< تلوث الهواء داخل مقصورة الطائرة يثير جدل علمي بين الباحثين
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

تلوث الهواء داخل مقصورة الطائرة يثير جدل علمي بين الباحثين

مقصورة الطائرة
مقصورة الطائرة

تتزايد المخاوف من أن يكون الهواء الملوث داخل مقصورة الطائرة سببًا في أمراض مميتة، وذلك بعد أن كشف تحقيق موسع عن مزاعم تربط بين الأبخرة السامة وتلف الدماغ والنوبات القلبية بين أفراد طاقم الطائرة.

وتقول تقارير إن التعرض لما يُسمى "حوادث الأبخرة" - عندما يتسرب زيت المحرك الساخن أو سوائل أخرى إلى نظام تهوية مقصورة الطائرة - تسبب في إصابة طيارين وأفراد طاقم الطائرة، كانوا يتمتعون بصحة جيدة، بأمراض خطيرة أو حتى وفاتهم.

وينفي قطاع الطيران بشدة وجود علاقة سببية مباشرة، مؤكدًا أن هواء مقصورة الطائرة آمن ويتوافق مع المعايير الصحية.

وقد وجد محققون عشرات الحالات التي أبلغ فيها أفراد طاقم الطائرة عن أعراض عصبية وقلبية ونفسية مفاجئة بعد تعرضهم لأبخرة وُصفت بأنها تشبه رائحة "الجوارب المتسخة" أو الزيت المحترق، وكان تلوث الهواء كان السبب الرئيسي لتدهور صحتهم بشكلٍ كارثي.

وبينما من الثابت حدوث حوادث تلوث الهواء، يبقى الجدل محتدمًا حول ما إذا كان هذا التلوث يُسبب أمراضًا مزمنة أو الوفاة بشكلٍ مباشر.

يتفق بعض الخبراء مع مزاعم شركات الطيران بأن الأدلة غير كافية، لكنهم يرون أن هذا قد يعود جزئيًا إلى مقاومة شركات الطيران لتركيب أنظمة مراقبة جودة الهواء على متن الطائرات، مما يُصعّب قياس مدى التعرض للتلوث.

دراسات حول تلوث هواء المقصورة

وذكرت دراسة حديثة أن نمطًا من إصابات القلب الناجمة عن مواد كيميائية موجودة في زيت المحركات المحترق، تتطابق بشكل كبير مع نتائج تشريح جثث بعض الطيارين.

كما فحصت الدراسة وفاة ماثيو باس، مضيف طيران في الخطوط الجوية البريطانية يبلغ من العمر 34 عامًا، والذي تعتقد عائلته أن الأبخرة ساهمت في وفاته المفاجئة بسبب حالة قلبية.

وكشف تشريح جثته عن التهاب في جهازه العصبي وعضلة قلبه، على غرار نتائج وفيات أخرى، وأشار خبراء إلى أن الإصابات العصبية التي تصيب الفص الجبهي من الدماغ قد تُضعف التحكم في الانفعالات والمزاج والإدراك، مما يزيد من خطر الاكتئاب وإيذاء النفس.

ردود شركات الطيران

وبينما تُقر شركات الطيران بوقوع حوادث التلوث بالدخان، فإنها تُصرّ على أنها مستويات الملوثات منخفضة، والطائرات تستوفي معايير السلامة.

تؤكد شركات تصنيع الطائرات، بما فيها بوينغ وإيرباص، أن تصاميم طائراتها معتمدة من قبل الجهات التنظيمية منذ عقود، وأن هواء المقصورة آمن.

وتؤكد شركات الطيران أنها لن تُشغّل طائرات تعتقد أنها تُشكّل خطرًا صحيًا على الركاب أو الطاقم.

وقالت شركة بوينغ إن السلامة هي أولويتها القصوى، وأن لديها "تاريخًا طويلًا من المشاركة في ودعم جهود القطاع لتقييم جودة الهواء، وتقييم تقنيات تنقية الهواء وأجهزة استشعار جودة الهواء، ووضع معايير جودة الهواء"، فضلًا عن مبادرات أخرى في القطاع.

وقالت الشركة إن "هواء المقصورة داخل طائرات بوينغ آمن"، مضيفةً أنه "لا يوجد بيئة داخلية خالية من الملوثات".

وأوضحت بوينغ أن أبحاثًا مكثفة أجراها باحثون مستقلون وجامعات وهيئات صناعية ووكالات حكومية أثبتت مرارًا وتكرارًا "أن مستويات الملوثات في الطائرات منخفضة عمومًا، وأن معايير الصحة والسلامة مُستوفاة".