< الروائية ضحى صلاح في الجزء الثاني من حوارها لـ«النبأ»: الكتابة «عملية شاقة» والأدب الذي يحبه البشر سيبقى (2 من 2)
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

الروائية ضحى صلاح في الجزء الثاني من حوارها لـ«النبأ»: الكتابة «عملية شاقة» والأدب الذي يحبه البشر سيبقى (2 من 2)

مؤلفات الكاتبة الروائية
مؤلفات الكاتبة الروائية ضحى صلاح

في الجزء الثاني من حوارها مع «النبأ»… تتحدث الكاتبة والمترجمة ضحى صلاح عن علاقتها بالقصة القصيرة، وتكشف عن السبب وراء عدم نشرها ما كتبته في هذا المجال، كما تتحدث عن الكُتَّاب الذين تُداوم على القراءة لهم، وما الأسس التي تختار على أساسها الكتب التي تُترجمها؟ وكذلك تتحدث عن طقوسها في الكتابة، ورأيها في النشر المدفوع، وزيادة الإصدارات الخاصة بالروية، فإلى نص الحوار.

 

 

 

كل أعمالك تصنيفها الأدبي «روايات».. متى نرى مجموعةً قصصيةً للكاتبة ضحى صلاح خاصة أن هذا النوع يشهد رواجًا وإقبالًا عليه الفترة الأخيرة؟

لقد بدأت كاتبةً للقصص القصيرة، بل إن أول الجوائز التي حصلت عليها كانت لقب «قاص دار العلوم»، تلك المجموعة القصصية كانت نتاج ورشة كتابة تفاعلية لكنني لم أنشرها، كنت صغيرة وقد تطورت كثيرًا عن تلك الفترة، لكني نشرت من قبل عددًا من القصص المتفرقة سواء على مواقع أو على مدونتي، كما أن لديَّ مجموعتين قصصيتين إحداهما «أقصوصات» قد انتهيت منها عام 2016، لكن هناك شعورًا داخليًا بأن شيئًا ما ينقصهما، لهذا لم أغامر بالنشر.

 

برأيك.. هل بالفعل الرواية تمنح الكاتب ما لا تمنحه الأنواع الأخرى مثل القصة والقصيدة؟ 

التجربة الإبداعية تختلف من شخصٍ لآخر، لا يمكنني القول إنَّ الشاعر عندما يكتب روايةً سيجد فيها السلوى التي يجدها في كتابة قصيدةٍ.

 

هل وجدت أعمالك متابعةً نقديةً جيدةً.. وكيف ترى ضحى صلاح أهمية الجوائز الأدبية للكاتب؟

أظن ذلك، كان هناك بعض التعليقات على ما يمكن أن أفعله أفضل، من ناحية البناء أو اللغة، وهذا شيء أقدره تمامًا؛ لهذا أحاول دائمًا متابعة المذاكرة والقراءة. 

 

لا يمكنني نكران أهمية الجوائز الأدبية، خصوصًا مع شخص يميل للانعزال مثلي وعدم التفاعل بشكل كبير مع الآخرين، أن يقرأ لك مجموعة كبيرة من الكتاب والنقاد ويعجبون بعملك هذا شيء رائع بالطبع، أن تحصل على مكافأة مادية ومعنوية عما كتبته خصوصًا لو كنت تفكر كل يوم في ترك الكتابة، وبالطبع هناك الترويج المتابع لتلك الجوائز.. اللقاءات التلفزيونية، والمقالات، وحفلات التوقيع، والقرَّاء.

 

 

جيلك من الكاتبات.. هل يحظى بتسليط الضوء عليه جيدًا أم لا؟

الكتابة أمرٌ شاقٌ سواء على المرأة أو الرجل، وأن يكون المرء كاتبًا يحتاج إلى الكثير من الجهد، خصوصًا لو كان الكاتب من محافظة أخرى بخلاف القاهرة والجيزة، بالتأكيد هناك الكثير من المواهب التي لا نسمع بها لمجرد أنهم لم يوفقوا في النشر بعد، ولا يحظون بأي تسليط للضوء على أعمالهم.

 

لمن تقرأ ضحى صلاح.. وأحدث الأعمال التي طالعتيها؟

أنا أقرأ كل شيء وأي شيء.. بدايةً من روايات عبير وما وراء الطبيعة إلى الرعب والتنمية البشرية وعلوم اللغة. أحاول دائمًا تنويع قائمة قراءاتي حتى لا أظل أكتب الروايات ذاتها، وحتى لا أظل أفكر بالطريقة ذاتها أيضًا.

 

أحب القراءة لباسم الخشن ومحمد عصمت وأحمد صلاح المهدي في الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، وفي الجريمة أحب القراءة لنهى داوود، وفي الكتابات الحداثية وما بعد الحداثية أحب القراءة لـ: نورا ناجي ودعاء إبراهيم وطارق إمام وعمرو عزت، وشيرين فتحي وسحر الموجي، وإيمان مرسال، ومي حمزة، ونهلة كرم. 

 

وفي الكتاب الأكبر سنًا مع اختلاف نوعيات الكتابة أحب: صنع الله إبراهيم وصبري موسى، ومحمود الورداني وجمال الغيطاني وبهاء طاهر ومحمد المنسي قنديل وعلاء الديب، ومحمد البساطي، وراوية راشد.

 

بالنسبة للمترجم أحب القراءة لـ: إيزابيل الليندي، وهاروكي موراكامي، وريو موراكامي، ويوشيموتو بانانا، وكيونغ شوك شين، وسالي رووني، وإيميلي نوثومب، وجيل هانيمان، وتشو نام-جو، ومواسير سكليار، وخوان خوسيه مياس وماريو بارغاس يوسا.

 

لا أستطيع تذكر جميع الكُتَّاب الذين أحب كتاباتهم.. لكن القائمة تمتد إلى ما لا نهاية.

 

أما فيما يخص آخر قراءاتي فهي رواية «المرأة التي كتبت التوراة» للكاتب البرازيلي مواسير سكليار، لقد أنهيتها ثم قرأت عددًا من الكتب وعدت لقراءتها من جديد، إنها رواية مختلفة وخفيفة الظل، ومثيرة للتفكير. 

 

 

شعرت أن الفضفضة تسيطر أكثر على رواية «سهم غرب» يعني ليس لدينا حدثًا واحدًا أو حكاية واحدة وشخصيات واحدة ممتدة بطول الرواية.. هل أنا محق؟ 

بالنسبة لي القالب الروائي هو الذي فرض عليّ تلك الطريقة، تلك البطلة اختارت التعبير عن مشاعرها بتلك الطريقة، الحدث هو: اختيار فتاة لإنهاء حياتها بعد مراسلتها إلى صديق حول العالم، الفتاة تجلس تفكر في كل ما مرت به في حياتها وكيف ستعبر عنه ثم تقرر أن تبدأ الكتابة بالفعل، ربما ليس حدثًا ملموسًا، قد يرى البعض أن الرواية بدأت كما انتهت، لكني كتبتها وأنهيت دوري، وللقارئ والناقد التأويل والنقد. 

 

هل هناك كُتَّاب تأثرت بهم ضحى صلاح أو تحاول السير على دربهم؟ 

قد أكون تأثر بشكل غير مباشر أو غير واعٍ لكني بالتأكيد تأثر بالعمل الجيد عند قراءته، وبالنصائح الجيدة عند قرائتها. 

 

تمارسين الترجمة.. ما الأسس التي تختارين طبقًا لها العمل الذي تعملين على ترجمته؟

في البداية أردت خوض تجربة الترجمة، معرفة مدى صعوبتها، وهل سأتمكن من ترجمة كتاب كامل كما تمكنت من كتابة كتب كاملة؛ ثم بعد ذلك بدأ الأمر يأخذ منحنى مختلفًا؛ فأنا لا أترجم الآن سوى الكتب التي قرأتها وأحببتها، الكتب التي أعرف أنني سأترجمها بحب دون ملل.

 

هل تتفقين مع الرأي القائل أن هناك فوضى في كتابة الرواية مع وجود النشر مقابل المال؟ 

في الحقيقة لا أتفق مع هذا، الكاتب الجيد سيستمر في الكتابة والمحاولة وسيتطور مع الوقت حتى لو دفع مقابلًا ماديًّا مقابل نشر عمله الأول، بعض دور النشر الأكبر تبحث عن الكتاب الذين لديهم إصدارات سابقة، سيكون إصدار الكتاب الأول دفعة للكاتب للدخول إلى عالم الكتابة، وفتح بعض الأبواب له.

 

أنا فقط أؤمن أن الأدب الجيد.. الأدب الذي يحبه البشر سيبقى، وسيجد طريقة لذلك حتي لو كان عن طريق نشر العمل الأول بمقابل مادي. 

 

كيف ترين المجموعات الثقافية على «السوشيال ميديا» خاصة أنك تهتمين بمشاركة «الريفيوهات» الخاصة برواياتك؟ 

في الحقيقة أن تلك المجموعات أفادتني كثيرًا فمجموعات مثل «فنجان قهوة وكتاب» وBookmark، و«رشحلي»، و«مكتبة وهبان» ساعدتني في التعرف على الكثير من الكتاب والكتب التي لم أسمع بها من قبل.

 

أحب ترشيح الكتب التي أقرأها والكتابة عنها، حتي لو كتبت فقط «هذا الكتاب جيد، أو هذا الكتاب مسلٍ». 

 

من الجيد أن أجد أشخاصًا يشاركونني الاهتمامات ذاتها، يرشحون لي كل يوم كتاب جديد، يتناقشون معي ويجيبون عن أسئلتي، لقد شجعتني تلك المجموعات على زيادة معدل قراءاتي.

 

 

ما طقوسك في الكتابة.. وفي رأيك من أين تأتي الأفكار؟

يمكنني القول إن طقوسي هي الكتابة عندما أستطيع! 

 

أنا أعمل بدوام كامل وبجانب العمل أترجم بعض الروايات، وربما يأتي لي بعض العمل هنا وهناك؛ لذلك أحاول دائمًا إيجاد وقت للكتابة، حتى لو اضطررت للاستيقاظ أو السهر كل يوم لمدة ساعة لأكتب قليلًا فقط.

 

الأفكار تأتي من القراءة، والحديث عما أقرأه، من جلسات العصف الذهني، هذا ما نتبعه في عملي لأنني أعمل في مجال كتابة الإعلانات، نجلس جميعًا ونتحدث بصوتٍ عالٍ، نقرأ أو نشاهد بعض الفيديوهات.. يقول شخص ما فكرة فنطورها إلى شيء آخر وهكذا.. ولكن الأمر يختلف عند كتابة الرواية؛ فالرواية هي عمل فردي أولًا وأخيرًا، عملية كتابتها، بعيد عن بعض الأشخاص الملتزمين بالورش الكتابية، فهم لن يكتبوا جميع رواياتهم في ورش، لذلك سيجدون أنفسهم في وقت ما وعند نقطة معينة وحدهم  تمامًا.

 

تأتي لي الأفكار أيضًا من التجارب الحياتية، الاحتكاك بالبشر ورؤيتهم، من القراءة.. الكثير منها.. والتنظيف! إن التنظيف يجعلني أرتب أفكاري، إنه طريقة فعالة لتهدئة الأعصاب، بل مُلهم كذلك!

 

ما جديد ضحى صلاح من الأعمال الأدبية خلال الفترة المقبلة؟

قريبًا يصدر لي ترجمة الجزء الثاني من سلسلة «سجلات القمر» التابعة لدار «كيان»، كذلك أعمل على كتابة روايةٍ جديدةٍ ربما أكون محظوظةً وتصدر في معرض القاهرة المقبل.