حصاد العام.. تفاصيل أخطر 8 حوادث هزّت الرأي العام في مصر خلال 2025
قبل أن يلملم عام 2025 أوراقه، شهدت مصر خلال هذا العام سلسلة من الحوادث والجرائم المؤلمة التي هزّت الرأي العام، تركت أثرًا كبيرًا على المجتمع المصري، منها: حوادث طرق مروعة، وجرائم أمنية متنوعة، وأزمات لنجوم الرياضة ورحيل مفاجئ بين نجوم الفن.
حوادث الطرق.. نزيف دم لا يتوقف
وتعتبر حوادث الطرق من أبرز الحوادث التي شهدتها مصر في 2025، حيث تسببت في مصرع وإصابة المئات من المصريين، ومن أبرز هذه الحوادث، حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية الذي أسفر عن مصرع 19 فتاة وإصابة 3 آخرين، معظمهن دون الـ22 عامًا، من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف.
وبعد الحادث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بصرف مبلغ 100 ألف جنيه لأسرة كل ضحية، ومبلغ 25 ألف جنيه لكل مصاب، إضافة إلى متابعة صيانة وإصلاح الطرق، خاصةً الطريق الدائري الإقليمي، فيما رفعت وزارتي التضامن الاجتماعي والقوى العاملة قيمة التعويضات إلى 500 ألف جنيه لأسرة فتاة مُتوفاة، و70 ألف جنيه لكل مصاب.
وفي أول اجتماع بعد الحادث، استهل مجلس النواب جلسته العامة، بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا، ودعا رئيس البرلمان حنفي جبالي، لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، للاستمرار في عقد اجتماعات خلال تلك الفترة، للتحقيق في أسباب الحادث، وإعداد تقرير عنه لعرض على المجلس، كما تقدم نواب ببيانات عاجلة للحكومة للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق في الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن صيانة الطرق.
جرائم القتل
شهدت مصر 4 جرائم قتل "مُفجعة" خلال أسبوع واحد، ما أثار قلق الشارع المصري بشأن مسببات "تصاعد العنف وتغير السلوكيات الاجتماعية لدى البعض". ومن أبرز هذه الجرائم، جريمتي قتل أم وأطفالها الثلاثة في الجيزة، وقتل شخص لصديقه وتقطيع جثته بمنشار إلى 6 أجزاء في الإسماعيلية.
قتل أم وأطفالها الثلاثة في الجيزة
ففي شهر أكتوبر الماضي من العام 2025، كشفت أجهزة الأمن بالجيزة تفاصيل جريمة مروعة بمنطقة فيصل، حيث اعترف صاحب محل أدوية بيطرية بقتل أم وأطفالها الثلاثة.
يأتي ذلك بعدما وثق مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة إلقاء جثتي طفلين في مدخل عمارة سكنية بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، ويظهر المقطع المتهم وهو يلقي جثة الطفل أولًا، ثم يحمل شقيقته ويلقيها بجواره.
وقال المتهم، الذي تم ضبطه بعد تحريات مكثفة، إنه كان على علاقة بالأم، لكنها "خذلته"، فقرر التخلص منها ومن أولادها.
وأثارت الجريمة غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بتشديد العقوبات على جرائم القتل البشعة وسرعة تقديم الجاني للعدالة.
«طفل المنشار» بالإسماعيلية
شهدت محافظة الإسماعيلية المصرية جريمة هزّت الشارع المحلي، حيث أقدم مراهق لم يتجاوز الـ13 من عمره على قتل زميله في المدرسة، ثم قام بتقطيع جثمانه إلى أشلاء باستخدام منشار كهربائي.
ووفقا للتحقيقات الأولية، فقد استدرج الطفل الجاني زميله إلى منزل أسرته في غياب والديه، ثم اعتدى عليه بالضرب حتى فارق الحياة، قبل أن يُحضر منشار والده الكهربائي، ويشرع في تقطيع الجثة إلى أشلاء متأثرا بمشاهد شاهدها في أحد المسلسلات العنيفة وألعاب الفيديو الإلكترونية.
وأمرت جهات التحقيق بإجراء تحليل الحمض النووي للمتهم لمطابقة الأدلة الجنائية، واستكمال إجراءات الفحص الفني للأدوات المستخدمة في الجريمة.
وخلال جلسات التحقيق، أدلى الطفل المتهم باعترافات تفصيلية مثيرة، مؤكدا أنه قرر قتل زميله بعد مشادة كلامية بينهما في المدرسة. وقال إنه شاهد في أحد الأفلام الأجنبية مشهدا لطريقة قتل مروّعة، فقرر "تجربتها" بنفس الأسلوب مع زميله.
وأوضح المتهم في اعترافاته أنه استدرج الضحية إلى منطقة المحطة الجديدة بمدينة الإسماعيلية، ثم ضربه بعصا خشبية على رأسه حتى سقط أرضا وفارق الحياة، وبعدها عاد إلى المنزل وأحضر المنشار الكهربائي وبدأ في تمزيق الجثمان إلى أجزاء صغيرة حتى يسهل نقلها داخل حقيبته المدرسية، وبيّن أنه تخلص من الأشلاء، محاولا طمس معالم الجريمة وإبعاد الشبهات عنه.
وكشف الطفل المتهم أنه أقدم على أكل جزء من لحم الضحية، مشيرا إلى أنه كان "يريد معرفة طعمه"، ووصفه بأنه "يشبه طعم البانيه"، واصطحبت جهات التحقيق الطفل المتهم إلى مسرح الجريمة لتمثيل وقائعها، وسط حراسة أمنية مشددة، حيث أعاد تمثيل تفاصيل استدراج زميله وتنفيذ الجريمة وكيفية التخلص من الأشلاء، وأمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى المحكمة، وتنظر القضية حاليًا أمام محكمة جنايات أحداث الطفل بالإسماعيلية.
مخدرات وأسلحة نارية
وشهدت مصر حملات أمنية مكثفة لمكافحة الجريمة، حيث تم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة النارية، ومن أبرز هذه الحملات، ضبط قضية المخدرات الكبرى المتهمة فيها لمنتجة سارة خليفة و27 آخرين، وأيضا ضبط 696 كجم من المواد المخدرة و85 قطعة سلاح ناري، وقدرت القيمة المالية للمواد المخدرة المضبوطة بما يقارب 195 مليون جنيه.
سارة خليفة المتهمة في قضية المخدرات الكبرى
ففي 20 أبريل 2025، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في إحباط محاولة تشكيل عصابى يضم المنتجة سارة خليفة وآخرين جلب كمية كبيرة من المواد المخدرة، تقدر قيمتها المالية بـ 420 مليون جنيه.
وأكدت معلومات وتحريات قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة تنسيقًا مع الجهات المعنية بالوزارة قيام عناصر تشكيل عصابى بمحاولة جلب كميات من المواد الخام المكونة لمخدر البودر "الحشيش الاصطناعى" واستخدامه شقتين سكنيتين بالقاهرة كمعملين لخلط وتهيئة تلك المواد تمهيدًا للاتجار بها.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط عناصر التشكيل، وبحوزتهم “كمية كبيرة من مخدر الحشيش الاصطناعى بلغت 200 كجم - المواد الخام والآلات والأدوات المستخدمة فى خلط وتهيئة المواد المخدرة”، وكذا "كمية من المشغولات الذهبية - مبالغ مالية "عملات محلية وأجنبية" – 5 سيارات" من متحصلات نشاطهم الإجرامى، وتقدر القيمة المالية للمواد المخدرة المضبوطة بـ420 مليون جنيه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وأحالت النيابة العامة المتهمين إلى محكمة الجنايات بتهم تأليف عصابة إجرامية منظمة، جلب وتصنيع المواد المخدرة، وحيازة أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص، كما تم حصر ممتلكات المتهمين، والكشف سرية حساباتهم المصرفية، والتحفظ على أموالهم، فضلًا عن إدراج المتهمين الهاربين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.
استغلال الأحداث
وشهدت مصر حملات أمنية لمكافحة استغلال الأحداث، وضبطت أجهزة وزارة الداخلية العدادي من تلك الجرائم، وكان أبرزها ضبط 8 رجال و6 سيدات لقيامهم باستغلال الأطفال الأحداث في أعمال التسول واستجداء المارة وبيع السلع بطريقة إلحاحية.
قضية اللاعب رمضان صبحي
وشهد العام 2025، واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، والمتهم فيها اللاعب رمضان صبحي لاعب نادي بيراميدز، بالاشتراك مع آخرين في تزوير محررات بأحد معاهد السياحة والفنادق بأبو النمرس، عبر الاستعانة بشخص أدى الامتحانات بدلًا منه داخل أحد المعاهد الخاصة بمنطقة أبو النمرس.
وقبل أيام قليلة من جلسة النطق بالحكم، تترقب الأوساط الرياضية والقانونية مصير لاعب نادي بيراميدز رمضان صبحي، جلسة 30 ديسمبر الجاري للنطف بالحكم على اللاعب، والتي ستكون فاصلة، وقد ترسم مستقبل اللاعب بين البراءة أو السجن.
رحيل المطرب إسماعيل الليثي
كما شهد الوسط الفني خلال العام 2025 عددًا من الأحداث الساخنة التي تصدرت التريندات منها سبب حالة من الحزن ومنها أثار القلق، وتنوعت الأحداث بين الأمراض والحوادث والرحيل، وكان أبرزها رحيل المطرب الشعبي الشهير إسماعيل الليثي تلك القضية التي أثارات الرأي العام.
خيم الحزن على الوسط الفني وذلك بعد الرحيل المفاجئ للمطرب الشعبي إسماعيل الليثي، الذي توفي متأثرًا بإصاباته في حادث سير قوي نقل إثره إلى المستشفى، في حالة خطيرة قبل أن يفارق الحياة بعد أيام من محاولات إسعافه وانتهت بوفاة الليثي ليزيد المشهد ألمًا وصدمة.
تعكس هذه الحوادث تحديات كبيرة تواجه المجتمع المصري، حيث تحتاج إلى جهود مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني لمواجهتها. ومن أهم هذه التحديات، تحسين السلامة المرورية، وتعزيز الرعاية الصحية، ومكافحة الجريمة.