< ملايين الأشخاص يعانون من الحالة.. ما هو انعدام التخيل؟ وكيف يتم تشخيصه؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

ملايين الأشخاص يعانون من الحالة.. ما هو انعدام التخيل؟ وكيف يتم تشخيصه؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يكشف اختبار بسيط ما إذا كان الشخص يعاني دون علمه من إعاقة خفية تُعرف باسم انعدام التخيل، وهي حالة تجعل المصابين بها غير قادرين على تكوين صور ذهنية.

وغالبًا ما لا يتم تشخيص انعدام التخيل، كما أنها غير مفهومة إلى حد ما، إذ تؤثر على قدرة الدماغ على تصور الصور أو المشاهد أو الوجوه، حتى وإن كانت حاسة البصر سليمة تمامًا.

وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 2 و5% من الناس مصابون بانعدام التخيل، إلا أن الغالبية العظمى منهم لا يتم تشخيصهم رسميًا.

ونظرًا لأن هذه الحالة غير مرئية ولا يتم فحصها بشكل روتيني، يعتقد الخبراء أن الملايين لا يدركون إصابتهم بها، ولا يكتشفونها إلا في مراحل متأخرة من حياتهم بالصدفة.

ولا يستطيع المصابون بهذه الحالة تخيل وجه أحد أحبائهم، أو تخيل غروب الشمس، أو تصور أي شيء عندما تكون أعينهم مغلقة، وهو أمر يفترض معظم الناس أن الجميع قادرون عليه.

لأن فقدان القدرة على انعدام التخيل والذي لا يؤثر على الذكاء أو اللغة أو الوظائف الخارجية، فإنه يبقى غير مرئي إلى حد كبير، ولا يدرك الكثيرون إصابتهم به إلا في مرحلة البلوغ، بعد أن يكتشفوا أن الآخرين يختبرون صورًا ذهنية حية لا يختبرونها هم.

والآن، يقول باحثون أستراليون إنهم طوروا أول اختبار بيولوجي موضوعي لتشخيص هذه الحالة.

تفاصيل الدراسة

ووفقًا لنتائج نُشرت عام ٢٠٢٢، وجد علماء من جامعة نيو ساوث ويلز أنه يمكن الكشف فقدان القدرة على التخيل البصري من خلال مراقبة استجابة حدقة العين، أي كيفية اتساعها وانقباضها استجابةً للضوء.

وقد راقب الباحثون حجم حدقة العين لدى مشاركين مصابين وغير مصابين بفقدان القدرة على التخيل البصري أثناء عرض أشكال فاتحة وداكنة على خلفية رمادية.

وأظهرت المجموعتان - ٤٢ شخصًا غير مصابين بفقدان القدرة على التخيل البصري و١٨ شخصًا أبلغوا عن إصابتهم به - استجابة طبيعية لحدقة العين عند مشاهدة الصور، مما يدل على أن أعينهم ومساراتهم البصرية تعمل بشكل طبيعي.

ومع ذلك، عندما طُلب من المجموعتين تخيل الأشكال الفاتحة والداكنة نفسها في أذهانهم، ظهر فرق واضح، حيث أظهر المشاركون غير المصابين بانعدام التخيل استجابة حدقة العين المتوقعة، حيث تغير حجمها تبعًا لما إذا كانوا يتخيلون أجسامًا مضيئة أو داكنة.

في المقابل، لم تتغير حدقة عيون المصابين بانعدام التخيل إطلاقًا عند محاولتهم تخيل الصور، وهذه النتائج تُفنّد فكرة أن المصابين بانعدام التخيل لا يحاولون ببساطة تخيل الصور.

وعلى الرغم من أن حدقة عيونهم لم تستجب للسطوع أو الظلام المتخيلين، إلا أنها اتسعت عندما طُلب من المشاركين تخيل أربعة أجسام بدلًا من جسم واحد، وهو ما يُعدّ مؤشرًا على بذل جهد ذهني أكبر، حيث اتسعت حدقة العين لدى المصابين بانعدام التخيل عندما تخيلوا أربعة أشكال مقارنةً بتخيل شكل واحد، لكنها لم تتغير تبعًا لكون الأشكال ساطعة أو داكنة".

ويشير هذا إلى أن المشاركين المصابين بانعدام التخيل كانوا يحاولون التخيل بالفعل في هذه التجربة، ولكن ليس بطريقة بصرية.

لا يوجد نمط واحد لهذه الحالة. فبعض الأشخاص يولدون بها - وتُعرف باسم "أفانتازيا الخلقية" - بينما يُصاب بها آخرون لاحقًا في حياتهم نتيجة إصابة دماغية أو صدمة أو حالة طبية.

كما يمكن أن تكون أفانتازيا كاملة أو جزئية، فبعض الأشخاص لا يختبرون أي صور ذهنية على الإطلاق، بينما يصف آخرون صورًا باهتة أو عابرة أو متقطعة.