رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل يُعتبر الشيخوخة مرض ويمكن علاجه؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بمرور الوقت ودخولنا مرحلة الشيخوخة، تفقد البشرة مرونتها، وتتباطأ أدمغتها، فالتغييرات في الجينات يمكن أن تجعلنا أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالعمر، حيث تتراكم الخلايا الميتة في أجسامنا مع تباطؤ آليات إعادة التدوير لدينا. 

ويُنظر إلى هذه العلامات البيولوجية لمرحلة الشيخوخة على أنها حقائق أساسية للحياة، ومع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من العلماء يشككون في هذه الفكرة.

فهل يمكن علاج الشيخوخة كأي مرض؟

لذلك، مع انتهاء عام وبدء عام آخر، نقوم بالعد التنازلي لأفضل ستة نتائج علمية في مجال علوم مكافحة الشيخوخة.

في حين أن بعض العلاجات التي تم اختبارها في هذه الدراسات ليست جاهزة للاستخدام في وقت الذروة، فإن الكثير منها منخفض التقنية ومجاني، وكل ذلك يتعلق بتغيير العادات بدلًا من شراء أدوية أو أجهزة باهظة الثمن.

التقليل من التوتر 

وجد العلماء أن الفئران والأشخاص الذين يعانون من تجارب مرهقة مثل الجراحة أو المرض تظهر عليهم علامات متزايدة للشيخوخة البيولوجية، ومع ذلك، فإن تخفيف التوتر يمكن أن يعكس التغييرات.

وقام باحثون من جامعة هارفارد وجامعة ديوك بقياس مثيلة الحمض النووي كعلامة على العمر البيولوجي، فهي الطريقة التي تقوم بها أجسامنا بتشغيل وإيقاف جينات معينة.

وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي تشغيل جينات معينة أو إيقاف تشغيل جينات أخرى إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان أو أشكال الخرف.

في الفئران والأشخاص المُجهدين، تغيرت أنماط مثيلة الحمض النووي لديهم بعد الإجهاد، مما جعل عمرهم البيولوجي يتجاوز عمرهم الزمني، وحدثت هذه التغييرات على مدى فترات زمنية قصيرة - أيام أو أشهر. ومع ذلك، فإن تخفيف التوتر جزئيًا أو كليًا يعكس هذه التغييرات بنفس السرعة.

لذلك، حتى لو لم تتمكن من إجراء اختبارات الدم لتتبع عمرك البيولوجي، فإن تخفيف التوتر كلما أمكن ذلك قد يساعدك على العيش لفترة أطول.

خفض السعرات الحرارية

يمكن للأشخاص الذين يخفضون السعرات الحرارية التي يتناولونها بنسبة 25% فقط أن يبطئوا شيخوختهم البيولوجية بنسبة 3%، مما يقلل من خطر الوفاة المبكرة بقدر الإقلاع عن التدخين، وفقا لدراسة أجريت في فبراير في مجلة Nature Aging.

وتم إجراء هذا البحث على مدار عامين، حيث أكمل 185 شخصًا تحليل الحمض النووي، حيث أجراها العلماء في جامعة كولومبيا، وكما هو الحال في دراسة الإجهاد، نظر الباحثون في مثيلة الحمض النووي.

على الرغم من عدم وجود فرق كبير بين الـ 68 الذين خفضوا سعراتهم الحرارية بنسبة 25% والـ 117 الذين لم يفعلوا ذلك، فقد وجد العلماء أن هناك معدل ذو دلالة إحصائية للتغير في عملية المثيلة.

على مدار فترة السنتين، حدثت تغيرات المثيلة بشكل أبطأ بنحو ثلاثة بالمائة في المجموعة التي تناولت طعامًا أقل قليلًا، وبمعنى آخر، كانت الساعات البيولوجية لهؤلاء الأشخاص تتباطأ بما يكفي لإحداث فرق على مدار عدة سنوات.

وكتب الباحثون أن هذا يمكن أن يتوافق مع انخفاض بنسبة 10 إلى 15% في خطر الوفاة المبكرة. نفس فائدة المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين.

شرب الكثير من الماء

يساعد شرب الكثير من الماء على إبطاء الشيخوخة ومنع الحالات الصحية المزمنة، ففي دراسة أجريت على أكثر من 11000 شخص تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، وجد العلماء في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم أن ارتفاع مستويات الصوديوم يرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل قصور القلب والسكتة الدماغية مقارنة بالأشخاص في المدى المتوسط.

كما كان المشاركون في الدراسة الذين لديهم مستويات أعلى من الصوديوم أكثر عرضة للوفاة في سن أصغر. وأظهرت الأبحاث السابقة أن الترطيب المناسب يمكن أن يطيل العمر بما يصل إلى 15 عامًا.

لقد نظروا إلى الصوديوم لأنه علامة على الترطيب، فكلما زادت كمية الماء التي تشربها، زادت نسبة الإلكتروليتات مثل الصوديوم في جسمك.

ولم يحدد الباحثون الذين قاموا بهذه الدراسة بالضبط كمية الماء التي يجب أن يشربها الناس، لكن التوصية القياسية بشرب ثمانية أكواب يوميا تظل أساسًا متينًا للصحة مدى الحياة.