< إبراهيم مدكور يكتب: حين يصبح الواجب أقوى من الألم
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

إبراهيم مدكور يكتب: حين يصبح الواجب أقوى من الألم

الدكتور أشرف صبحي
الدكتور أشرف صبحي

في لحظات الاختبار الحقيقي، لا تقاس القيادة بعدد الكلمات، ولا بحجم الصلاحيات، بل بالقدرة على تحمل المسؤولية حين يصبح الألم عائقا، وحين يكون الغياب أسهل من الحضور، فهناك من يختار الراحة، وهناك من يختار الواجب… وهنا يظهر الفارق بين من يشغل المنصب، ومن يحمل معناه.

الكل يعلم، ولا يخفى على أحد، أن معالي الأستاذ الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، كان يعاني من وعكة صحية شديدة منذ أيام، وصلت إلى حد ملازمته للفراش، ورغم ذلك، لم يعتذر، ولم يغير أجندة عمله، ولم يتراجع عن التواجد في أحد أهم الأحداث الرياضية والإنسانية، وهو ماراثون زايد، الذي أُقيم صباح اليوم الجمعة الاخيرة من نهاية السنة الجارية.

في وقت مبكر من الفجر، تحامل الوزير على نفسه، وخرج من منزله بمدينة الشروق متجها إلى مدينة الشيخ زايد، ليكون حاضرا في قلب الحدث، كما اعتاد دائما، حضور لم يكن شكليا أو بروتوكوليا، بل كان رسالة واضحة لكل من في الميدان بأن العمل من أجل اسم مصر لا يعرف الأعذار، وأن القيادة الحقيقية تمارس بالفعل قبل القول.

ماراثون زايد ليس مجرد سباق، بل مناسبة تجمع بين الرياضة، والإنسانية، وقيم العطاء، ويقف خلفه مجهود ضخم وتعب الكثير والكثير، وكان لوجود وزير الشباب والرياضة، رغم حالته الصحية، أثر بالغ في نفوس الجميع؛ إذ شعر العاملون بأن جهدهم مقدّر، وأن من يقودهم يشاركهم المشقة، لا يكتفي بتوجيه التعليمات من بعيد.

ما فعله الدكتور أشرف صبحي اليوم يعكس فهما عميقا لمعنى العمل العام، ومعنى أن تكون مسؤولا عن منظومة كاملة، تدرك أن الحضور في اللحظات الصعبة أهم من الظهور في أوقات اليسر، فالمناصب لا تصنع القادة، لكن المواقف الصعبة هي التي تكشف معادنهم.

لقد قدم الوزير نموذجا عمليا للقيادة الرياضية الواعية، قيادة تعرف أن اسم مصر لا يمثّل إلا بالالتزام، وأن الجدية والانضباط والتضحية ليست شعارات، بل سلوك يومي يترجم على أرض الواقع، حتى في أصعب الظروف.

معالي الأستاذ الدكتور أشرف صبحي،
حضورك اليوم كان رسالة قبل أن يكون مشاركة، ودعما قبل أن يكون تواجدا، اخترت أن تتحامل على نفسك احتراما للمسؤولية، وتقديرًا لمجهود الناس، وحفاظا على قيمة العمل العام، وهو موقف لن ينسى، لأنه أكد للجميع أن القيادة الحقيقية لا تتراجع عند التعب، ولا تختبئ خلف الظروف.
رسالتنا لك من كل من قدر هذا الحضور وشعر بأثره  أن ما فعلته اليوم أعاد التأكيد على معنى القدوة في العمل العام، ومنح الجميع دفعة معنوية صادقة، شكرا لأنك اخترت الواجب على الراحة، والحضور على الاعتذار، والعطاء على التبرير.
هكذا تدار المسؤولية…وهكذا يخدم اسم مصر.