جوتيريش: سوء التغذية يتفاقم في غزة ووقف النار ضرورة عاجلة
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، من استمرار التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، مؤكدًا أن معدلات سوء التغذية الحاد ما زالت مرتفعة ومثيرة للقلق، في ظل تواصل الضربات الإسرائيلية وسقوط ضحايا بشكل يومي.
جوتيريش يحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة ويطالب بوقف شامل لإطلاق النار ومسار سياسي جاد
وأوضح جوتيريش أن الأمم المتحدة تبذل جهودًا مكثفة من أجل التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، بما يضع حدًا لمعاناة المدنيين، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية التنفيذ الدقيق والكامل لبنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، باعتباره خطوة أساسية للانتقال إلى مراحل أكثر استقرارًا، وفقًا لما نقلته وكالة «معا» الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالحل السياسي، أكد الأمين العام أن الشعب الفلسطيني يتطلع بوضوح إلى تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب عودة جادة من المجتمع الدولي إلى مسار «حل الدولتين» بوصفه السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
كما شدد جوتيريش على أن جهود إحلال السلام في قطاع غزة لا يمكن فصلها عن الأوضاع في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتًا إلى أن ممارسات المستوطنين في الضفة الغربية تسهم في تأجيج الصراع، ومجددًا مطالبته بوقف فوري للنشاط الاستيطاني بما يتوافق مع القرارات الدولية.
أزمة جوع مستمرة
وتأتي تصريحات جوتيريش عقب تحذيرات أطلقها مسؤول أممي آخر بشأن أزمة الجوع في قطاع غزة، حيث أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة «الأونروا»، أنه رغم عدم توافر ظروف مجاعة شاملة، فإن القطاع لا يزال يعاني من أزمة جوع حادة.
وأوضح لازاريني، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن التقرير الأخير الصادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) يعكس هشاشة التحسن الذي تحقق منذ بدء وقف إطلاق النار في أكتوبر، مشيرًا إلى أنه على الرغم من خروج محافظة غزة من تصنيف المجاعة، فإن نحو 1.6 مليون شخص لا يزالون يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، داعيًا إلى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية.
تحذيرات بشأن الأمن الغذائي
بدورها، أعلنت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، اليوم الجمعة، أن خطر المجاعة في قطاع غزة تراجع بعد تحسن وصول الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية، عقب تطبيق وقف إطلاق النار الهش في 10 أكتوبر خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأشار التقرير الأحدث للمبادرة، التي تُعد مرصدًا عالميًا لمراقبة الجوع، إلى أنه قبل أربعة أشهر كان نحو 514 ألف شخص، أي قرابة ربع سكان غزة، يواجهون المجاعة، محذرًا في الوقت ذاته من أن الوضع لا يزال بالغ الخطورة.
وأكد التقرير أنه في حال تجدد العمليات العسكرية وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية، فإن كامل قطاع غزة قد يواجه خطر المجاعة مجددًا حتى منتصف أبريل 2026، ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية المستمرة.
وتسيطر إسرائيل على جميع المنافذ المؤدية إلى قطاع غزة، وكانت قد نفت في وقت سابق وجود مجاعة، مؤكدة دخول مئات الشاحنات يوميًا منذ بدء وقف إطلاق النار.
في المقابل، شككت حركة حماس في هذه الأرقام، كما أكدت منظمات إغاثة دولية مرارًا الحاجة الملحة إلى زيادة حجم المساعدات، متهمة إسرائيل بعرقلة دخول مواد إنسانية أساسية.