تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك بسبب أزمة المياه
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك على خلفية أزمة المياه الجارية، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على المكسيك في حال عدم التزامها بتوريد المياه اللازمة لمزارعي ومربي الماشية في ولاية تكساس.
وتعكس هذه الأزمة كيف يمكن للتحولات البيئية أن تتحول إلى صراعات اقتصادية وتجارية بين الدول.
ترامب يهدد المكسيك بفرض رسوم جمركية
كشف ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" أن المكسيك مدينة للولايات المتحدة بأكثر من 800 ألف فدان قدم من المياه، مشددًا على ضرورة إصلاح الوضع فورًا.
وأوضح أن المكسيك ملزمة بالوفاء بتعهداتها المتعلقة بتوريد المياه من نهر ريو غراندي وروافده إلى ولاية تكساس، محذرًا من فرض رسوم جمركية إضافية على صادراتها إذا لم تمتثل.
أزمة الجفاف تعقد الالتزامات الدولية
تستند الأزمة الحالية إلى تعهدات قديمة بموجب معاهدة المياه لعام 1944، التي تنص على تزويد الولايات المتحدة بما لا يقل عن 350 ألف فدان قدم من المياه سنويًا.
ومع مستويات المياه في خزان أميستاد التي لا تتجاوز 25% وخزان فالكون الذي يسجل أقل من ذلك، أصبح الوفاء بالالتزامات صعبًا، ما يزيد من حدة التوتر بين واشنطن ومكسيكو.
المزارعون الأمريكيون في مواجهة نقص المياه
يعاني مزارعو تكساس من صعوبات كبيرة في الحصول على المياه للري ورعاية الماشية، بينما ارتفعت تكاليف المدخلات الزراعية، وقلت أسواق التصدير في الغرب الأوسط الأمريكي.
وأكد خبراء أن تغير المناخ والجفاف المستمر في شمال المكسيك، إضافة إلى تأثيرات جائحة كوفيد-19 وسياسات ترامب التجارية السابقة، ساهمت في تفاقم الأزمة.
تعريفة جمركية محتملة على المكسيك
كشف مسؤولون أمريكيون أن واشنطن قد تفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 5% على صادرات المكسيك في حال استمرار النقص في الإمدادات المائية، مع احتمال مراجعة التفاصيل في إطار اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا العام المقبل.
المياه والصراع الدولي
تُبرز الأزمة الحالية الدور الحيوي لنقص المياه في النزاعات الدولية، حيث يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم ندرة الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء، ما يزيد من الاحتكاكات بين الدول.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن المكسيك والولايات المتحدة من المرجح أن تجدا حلولًا تفاوضية، لكن التحديات البيئية على المستوى العالمي، مثل ذوبان الأنهار الجليدية، تمثل تهديدًا أكبر لمليارات البشر حول العالم.