< ماذا يحدث بعد الموت؟ فيزيائي يطرح نظرية جديدة تجيب على السؤال
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

ماذا يحدث بعد الموت؟ فيزيائي يطرح نظرية جديدة تجيب على السؤال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

اقترح فيزيائي نظرية جديدة جذرية للوعي، قد تُفسر ما يحدث عند الموت، ولا ينبثق الوعي من أدمغة البشر، ولكنه موجود كمجال أساسي كـ "لبنة بناء" للكون.

إذا صحّ هذا، فقد يُفسّر العلم أخيرًا ظواهر "غامضة" مثل التخاطر، وتجارب الاقتراب من الموت، وحتى الحياة بعد الموت، ولا ينتهي الوعي بالموت، ولكن عندما يتوفى الشخص، يعود وعيه ببساطة إلى المجال الخلفي، أو الوعي قبل الحياة.

نظريات الفيزياء والوعي

وفقًا لنظريات فيزياء الكم الأكثر تقليدية، وتنبثق الجسيمات والطاقة جميعها من اهتزازات في مجالٍ أساسي، كما تنبثق الموجات من اهتزازات الماء.

وهذا المجال الأساسي قد يكون الوعي نفسه، وإذا كان هذا صحيحًا، فستكون هناك عواقب وخيمة على نظرتنا للواقع.

وربما الأكثر إثارةً للصدمة، إذا كانت هذه النظرية صحيحة، فإن انفصال وعينا الفردي هو مجرد وهم.

وفي هذا النموذج، يُفهم الوعي الفردي على أنه إثارة أو تكوين موضعي داخل مجال وعي كوني، يشبه إلى حد كبير الموجة على سطح المحيط، فاللموجة شكلٌ مؤقت، لكن الماء الذي يحملها لا يتلاشى عند انحسار الموجة.

والأهم من ذلك، تشير النظرية إلى أن الوعي لا ينتهي بموتنا، بل يعود ببساطة إلى المجال الخلفي، فالركيزة الأساسية للوعي لا تبدأ ولا تنتهي بالجسد، تمامًا كما لا يبدأ المحيط ولا ينتهي بظهور موجة واحدة.

وهذا يعني أيضًا أن العديد من الظواهر التي تُرفض باعتبارها علومًا زائفة قد تكون جزءًا من النموذج العلمي، و"تستحق اختبارًا علميًا دقيقًا ومتجددًا.

وعلى سبيل المثال، خلال تجارب الاقتراب من الموت، يُبلغ الكثير من الناس عن رؤيتهم لشخصيات دينية، أو أحباء فقدوا أحباءهم، أو حتى هواجس لأحداث مستقبلية.

وإذا لم يكن الوعي الفردي ناتجًا عن الدماغ فقط، بل كان تعبيرًا عن مجال أعمق، كما يشير هذا النموذج، فإن اللحظات التي يضعف فيها الدماغ قد تسمح بوصول غير نمطي إلى ذلك المجال الأساسي.

وبالمثل، يشير النموذج إلى أن القدرات النفسية، مثل التخاطر، قد لا تكون حقيقية فحسب، بل قابلة للاختبار علميًا أيضًا.

بما أن جميع حالات الوعي الفردية جزء من المجال نفسه، يُمكن نقل المعلومات بين نقاط يبدو أنها منفصلة مكانيًا أو حتى زمانيًا.

وهذا يعني أن الأفراد الموهوبين بشكل خاص أو الذين يمرون بحالات وعي متغيرة قد يكونون قادرين على قراءة الأفكار أو رؤية رؤى لأحداث بعيدة.

وهذا يُفسر سبب ظهور ظواهر شبيهة بالتخاطر عبر الثقافات وعلى مر التاريخ، على الرغم من أن الأدلة التجريبية حتى الآن مثيرة للجدل وغير قاطعة.

وإذا كانت نظريتها صحيحة، فإن حالات دماغ من هم في حالة تأمل عميق أو "تناغم عاطفي" يجب أن تُظهر أدلة على "التزامن" مع نشاط دماغ الآخرين، ويجب أن يظهر هذا الدليل في مسوحات الدماغ، مما يسمح للعلماء باختبار صحة تلك النظرية.