مفتي الجمهورية يحذر من فوضى الفتاوى: الإفتاء لا يصدر إلا عن مؤهلين
ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرة موسعة بعنوان «ضوابط الفتوى» لأئمة وعلماء ماليزيا المشاركين في الدورة التدريبية التي نظمتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع سفارة ماليزيا بالقاهرة، وذلك بمسجد مصر الكبير في العاصمة الجديدة.
مفتي الجمهورية يحدد ضوابط الفتوى ويؤكد: الإفتاء علم راسخ لا اجتهاد عابر
استهل المفتي المحاضرة بالترحيب بالحضور، معربًا عن تقديره لهذه المبادرة العلمية، ومشيدًا بجهود الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في تنظيم برامج تدريبية تعزز التواصل العلمي والدعوي بين المؤسسات الدينية في مصر ونظرائها في العالم الإسلامي.
وأكد المفتي أن الفتوى تواجه في العصر الحالي تحديات غير مسبوقة نتيجة تعدد مصادر المعلومات وتباين المنصات التي تُنشر عبرها الآراء الدينية، مشددًا على أن الفتوى المنضبطة لا تصدر إلا عن جهة علمية مؤهلة تمتلك أدوات الفهم الشرعي وقدرة على قراءة الواقع بوعي.
وأوضح الدكتور نظير عياد، أن الفتوى ليست اجتهادًا فرديًا عابرًا أو رأيًا شخصيًا، بل هي صناعة علمية دقيقة تعتمد على فهم مقاصد الشريعة الإسلامية وربط النصوص الشرعية بمتغيرات الزمان والمكان، بما يحقق مصالح الناس ويمنع الاضطراب في الفهم والتطبيق.
كما تناول المفتي مفهوم تجديد الخطاب الإفتائي، موضحًا أنه لا يعني التفريط في الثوابت أو الخروج عن الأصول، بل حسن تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع المستجدة، في إطار من الانضباط العلمي والوعي المقاصدي، بما يواكب تطورات العصر دون المساس بجوهر الشريعة.
وشهدت المحاضرة حضور الشيخ محمود أبو العزايم، مساعد الوزير لشئون التدريب والمراكز الثقافية، والشيخ محمد مجدي عوض، مدير عام الإدارة العامة للتدريب، إلى جانب أعضاء الوفد الماليزي، الذين أبدوا تفاعلًا ملحوظًا مع الطرح العلمي.
وفي ختام اللقاء، دارت مناقشات بنّاءة بين المتدربين والمفتي حول جوانب تطبيقية وعلمية في مجال الإفتاء وضوابطه، واستعرض خلالها الحضور تجاربهم وأسئلتهم العملية، واختتم اللقاء بصورة تذكارية جماعية مع الوفد الماليزي، تخليدًا لهذه الفعالية العلمية المتميزة.