< أطباء يحذرون من تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بدلًا من الأصدقاء الحقيقيين
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

أطباء يحذرون من تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بدلًا من الأصدقاء الحقيقيين

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

دقّ الأطباء ناقوس الخطر بشأن تزايد أعداد الشباب الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة الذكية؛ للحصول على الدعم العاطفي.

وحذر باحثون في جامعة كوليدج لندن، من أن الشباب يواجهون صعوبة في تكوين روابط عاطفية دائمة، كما دعوا إلى برمجة روبوتات الدردشة لتعزيز التفاعلات الاجتماعية - لا استبدالها - وذلك بعد حالات أصبح فيها الناس يعتمدون بشكل مفرط على رفقاء الذكاء الاصطناعي.

وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 810 ملايين مستخدم يستخدمون ChatGPT، وهو روبوت دردشة تموله شركة OpenAI، أسبوعيًا.

وتُشير التقارير أيضًا إلى أن العلاج النفسي والرفقة من أهم أسباب استخدامه، ويأتي هذا في وقتٍ حذر فيه الخبراء منذ فترة طويلة من مواجهة العالم وباءً من الوحدة، حيث أفاد ما يقرب من نصف البالغين بشعورهم بالوحدة، ويعاني واحد من كل عشرة تقريبًا من الوحدة طوال الوقت تقريبًا.

وأشارت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام إلى أن تفشي الشعور بالوحدة يُؤجج ازديادًا في عدد الأشخاص الذين يُنشئون "شركاء" افتراضيين.

تعليق العلماء

وقال العلماء: على عكس التفاعلات البشرية الحقيقية، توفر برامج الدردشة الآلية توافرًا وصبرًا لا حدود لهما، ومن غير المرجح أن تُقدم للمستخدمين روايات مُضادة مُعقدة.

وأضافوا: من الاحتمالات المُقلقة أننا قد نشهد جيلًا يتعلم تكوين روابط عاطفية مع كيانات، على الرغم من استجاباتها الواعية ظاهريًا، إلا أنها تفتقر إلى القدرات على التعاطف والرعاية والتناغم العلائقي الشبيهة بالبشر.

وتابعوا: قد تُفيد الأنظمة المستقبلية المستخدمين بشكل أكبر من خلال التعرف على الإشارات إلى الشعور بالوحدة، وتشجيعهم على طلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة، أو تقديم إرشادات مُخصصة حول كيفية الوصول إلى الخدمات المحلية.

وأجرى العلماء تحليلًا تجميعيًا للدراسات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المخاوف المُحيطة بالأضرار النفسية والاجتماعية المُحتملة.

وأظهرت دراسة أجرتها OpenAI وشملت أكثر من 980 مستخدمًا لبرنامج ChatGPT أن أولئك الذين قضوا أطول وقت على واجهة البرنامج خلال شهر، شعروا بوحدة أكبر وتواصلوا اجتماعيًا بشكل أقل.

وكانت علامات الوحدة والاعتماد العاطفي أكثر وضوحًا لدى من أبدوا ثقة في برنامج الدردشة الآلي، وفي دراسة أخرى نشرتها Common Sense Media، وجد واحد من كل عشرة شباب أن المحادثات مع برامج الذكاء الاصطناعي أكثر إرضاءً من التفاعلات البشرية.

وقال واحد من كل ثلاثة إنهم سيختارون رفقاء الذكاء الاصطناعي على البشر؛ لإجراء محادثات جادة.

وبينما يُعد إجراء المزيد من الأبحاث أمرًا بالغ الأهمية لتحديد التأثير طويل الأمد لمثل هذه الرفقة، قال الباحثون إنه ينبغي على المتخصصين في الرعاية الصحية مناقشة استخدام برامج الدردشة الآلية مع مرضاهم.

قد تشمل المؤشرات التحذيرية اعتقاد الفرد بوجود "علاقة خاصة" بينه وبين برنامج الدردشة الآلية، مما يدفعه إلى هذا السلوك أو يؤدي إلى زيادة عزلته الاجتماعية، ويأتي هذا في ظل اكتشاف أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يُسهم في وفاة بعض الشباب.