جامعة الدول العربية: هدنة إنسانية ضرورة لإنقاذ السودان من أكبر كارثة إنسانية
أبو الغيط يدعو لهدنة إنسانية عاجلة في السودان
دعا الأمين العام لـ جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى هدنة إنسانية عاجلة في السودان باعتبارها خطوة أساسية نحو إطلاق مسار سياسي شامل يحفظ استقرار الدولة ووحدة مؤسساتها.
وجاءت دعوته خلال مشاركته في المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط بمدينة برشلونة، حيث قدّم قراءة معمّقة لطبيعة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربية، جمال رشدي، أن أحمد أبو الغيط شدد على أن السودان يشهد ما وصفه بـ الكارثة الإنسانية الأكبر على مستوى العالم، في ظل وجود ما يقرب من 9 ملايين نازح وأكثر من 3.5 مليون لاجئ تسببت فيهم الحرب المستمرة. واعتبر أن هذه الكارثة الإنسانية تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا، وأن أي معالجة سياسية لا يمكن أن تبدأ دون هدنة إنسانية واضحة وملزمة.
وأكد أحمد أبو الغيط أن الهدنة الإنسانية تمثل مدخلًا ضروريًا لتخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات سياسية تضمن وحدة السودان وسلامة مؤسساته.
ودعا المجتمع الدولي ودول الجوار والمنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤولياتهم ودعم الجهود التي تقودها جامعة الدول العربية لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
وشدد الأمين العام على أن السودان يمر بمرحلة مفصلية، وأن غياب الهدنة الإنسانية سيُفاقم الكارثة الإنسانية ويُعقّد فرص الوصول إلى حل سياسي مستدام، مجددًا التزام جامعة الدول العربية بمواصلة التحرك الدبلوماسي إلى جانب الأطراف الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة.
يشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 واحدة من أعقد الأزمات في تاريخه الحديث، حيث تحول الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، تسببت في انهيار الخدمات الأساسية ونزوح ملايين الأشخاص داخل البلاد وخارجها.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن السودان يواجه مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي والانهيار الاقتصادي، إضافة إلى انتشار واسع لانتهاكات حقوق الإنسان.
ومع غياب مسار سياسي فعّال واحتدام العمليات العسكرية في عدة ولايات، تصاعدت الدعوات الإقليمية والدولية لإعلان هدنة إنسانية تتيح إيصال المساعدات وفتح المجال أمام مفاوضات تضمن وحدة الدولة وسلامة مؤسساتها.
وتأتي دعوة جامعة الدول العربية وأمينها العام أحمد أبو الغيط في ظل انسداد دبلوماسي واضح، ووسط مخاوف من تحوّل الأزمة السودانية إلى تهديد إقليمي أوسع يمتد أثره إلى البحر الأحمر ودول الجوار.