< الأعراض الصامتة لأمراض الكبد والأسباب التي يجعلها البعض
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

الأعراض الصامتة لأمراض الكبد والأسباب التي يجعلها البعض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يُعدّ الكبد من أكثر أعضاء الجسم البشري نشاطًا، فهو يُزيل السموم من الجسم، ويُساعد في عملية الهضم، ويُخزّن العناصر الغذائية، ويُنظّم عملية الأيض.

وعلى الرغم من مرونته المذهلة، بل وقدرته على التجدد، إلا أن الكبد ليس منيعًا، ففي الواقع، يُمكن للعديد من العادات اليومية، التي غالبًا ما يتم تجاهلها، أن تُسبب تلفًا تدريجيًا قد يُؤدي في النهاية إلى حالات خطيرة مثل تليف الكبد (تندب دائم في الكبد) أو فشل الكبد.

من التحديات التي تُواجه أمراض الكبد أنها قد تكون خطرًا صامتًا، ففي مراحلها المبكرة، قد تُسبب أعراضًا غامضة فقط مثل التعب المستمر أو الغثيان.

مع تفاقم تلف الكبد، قد تظهر علامات أكثر وضوحًا، ومن أبرزها اليرقان، حيث يتحول لون الجلد وبياض العينين إلى الأصفر. 

وفيما يلي بعض العادات الشائعة التي قد تُلحق الضرر بالكبد دون أن تشعر.

سوء التغذية 

قد تتراكم الدهون في الكبد نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي، مما يؤدي إلى حالة تُعرف الآن باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).

يمكن أن يؤدي تراكم الدهون الزائدة في الكبد إلى إضعاف وظائفه، ومع مرور الوقت، يُسبب التهابًا وتندبًا، وفي النهاية تليف الكبد. الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن - وخاصةً من يتركز لديهم الوزن الزائد حول منطقة البطن - هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي. 

وتشمل عوامل الخطر الأخرى ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

ويلعب النظام الغذائي دورًا بالغ الأهمية، فالأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية والوجبات الخفيفة المصنعة، يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول وتساهم في تراكم الدهون في الكبد. 

كما تُعد الأطعمة والمشروبات السكرية عامل خطر رئيسي. في عام ٢٠١٨، كشفت مراجعة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من المشروبات المحلاة بالسكر أكثر عرضة بنسبة ٤٠٪ للإصابة بمرض الكبد الدهني.

كما تُساهم الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات السريعة والوجبات الجاهزة والوجبات الخفيفة الغنية بالسكريات المضافة والدهون غير الصحية، في إجهاد الكبد. وقد وجدت دراسة واسعة النطاق أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة المصنعة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الكبد.

الإفراط في استخدام مسكنات الألم

يلجأ الكثير من الناس إلى مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول، لعلاج الصداع وآلام العضلات والحمى. 

وعلى الرغم من أن الباراسيتامول آمن عمومًا عند استخدامه وفقًا للإرشادات، إلا أن تناول جرعة زائدة - حتى لو كانت طفيفة - قد يكون خطيرًا للغاية على الكبد.

يقوم الكبد بتفكيك الباراسيتامول، ولكنه ينتج خلال هذه العملية مادة سامة تُسمى NAPQI. في الوضع الطبيعي، يُعادل الجسم NAPQI باستخدام مادة واقية تُسمى الجلوتاثيون. 

مع ذلك، في حالة الجرعة الزائدة، تنضب مخازن الجلوتاثيون، مما يسمح لـ NAPQI بالتراكم ومهاجمة خلايا الكبد. قد يؤدي ذلك إلى فشل كبدي حاد، والذي قد يكون مميتًا.

حتى الجرعات الزائدة الصغيرة، أو تناول الباراسيتامول مع الكحول، قد تزيد من خطر حدوث أضرار جسيمة. 

قلة الحركة

يُعد نمط الحياة الخامل عامل خطر رئيسي آخر لأمراض الكبد، حيث يُساهم الخمول البدني في زيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين، واضطرابات التمثيل الغذائي - وكلها عوامل تُعزز تراكم الدهون.