صفحة حوادث للعدد الورقي
اتهام طليقته وزوجها الجديد
القصة الكاملة لقتل فنان شهير أمام ابنه في ناد رياضي كبير
المتهم: كنت بدافع عن نفسى ومكنش قصدى أقتله
محامية سعيد مختار: موكلي اتقتل غدر ولا أستبعد تدبير طليقته كل ما حدث
محامية المجنى عليه: الزوجة لا تزال على ذمة القتيل قانونًا ما يجعلها متهمة بالجمع بين زوجين
في واقعة صادمة هزّت الشارع المصري والوسط الفني، لقى الفنان سعيد مختار مصرعه أمام نادي وادي دجلة بمدينة 6 أكتوبر، بعد مشاجرة مفاجئة مع زوج طليقته انتهت بطعنة قاتلة.
سرعان ما تحول الحادث إلى قضية رأي عام، وسط تضارب الروايات، واندفاع الأسئلة بلا إجابة.
وفق ما أكدته التحقيقات وشهادات مقربين، وصل الفنان سعيد مختار إلى المنطقة المحيطة بنادي وادي دجلة في 6 أكتوبر، في زيارة عابرة، قبل أن يتفاجأ بوجود طليقته وزوجها الحالي في المكان نفسه.
دقائق من التوتر تحولت إلى مشادة كلامية حادة، ثم اشتباك بالأيدي، قبل أن يخرج الزوج -المتهم حاليًا- سلاحًا أبيض ويطعن به الفنان طعنة قاتلة في منطقة حساسة، سقط بعدها «مختار» على الأرض فاقدًا للوعي.
تعود تفاصيل الواقعة عندما وقعت خلافات بين المجني عليه سعيد مختار وبين زوجته وقام على إثرها بتطليقها، وتزوجت من شخص آخر، المتهم في الواقعة، ونشبت بين المجني عليه والمتهم بعد زواجه من طليقته خلافات ووقعت المشاجرة أمام نادي وادي دجلة في أكتوبر، على إثرها، استل المتهم سلاحا أبيض وطعن المجني عليه عدة طعنات أودت بحياته، ولفظ أنفاسه الأخيرة.
البلاغ والتحرك الأمني
تلقى قسم شرطة أكتوبر بلاغًا بالواقعة، وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وتبيّن العثور على الفنان غارقًا في دمائه، ونقله إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة قبل إجراء أي إسعافات.
على الفور، بدأت الشرطة في تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالنادي والاستماع لأقوال الشهود، وتم تحديد هوية المتهم، وإلقاء القبض عليه خلال ساعات.
وانتقلت النيابة العامة لمعاينة موقع الجريمة، وأمرت بتشريح الجثمان لمعرفة أسباب الوفاة الدقيقة وعدد الطعنات، وتحريز السلاح الأبيض المستخدم.
كما أمرت النيابة بحبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيق، واستدعاء طليقة الفنان لسماع أقوالها.
من جانبها، أكدت شيرين جودة، محامية الفنان الراحل سعيد مختار، أن موكلها كان معروفًا بحُسن خُلقه وشهادة الجميع له بالاحترام، داعية له بالرحمة والمغفرة.
وقالت «جودة»، إن الفنان تعرض لغدر أثناء ذهابه لرؤية ابنه، حيث اتفق على مقابلته داخل أحد المولات الشهيرة بمدينة أكتوبر، إلا أن طليقته -حسب قولها- غيّرت موعد الرؤية فجأة، وحضرت بصحبة زوجها عاطف، مؤكدة وجود شبهة مكيدة مُدبرة من الزوجة.
وأشارت المحامية، إلى أن الزوجة كانت على علاقة بشخص آخر هدد الفنان في مكالمات ورسائل محفوظة على هاتفه، مضيفة: «سعيد اتقتل غدر».
وتتابع الأجهزة الأمنية في الجيزة تحقيقاتها الموسعة بشأن مقتل الفنان أمام نادي وادي دجلة بمدينة 6 أكتوبر، إثر تلقيه طعنات نافذة على يد المتهم عاطف ع.ا.
وكشفت شيرين جودة عن تطورات خطيرة في حياة الراحل، مؤكدة أن الأخبار المتداولة حول طلاقه غير صحيحة، وأن الزوجة ما تزال على ذمته قانونًا.
وأضافت أن الزوجة رفعت دعوى خلع منذ سبتمبر الماضي دون صدور حكم حتى الآن، ما يجعلها ـحسب وصف المحاميةـ «مجتمعة بين زوجين» بعد زواجها عرفيًا من المتهم.
رواية المتهم
بينما قال المتهم -زوج الطليقة- في التحقيقات إنه تصرفه كان دفاعًا عن النفس، وإن المشاجرة خرجت عن السيطرة، لكن روايته جاءت متناقضة مع أقوال الشهود وتقرير الكشف الطبي المبدئي وتسجيلات الكاميرات التي بدأت الأجهزة الأمنية في تحليلها.
وبحسب مصادر أمنية، فإن المتهم اعترف بحمله السلاح، لكنه ادعى أنه لم يقصد القتل، وهي نقطة ستُفصل فيها النيابة بعد وصول تقرير الطب الشرعي.
--------------------
نفقة متعة
أسرار تجميد حسابات حسن شاكوش في البنوك والتحفظ على أمواله
محامى ريم طارق: المحكمة ألزمت «شاكوش» بدفع 950 ألف جنيه نفقة متعة وعدة
لم يكن صباح ذلك اليوم عاديًا في حياة مطرب المهرجانات حسن شاكوش، فقبل أن يفتح هاتفه ليطمئن على حفله الأخير أو يراجع ارتباطاته الفنية، وصلته معلومة قلبت موازين يومه بالكامل، بعدما تم الحجز على كافة حساباته البنكية؛ عقب صدور أحكام نهائية ضده.
أعلن المستشار ياسر قنطوش، محامى ريم طارق، طليقة حسن شاكوش، الحجز على حسابات وأملاك الفنان حسن شاكوش، تنفيذا لحكم نهائى ألزم «شاكوش» بسداد نفقة متعة وعدة لموكلته، فى تطور للخلاف بين «ريم» وطليقها.
وأكد «قنطوش»، أن موكلته «ريم» تسلمت الصيغة التنفيذية للحكم الصادر عن محكمة الأسرة، والذى أصبح واجب النفاذ وغير قابل للطعن.
وأوضح أن هذا التطور يتيح البدء فورا فى إجراءات الحجز على أموال شاكوش داخل البنوك، إضافة إلى العقارات والمنقولات.
وأيدت محكمة الأسرة بأكتوبر الحكم الابتدائى السابق، ليلتزم شاكوش بدفع 950 ألف جنيه كمستحقات نفقة متعة وعدة لطليقته.
تزامن حكم المحكمة وتجميد حسابات حسن شاكوش البنكية، موجة عارمة من السخرية بسبب ظهور «شاكوش» الأخير في إحدى حفلاته بعدما بدا صوته مرهقًا.
ودافع حمو بيكا، عن حسن شاكوش، قائلا: «اللي بيسخر من حسن شاكوش علشان صوته تعبان، أحب أقولكم الرجولة مش بس صوت؛ الرجولة مواقف وصمود وتعب، المطرب الحقيقي هو اللي بيغني من قلب وبيفرّح الناس حتى لو موجوع».
وأضاف: «الناس اللي قاعدة ورا الكيبورد وبتتريق؟ ولا واحد فيهم يقدر يقف دقيقة مكانه في حياته. أنا معاك يا شاكوش لآخر نفس».
----------------
حالة سكر وهياج شديد..
أشلاء بشرية لفتاة إفريقية تثير رعب أهالى عين شمس
في نهاية أسبوع هادئة، وبينما كان عمال النظافة يجمعون مخلفات ليلة طويلة، عثر أحدهم على جزء بشري غريب المظهر في شارع عبد الحميد عثمان بمنشية التحرير بمنطقة عين شمس.
لم تمض دقائق حتى تلقت غرفة العمليات بلاغًا ثانيًا وثالثًا من مناطق متفرقة في عين شمس.. أشلاء بشرية متناثرة بلا رأس، بلا جسد كامل، بلا هوية.
لم تتعامل أجهزة الأمن مع البلاغات باعتبارها حوادث متفرقة، بل أدركت منذ اللحظة الأولى أن الأمر يتجاوز حادثة قتل عادية.
خلال أقل من ساعة، دفعت مديرية الأمن بفرق بحث مكثفة، وبدأت عملية مسح كامل لمحيط البلاغات الثلاثة، مع مراجعة كاميرات المراقبة في الشوارع الجانبية ومحاور الحركة الرئيسية، كما تم تشكيل فريق من نيابة عين شمس لمعاينة مواقع العثور على الأشلاء، والتأكد من أنها تعود لشخص واحد، إضافة إلى بدء عملية حصر بلاغات الغياب في الأيام السابقة، في محاولة للوصول إلى هوية الضحية.
وبالتوازي، بدأت فرق الأدلة الجنائية جمع عينات الحمض النووي من الأجزاء البشرية، ورفع البصمات من الأكياس والمواد المحيطة، في سباق مع الزمن لكشف من يقف وراء هذا المشهد المروّع.
لم تستغرق رحلة البحث طويلًا، فمع تحليل عشرات الساعات من كاميرات المراقبة، ظهر خيط بالغ الأهمية، شخص يرتدي ملابس داكنة يتردد على الأماكن الثلاثة في توقيتات متقاربة، ويحمل أكياسًا سوداء كبيرة، ورغم محاولته إخفاء ملامحه، كشفت إحدى الكاميرات ملامح جانبية لوجهه وبقعة دم على ملابسه.
تتبّعت فرق البحث خط سيره، وبمراجعة البلاغات المحيطة اتضح أنه من سكان المنطقة نفسها، تم مداهمة محل إقامته في الساعات الأولى من الصباح، حيث عُثر على بقايا ملابس ملوّثة وآثار تنظيف حديث في الحمام، ما أكد الشبهات.
وفي أقل من 48 ساعة على العثور على الأشلاء، أعلنت الأجهزة الأمنية ضبط المتهم الرئيسي بعد مطاردة قصيرة حاول فيها الهرب عبر أسطح المنازل، لتنتهي واحدة من أكثر القضايا غموضًا في عين شمس.
لقاء صدفة
بحسب اعترافات المتهم، التقى فتاة الإفريقية أمام محل ألبان في المنطقة بينما كانت في حالة سكر واضحة، بدا عليها عدم الاتزان، فتقرب منها، ودعاها للمبيت في شقته، لتوافق دون مقاومة تُذكر.
دخل الطرفان الشقة، لكن دقائق قليلة كانت كفيلة بتحويل المكان إلى مسرح للجريمة.
يروي المتهم أن المجني عليها فقدت السيطرة على نفسها وبدأت تصرخ بصوت عالٍ، وتتحرك بعشوائية داخل الشقة، متسببة في حالة فوضى أثارت خوفه من افتضاح أمره داخل العمارة.
حاول تهدئتها، لكنها صفعته خلال المشادة، كانت اللحظة التي -وفق اعترافه- دفعته للانهزام أمام اندفاعه، فالتقط سكينًا وطعنها في رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
خطة للتخلص من الجثمان
ما إن تأكد من موتها، حتى بدأ في تنفيذ مخطط التخلص من جثتها، فقام بسحبها إلى المطبخ، وبدأ تقطيعها إلى 5 أجزاء لتسهيل نقلها دون لفت الأنظار.
وخلال يومي الجمعة والسبت، جاب المتهم شوارع المنطقة في رحلات متعددة، كل رحلة يحمل معها جزءًا من جسد الضحية، الرأس ألقاه على شريط مترو محطة حلمية الزيتون، بينما قام بوضع الصدر والبطن والذراعان داخل أرض فضاء في شارع عين شمس، وترك الجزء السفلي منها في شارع عبد الحميد عثمان بمنشية التحرير.
وأكد المتهم أنه كان يُلقي كل جزء في موقع مختلف، في محاولة لإرباك أي محاولة لكشف الحقيقة.
حالة هياج
وأفادت التحريات، بأن الفتاة كانت تتجول في الشارع بحالة سكر شديدة قبل أن يصادفها المتهم، وعند دخولها الشقة، ارتفعت الأصوات بصورة لافتة، ما دفع المتهم لارتكاب فعلته بدافع الخوف من الفضيحة، وفق اعترافه.
بعد تجميع الأشلاء ودرس مسارات التخلص، توصلت الأجهزة الأمنية لهوية الجاني، وبعد مواجهته بالمعلومات، اعترف بالجريمة كاملة وأرشد عن جميع أماكن التخلص من الجثمان، لتكتمل خيوط الواقعة أمام جهات التحقيق.
وباشرت النيابة التحقيق، ووجهت للمتهم تهم القتل العمد، والتخلص من الجثمان بطرق مهينة، وتمثيل الجثمان، وإخفاء معالم الجريمة، ولا تزال التحقيقات مستمرة لاستكمال ملابسات الواقعة.
--------------------------------
4 أشهر زواج
قصة قتل عروسة على يد زوجها بالقليوبية
أم الضحية: كريمة كانت عمود البيت.. ومش عايزين غير حقها
لم تتوقع «كريمة محمد صقر» أن يتحوّل بيت الزوجية، الذي دخلته بابتسامة عروس في بداية العشرينيات، إلى آخر مشاهد حياتها.
أربعة أشهر فقط فصلت بين زفافها وبين اللحظة التي عُثر عليها فيها جثة هامدة داخل منزل زوجها بالمنوفية، تحمل آثار ضرب وكدمات ونزيف، بينما حملها الأول لم يكمل أسابيع.
في صباح يوم الواقعة، ظلّت الأم تتنقل بين الاتصالات المغلقة، تحاول الوصول لابنتها بعد أن وصلها خبر غامض عن «سقوط» على السلم.
دقائق وبعدها جاء الهاتف الصادم من إحدى الجارات: «بنتك ماتت من الظهر.. ومحدش عارف يتصرف».
هرعت الأسرة إلى المنزل لتجد الباب مفتوحًا، والزوج مختفيًا، بينما ظهرت حماتها بهدوء غريب، كانت العروس ممددة على الأرض، وجهها أزرق، آثار الدم خلف رأسها، وكدمات واضحة في الرقبة والجسد، المشهد وحده، كما وصفته الأم، كان كافيًا ليُنهي رواية «السقوط»: «ده مش سلم.. ده ضرب.. ده قتل».
شهادات الجيران أضافت فصولًا أكثر قسوة، صرخات استمرت ساعة قبل الظهر، باب مُغلق بالترباس، ومحاولة من الزوج لحمل الجثمان في «توك توك» قبل حضور الأسرة، بالإضافة إلى تغيير ملابس الضحية بعد وفاتها لإخفاء آثار الاعتداء.
خلال الأشهر الأربعة الماضية، كانت «كريمة» تعيش سلسلة من الشكاوى المكتومة، منع من الهاتف، مشادات متكررة، ونوبات نزيف لم تُنقَل بسببها إلى الطبيب بحجة «مافيش فلوس»، فضلًا عن ضرب متواصل حكت عنه لأسرتها أكثر من مرة، ومع إعلان حملها، توقّعت الأسرة أن الأمور ستتحسن لكنها ازدادت سوءًا.
وتمكنت مباحث مركز قويسنا من القبض على المتهم ويدعى «أيمن .ج»، حيث جرى حبسه على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بقتل زوجته كريمة، البالغة من العمر 20 عامًا، على خلفية خلافات زوجية بينهما؟
وطالبت أسرة الضحية بتشريح الجثمان، مؤكدين أن ابنتهم «لم تمت سقوطًا.. بل قُتلت»، أما الأم، فلا تزال تقف في منزلها البسيط بقرية مشتهر بالقليوبية، تردد بصوت متقطع: «كريمة كانت عمود البيت.. ومش عايزين غير حقها».
-----------------------
شاب يفقد حياته بسبب تعليق على «فيس بوك»
تحريات المباحث: الجريمة تمت بسبب خلافات إلكترونية.. والمتهمون الثلاثة تعمدوا إزهاق روح المجنى عليه
في مساء هادئ ظاهريًا بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، تحولت مشادة كلامية على موقع «فيس بوك» إلى جريمة قتل مأساوية أنهت حياة شاب في مقتبل العمر.
فلم يتخيل «راتب نوح الحنتوشي»، صاحب الـ24 عامًا، أن خلافًا إلكترونيًا عابرًا قد يتحول إلى مواجهة دموية على باب منزله.
البداية كانت بخلافات حادة بين المجني عليه وأحد الأشخاص على «فيس بوك»، سرعان ما تطورت إلى تهديدات وتحديات، قبل أن يقرر المتهم «محمود. ع. أ» إنهاء الأمر بطريقته الخاصة.
اصطحب الشاب العاطل اثنين من أصدقائه، وتوجهوا إلى منزل راتب، حيث أمسك الصديقان بالمجني عليه فيما سدد المتهم الرئيسي طعنات نافذة اخترقت جسده وأسقطته غارقًا في دمائه.
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بوصول الضحية إلى المستشفى العام جثة هامدة، ليأمر اللواء محمد عمارة، مدير أمن البحيرة، بفحص الواقعة على الفور
وبمعاينة موقع الجريمة وسماع الشهود، تبيّن تطابق أقوالهم مع ما أسفر عنه التحريات، الجريمة تمت بدافع خلافات إلكترونية، والمتهمون الثلاثة توجهوا عمدًا للاعتداء على الشاب داخل محيط مسكنه.
وبتقنين الإجراءات، نجحت قوة المباحث في ضبط المتهمين الذين أقروا جميعًا بارتكاب الواقعة.
وأمرت النيابة العامة، برئاسة المستشار إبراهيم مبارك، مدير نيابة حوش عيسى، بحبس المتهمين الثلاثة احتياطيا على ذمة التحقيق، مع تجديد الحبس في المواعيد القانونية، وصرحت بدفن جثمان الضحية عقب عرضه على الطب الشرعي لبيان الأسباب النهائية للوفاة.
وبينما شيّعت أسرة «راتب» جثمانه وسط حالة من الحزن والقهر، أثارت الجريمة موجة تساؤلات واسعة حول خطورة تحوّل خلافات مواقع التواصل الاجتماعي إلى جرائم حقيقية تهدد الأرواح، وتعيد طرح السؤال الملح: من يضع حدًا للعنف الإلكتروني قبل أن يتحول إلى دم على الأرض؟
---------------------
تحويلات مشبوهة وأوراق مزورة
اكتشاف غسيل 250 مليون جنيه داخل شركة كبرى
التحقيقات: المتهمون ضخوا الأموال فى تأسيس الشركات وشراء المصانع وأراضٍ وشقق بمناطق راقية
كشفت الوزارة عن واحدة من أكبر قضايا غسل الأموال خلال العام، بعد ضبط عنصرين جنائيين متورطين في غسل 250 مليون جنيه متحصلة من جرائم تزوير محررات رسمية واختلاس أموال شركة يعملان بها.
بدأت فصول القضية عندما لاحظت الجهات الرقابية وجود تضارب في بعض المستندات التابعة لإحدى الشركات الكبرى بالقاهرة، بالإضافة إلى حركة غير طبيعية في أرصدة مالية تخص موظفين إداريين لا تتناسب مع دخولهم الحقيقية.
دفع ذلك قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة إلى فتح تحقيق موسع، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، لرصد مسار تلك الأموال المشبوهة.
وخلال عمليات الفحص التي استغرقت أسابيع، كشفت التحريات أن المتهمين استغلا موقعهما داخل الشركة، وتمكّنا من تزوير محررات رسمية تتعلق بالمعاملات المالية، إضافة إلى التلاعب في حسابات الشركة الداخلية، بما مكّنهما من الاستيلاء على مبالغ كبيرة على مدار فترة زمنية.
وبعد اختلاس تلك الأموال، شرعا في اتخاذ سلسلة من الخطوات لإخفاء مصدرها الحقيقي، في محاولة لجعلها تبدو كأرباح مشروعة ناتجة عن استثمارات قانونية.
وأوضحت المصادر، أن المتهمين اعتمدا على حيلة شائعة في قضايا غسل الأموال، تقوم على تفتيت المبالغ المختلسة ثم ضخها تدريجيًا في أنشطة متعددة، منها تأسيس شركات بأسماء مختلفة، وشراء مصانع ومنافذ تجارية، إلى جانب التوسع في شراء أراضٍ زراعية ووحدات سكنية داخل مناطق راقية.
كما شملت عملية الغسل شراء سيارات فارهة، وفتح حسابات بنكية عديدة لتمرير الأموال بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية.
وقدّرت الجهات الأمنية قيمة عمليات الغسل التي نفذها المتهمان بحوالي 250 مليون جنيه، وهي حصيلة سنوات من التلاعب الإداري والمالي داخل الشركة.
وبعد استيفاء المعلومات وتقنين الإجراءات، تحركت مأمورية من ضباط قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة وتمكنت من ضبط المتهمين داخل القاهرة، حيث تمت مواجهتهما بالأدلة والمستندات التي أكدت تورطهما.
وأشارت التحقيقات الأولية، إلى أن المتهمين اعترفا بجزء من الوقائع، بينما ما زالت جهات الفحص تتتبع باقي الأصول والعقارات التي جرى تحويلها إلى ممتلكات ثابتة وسائلة بهدف غسلها.
ووفقًا للبيانات الرسمية، تم التحفظ على الشركات والمحال والممتلكات التي ثبت شراؤها بأموال غير مشروعة، إلى جانب تجميد الحسابات البنكية محل الاشتباه، تمهيدًا لاتخاذ إجراءات المصادرة طبقًا للقانون.
كما جرى تحرير المحاضر اللازمة وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيق في القضية لكشف جميع الأطراف المتورطة، وتحديد ما إذا كان هناك شركاء آخرون من داخل الشركة أو خارجها.