من غرف الاستقبال إلى الذكاء الاصطناعي.. قصر العيني يؤهل أطباء الطوارئ للمستقبل
نظم قسم طب الطوارئ بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة فعالية علمية متقدمة استهدفت إعادة تعريف دور طبيب الاستقبال في ظل التطورات المتسارعة للطب الحديث والذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال انعقاد اليوم العلمي الثاني للقسم تحت عنوان «ER Horizons – The 2nd Scientific Day of the Emergency Medicine Department»، في في خطوة تعكس التحول النوعي الذي يشهده التعليم الطبي.
طب قصر العيني يدمج الخبرة الإكلينيكية والذكاء الاصطناعي في تدريب أطباء الاستقبال
جاءت الفعالية ضمن استراتيجية الكلية لتطوير منظومة التدريب العملي، ورفع كفاءة الكوادر الطبية العاملة بأقسام الطوارئ، بما يتواكب مع التحديات المتزايدة التي تفرضها طبيعة الحالات الحرجة وسرعة التدخل المطلوبة. وأُقيم اليوم العلمي تحت رعاية الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتورة أماني أبو زيد رئيسة قسم طب الطوارئ، وبمشاركة قيادات أكاديمية وطبية من الكلية ومستشفياتها.
واتسم البرنامج العلمي بطابع تطبيقي مباشر، حيث ناقش سيناريوهات واقعية من داخل غرف الاستقبال والإنعاش، شملت التعامل مع الطوارئ النفسية، والسكتات الدماغية، والجلطات الرئوية، وحالات التسمم الحاد، مع التركيز على بروتوكولات التدخل السريع خلال «الساعة الذهبية»، باعتبارها العامل الحاسم في إنقاذ الأرواح والحد من المضاعفات طويلة الأمد.
وخصصت إحدى الجلسات الرئيسية لمناقشة مستقبل طب الطوارئ في ضوء تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث جرى استعراض نماذج عملية لاستخدام الأنظمة الذكية في دعم القرار الطبي، وتحسين كفاءة فرز المرضى، والتنبؤ المبكر بتدهور الحالات، بما يسهم في تسريع الاستجابة الطبية ورفع دقة التشخيص، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساندة تعزز دور الطبيب ولا تحل محل خبرته.
وشهد اليوم مشاركة فاعلة من نواب وأطباء الامتياز بقسم الطوارئ، الذين قدموا عروضًا لحالات إكلينيكية حقيقية، شملت التاريخ المرضي، ونتائج الفحوصات، وخطط التدخل العلاجي، أعقبها نقاش موسع مع الأساتذة والاستشاريين حول آليات اتخاذ القرار، وتقييم الأداء، وتحسين الممارسات اليومية داخل أقسام الطوارئ.
كما تضمن البرنامج عرضًا لأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بتدبير حالات الصدمة (Shock)، مع ربط النتائج البحثية بالبروتوكولات العلاجية المطبقة في مستشفيات جامعة القاهرة، بما يعزز نهج الطب القائم على الدليل داخل فرق الطوارئ متعددة التخصصات.
واختُتمت الفعالية بمسابقة علمية تنافسية اعتمدت على محاكاة مواقف طبية حرجة، هدفت إلى اختبار سرعة البديهة، ودقة ترتيب الأولويات، والقدرة على العمل تحت الضغط، أعقبها تكريم الفائزين، مع التأكيد على أن هذه الفعاليات تمثل حجر الأساس في إعداد جيل جديد من أطباء الطوارئ القادرين على مواكبة المستقبل.