يعرف معناه. 

أن يعتقد المسلم أنّ الرّقية بحدّ ذاتها لا تؤثّر، بل بأمر الله سبحانه وتعالى. 

أمّا حكم الرّقية الشّرعية فقد قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" لا بأس بالرّقى ما لم تكن شركًا"، رواه مسلم. 

ومن أنفع الرّقى رقية الإنسان لنفسه بنفسه، وتعدّ سورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض، وذلك لأنّ هذه السّورة تتضمّن إخلاصًا لله سبحانه وتعالى في العبوديّة، والثّناء عليه عزّ وجلّ، وتفويض الأمر إليه عزّ وجل. 

وعند رقية المريض يقول:" باسمِ اللهِ أرقيكَ. من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ. 

من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ. باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ "، رواه مسلم. وإذا اشتكى الشّخص ألمًا في موضع من جسده، فيضع يده على موضع الألم، ويقول كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:" ضَعْ يدَك على الذي تألَّم من جسدِك. 

وقلْ: باسم اللهِ، ثلاثًا. وقل، سبعَ مراتٍ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه، من شرِّ ما أجدُ وأُحاذِرُ "، رواه مسلم.