< الصحف الأردنية تحذر من تداعيات الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال على الأمن الإقليمي
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

الصحف الأردنية تحذر من تداعيات الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال على الأمن الإقليمي

الصومال
الصومال

سلّطت الصحف الأردنية الصادرة اليوم الأحد، وفي مقدمتها الغد والرأي والدستور، الضوء على إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، معتبرة الخطوة سابقة خطيرة تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.

وأبرزت الصحف البيان الرسمي الصادر عن الدول العربية، الذي وصف الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال بأنه تهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين، ودعوة صريحة لتكريس الهيمنة الاستعمارية، محذرًا من تداعياته على وحدة الدول وسيادتها، لا سيما في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.

تحذيرات سياسية واستراتيجية

وأثار الإعلان موجة واسعة من التحذيرات في الأوساط السياسية والاستراتيجية العربية، حيث أجمع خبراء أردنيون على أن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال يتجاوز بُعده السياسي الظاهري، ليشكّل مدخلًا لإعادة تشكيل موازين القوى في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وفتح بوابة جديدة للفوضى الإقليمية، في توقيت شديد الحساسية يرتبط بتداعيات الحرب على غزة، والتحضيرات للقاء المرتقب بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكد الخبراء أن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال لا يمكن فصله عن سعي الاحتلال لفرض واقع جيوستراتيجي جديد يخدم مصالحه الأمنية والاقتصادية، ويمنحه موطئ قدم دائمًا في واحدة من أخطر المناطق الجيوسياسية في العالم، بما ينعكس مباشرة على الأمن القومي المصري، ومصالح دول البحر الأحمر، وحركة التجارة الدولية عبر باب المندب وقناة السويس.

آراء خبراء أردنيين

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد الحوارات، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الأردني، إن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الاضطراب، محذرًا من أن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال يمثل حلقة إضافية في مسلسل تفكيك الدول، وإعادة إنتاج كيانات هشة تُستخدم لخدمة توازنات القوى الدولية.

وأوضح الحوارات أن الحرب الأخيرة على غزة أعادت الاعتبار للجغرافيا والممرات الحيوية، وأن البحر الأحمر تحوّل إلى ساحة صراع مفتوحة، بينما أصبح القرن الإفريقي مسرحًا للتنافس الإقليمي والدولي، في ظل استثمار هشاشة بعض الكيانات لإعادة رسم التوازنات.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تحمل ثلاث رسائل رئيسية وهي الضغط غير المباشر على مصر عبر خاصرتها الإفريقية، التأثير على الممرات البحرية والتجارة الدولية، وفتح الباب أمام أطراف هامشية يمكن توظيفها في مشاريع كبرى، من بينها سيناريوهات تهجير الفلسطينيين.

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد أن توقيت الإعلان ليس عشوائيًا، بل جاء قبيل لقاء نتنياهو–ترامب، في محاولة واضحة لرفع سقف المناورة السياسية، مؤكدًا أن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال قد يؤسس لتحالف إسرائيلي–إثيوبي في مواجهة تحالف مصري–جيبوتي–تركي، ضمن سباق محموم للسيطرة على طرق التجارة والطاقة.

بدوره، أوضح الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى لإعادة هندسة تحالفاتها بما يتلاءم مع نتائج الحرب على غزة، مشيرًا إلى تحركات الاحتلال على أكثر من محور، تشمل التحالف مع قبرص واليونان، والانخراط في الساحة السورية، والتوسع في القرن الإفريقي لمواجهة النفوذ الحوثي وتأمين خطوط الملاحة، في إطار عقيدة أمنية جديدة تعتبر المنطقة بأكملها ساحة صراع مفتوحة.

مخاطر تفتيت الدول

ويتفق الخبراء على أن أخطر ما في الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال هو تكريسه لمنطق تفتيت الدول، وشرعنة التعامل مع كيانات غير معترف بها دوليًا، ما يهدد بإطلاق موجات جديدة من الصراعات والانقسامات، ويمنح الاحتلال أفضلية نسبية في بيئة إقليمية مضطربة.