كامل إدريس يتعهد بملاحقة مرتكبي جرائم دارفور
خلال جولة ميدانية في مخيم العفاض شرق الدبة بالولاية الشمالية، أكد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس التزامه بملاحقة كل من تورط في الجرائم المنسوبة إلى قوات الدعم السريع في دارفور، مشددًا على أن ما جرى في الفاشر يُعد وفق تعبيره "انتهاكات غير مسبوقة تتجاوز جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد الدعوات المحلية والدولية للتحقيق في ما وُصف بأنه جرائم دارفور الأكثر عنفًا منذ بداية الصراع.
وأشار إدريس، خلال لقائه مئات الأسر التي وصلت إلى مخيم العفاض بعد فرارها من الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، إلى أن الحرب في السودان تقترب من نهايتها “بانتصار الجيش والشعب”، مضيفًا أن الحكومة ملتزمة بفرض العدالة ومحاسبة المسؤولين عن جرائم دارفور مهما كانت مواقعهم.
وبحسب تقارير حقوقية وصحفية، تورطت قوات الدعم السريع في انتهاكات واسعة ضد سكان الفاشر شملت القتل على أساس الهوية العرقية والاغتصاب والاختطاف، وهي حوادث أثارت قلقًا متزايدًا بشأن حجم جرائم دارفور وتأثيرها على الوضع الإنساني في الإقليم.
وأكد إدريس أن الدولة ستتكفل بسد النواقص في مخيمات النزوح، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا على التعليم في مخيم العفاض باعتباره أولوية بعد توفير الإيواء والغذاء ومصادر المياه والعيادات الطبية.
ووجّه رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم بزيارة عاجلة للمخيم لوضع الترتيبات الخاصة بإنشاء المدارس وتوفير الإجلاس ومتطلبات العملية التعليمية، باعتبار أن دعم نازحي دارفور وكردفان هو محور أساسي في خطة الحكومة.
ويضم مخيم العفاض، الواقع شرقي الدبة، نحو 10 آلاف نازح من ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان، إلى جانب آلاف الأسر المنتشرة في محليات الولاية، وهو ما يجعل المخيم إحدى أكثر النقاط حساسية في الشمال في ظل استمرار تدفق الأسر الفارة من الحرب في السودان.
يشهد إقليم دارفور منذ سنوات صراعًا مسلحًا متقطّعًا، تصاعدت حدّته في الأشهر الأخيرة مع سيطرة قوات الدعم السريع على مدن رئيسية مثل الفاشر، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة وتحول الإقليم إلى مركز أزمة إنسانية خطيرة.
وقد وثّقت تقارير حقوقية وصحفية ارتكاب هذه القوات جرائم دارفور شملت القتل والاغتصاب والاختطاف على أساس عرقي، ما أسهم في اتساع حجم المعاناة بين المدنيين.