خبير تربوى عن "حوار وزير التعليم" شفافية في الطرح.. وأسئلة مفتوحة حول التنفيذ
أكد الخبير التربوي الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق المساعد بجامعة القاهرة، أن الحوار التلفزيوني الذي أجراه وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف مع الإعلامية لاميس الحديدي، قدّم رؤية إصلاحية واسعة، لكنه كشف في الوقت نفسه عن فجوة بين الطموح ومتطلبات التنفيذ على أرض الواقع.
وقال “كمال” إن حديث الوزير لامس هموم الأسر المصرية، وتناول قضايا تتراوح بين حماية الأطفال وتطوير المناهج وتغيير نظم الامتحانات، غير أن نجاح هذه الوعود مرهون بآليات واضحة للتنفيذ ومحاسبة المقصرين.
سلامة الطلاب.. قرارات حازمة وتحديات التطبيق
أوضح الخبير أن الوزير شدد على أن حوادث إيذاء الطلاب «فردية» مقارنة بعدد المدارس، مشيرًا إلى صدور 17 قرارًا للحد منها بالتنسيق مع جهات الدولة، وإخضاع المدارس المخالفة للإشراف المالي والإداري. غير أن كمال رأى أن سحب الترخيص يبقى أكثر ردعًا من الاكتفاء بالإشراف، مطالبًا بخطط عملية لتطبيق كاميرات المراقبة ومتابعة التنفيذ بصرامة.
المعلمون.. اعتراف بالأزمة وانتظار الحلول
ورحب “كمال” باعتراف الوزير باستمرار عجز المدرسين وتأخر مستحقات بعضهم، وتأكيده وجود تكليفات بتحسين أوضاعهم. لكنه أشار إلى أن الثقة لن تُبنى إلا بتحسينات ملموسة، خاصة بعد تقليص قيمة الحافز المعلن، وحرمان بعض الفئات التربوية منه رغم دورها الأساسي داخل المدارس.
المناهج.. بين تعزيز الهوية والانفتاح الخارجي
وأشاد الخبير بالتوجه لتعزيز اللغة العربية والتربية الدينية، إلى جانب التعاون الدولي لتطوير مناهج العلوم والرياضيات، والاهتمام بالبرمجة.
لكنه حذّر من المبالغة في توقعات توظيف الطلاب عبر المنصات التعليمية، مؤكدًا أن مكافحة “بيزنس” الكتب الخارجية تحتاج إلى حلول أعمق من مجرد إصدار كتب تقييمات مجانية.
البكالوريا والدروس الخصوصية
وأشار كمال إلى أن التحول لنظام “البكالوريا” قد يخفف رهبة الثانوية العامة، غير أنه لفت إلى أن بعض أولياء الأمور والطلاب لم يحصلوا على شرح كافٍ للنظام.
كما شكك في تراجع الدروس الخصوصية بالنسبة المعلنة، مؤكدًا أن الظاهرة أعمق من مجرد تغيير نظام دراسي أو إلزام بالحضور.
التعليم الفني.. نقطة الضوء
ووصف الخبير اهتمام الوزارة بالتعليم الفني بأنه تطور مهم يربط المدرسة بسوق العمل، داعيًا إلى التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية لتصل إلى آلاف المدارس، بما يحقق نقلة حقيقية في مهارات الخريجين.
خطاب أخلاقي يحتاج خطة تنفيذ
واعتبر كمال أن خطاب الوزير اتسم بالشفافية واستند إلى سردية أخلاقية مطمئِنة، لكنه شدد على أن الإصلاح يتطلب بيانات دقيقة، وتمويلًا واضحًا، وخططًا قابلة للتنفيذ، قائلًا إن التاريخ التعليمي في مصر شهد كثيرًا من الوعود التي تعطلت أمام البيروقراطية وضعف الموارد.
واختتم الخبير التربوي بقوله إن نجاح أي إصلاح لن يُقاس بالتصريحات، بل بقدرة المنظومة على تحقيق واقع جديد: طالب آمن، ومعلم مُنصف ومحفَّز، وأسرة مطمئنة، ومنهج عصري قابل للفهم والتطبيق.