لبنان يرحّب بالوساطة المصرية لتهدئة الحدود.. و"سلام" يربط التطبيع باتفاق شامل
أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن لبنان يثمّن التحركات التي تقودها القاهرة لاحتواء التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مشددًا على أن الوساطة المصرية تشكل عاملًا أساسيًا لمنع الانزلاق نحو مواجهة واسعة.
وقال نواف سلام، إن الحكومة تعتبر أن المسار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار في الجنوب، وهو موقف يعكس تمسّك لبنان بالحلول السلمية.
التطبيع مشروط باتفاق سلام رسمي
وفي تصريحات منفصلة، أوضح نواف سلام أن أي مباحثات اقتصادية أو خطوات نحو التطبيع مع إسرائيل ستكون مرتبطة باتفاق سلام واضح يستند إلى المرجعيات الدولية.
وأضاف نواف سلام، أن التقدّم لن يتحقق إلا عبر التزام إسرائيل والدول العربية بمبادرة السلام العربية لعام 2002، لافتًا إلى أن لبنان لا يزال بعيدًا عن هذه المرحلة، وأن الظروف الحالية لا تسمح بالانتقال إلى مسارات اقتصادية قبل تثبيت الأسس السياسية.
رسالة لبنانية.. السيادة أولًا
وشدد نواف سلام، على أن لبنان متمسّك بحقوقه الوطنية والسيادية، وأن أي تسوية يجب أن تراعي العدالة والإنصاف، مؤكدًا أن بيروت تدعم الوساطات العربية والدولية التي تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
وأعاد التأكيد على أن الوساطة المصرية تلعب دورًا محوريًا في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة خصوصًا في ظل الوضع الحساس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
خطوة جديدة في لجنة مراقبة الهدنة
وكشف مسؤولون من الجانبين أن لبنان وإسرائيل بصدد إرسال ممثلين جدد إلى لجنة مراقبة الهدنة، في خطوة تعكس بداية توسيع دائرة الاتصالات بين الطرفين للمرة الأولى منذ سنوات. وتأتي هذه الخطوة استجابة لضغوط أمريكية تهدف لإشراك الطرفين في محادثات تتجاوز مراقبة وقف النار الموقع في 2024، ضمن رؤية أوسع تتعلق بمسار اتفاقات السلام في المنطقة.
اتفاق وقف إطلاق النار وتحديات الجنوب
في 27 نوفمبر من العام الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني حيز التنفيذ، ونصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية خلال 60 يومًا.
ورغم تمديد المهلة حتى 18 فبراير، بقي الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط حدودية، مستمرًا في خروقاته، ما أعاد فتح ملف الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتفعيل دور الوساطة المصرية مجددًا.
وتأتي هذه التطورات بينما يسعى لبنان إلى تجنّب التصعيد في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية معقدة، وبينما يحاول نواف سلام رسم مقاربة تقوم على حماية السيادة ودعم الجهود العربية، مع الإبقاء على موقف واضح من التطبيع المشروط بالتسوية الشاملة.