< نجوم بلا ستار.. كواليس تعمد النجوم افتعال الأزمات ونشر التسريبات لصناعة «التريند»
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

نجوم بلا ستار.. كواليس تعمد النجوم افتعال الأزمات ونشر التسريبات لصناعة «التريند»

النبأ

تعيش الساحة الفنية، مؤخرا، موجة متصاعدة من الجدل بسبب الأزمات المرتبطة بحياة النجوم الخاصة.

وبينما يحمل الفنانون الجمهور والسوشيال ميديا مسؤولية التطفل، يرى كثيرون أن جزءا من هذه الأزمات يبدأ من داخل الوسط نفسه سواء بما ينشره النجوم أو بما يتسرب من دوائرهم القريبة.

وهكذا بات الجانبان شريكين في صناعة الضوضاء وأصبحت الخصوصية قضية يصعب تحديد بدايتها أو ضبط حدودها.

وثيقة زواج منة شلبي

بدأت أحدث موجات الجدل مع انتشار وثيقة زواج منة شلبي قبل أي إعلان رسمي رغم نفي «منة» الدائم للزواج ولكن يبدو أن التسريب جاء من جهة قريبة.

ورغم أن «منة» خرجت سريعا لتأكيد الزواج وإنهاء الجدل، إلا أن الواقعة أعادت التساؤلات حول قدرة النجوم على حماية خصوصيتهم داخل دوائرهم نفسها.

بعد أيام من جدال منة شلبي وجد الوسط نفسه أمام أزمة أخرى مع عودة انتشار شائعات عن خلافات بين كريم وزوجته آن الرفاعي واتسعت لتشمل تلميحات بلا دليل حول علاقة مزعومة بينه وبين دينا الشربيني.

وبعد طول تكهنات أعلن «كريم» طلاقه رسميا، لكن المفاجأة جاءت بقول زوجته إنها علمت بالطلاق من «السوشيال ميديا»؛ ما أثار تعاطفا كبيرا وزاد من حدة الجدل رغم نفي أي علاقة بطرف ثالث وتدخل أطراف من الفنانين للحديث عن الأزمة على مواقع التواصل الاجتماعي ساعد في إشعالها.

أزمة عبدالله رشدي

وفي مشهد مختلف، عاد اسم عبدالله رشدي للواجهة بعد ظهور سيدة في برنامج تلفزيوني تقول إنها زوجته مقدمة روايات أثارت تفاعلا واسعا.

اللافت أن هذه الأزمة لم تنطلق من تسريب أو شائعة بل من ظهور طرف داخل الحدث، بينما اكتفى «رشدي» بالصمت، مؤكدا عدم الخوض في حياته الخاصة.

ومع تراكم هذه القضايا خرجت أصوات تطالب بتدخل رسمي للحد من فوضى السوشيال ميديا.

ونشر الفنان والسيناريست عمرو محمود ياسين، بيانا تحدث فيه عن صفحات مجهولة تنشر أخبارا مفبركة وصورا معدلة، معتبرا أن المجتمع تحول إلى «جلسة نميمة».

كما وجهت ياسمين عبدالعزيز رسالة قوية تحدثت فيها عن «تتبع عورات الناس» داعية لقرارات حاسمة توقف التعدي على حياة الفنانين.

الجمهور ليس دائما المتهم

ورغم اعتراض النجوم، يرى البعض من الجمهور أن المشاهير هم من يساهمون في إثارة الجدل بنشر صور ورسائل غامضة وتلميحات ثم اتهام المتابعين بالتدخل، مشيرين إلى أن نفي الأخبار ثم تأكيدها لاحقا يقلل الثقة ويغذي الشائعات ومع ذلك تبقى نماذج عديدة قادرة على الحفاظ على خصوصيتها مثل مي عز الدين التي تعتمد الوضوح في خطواتها الشخصية مثل في زواجها لم يحدث إشاعات حولها بل هي من خرجت وأعلنت بنفسها.

ويبتعد فنانون آخرون عن التريند رغم شهرتهم مثل محمد إمام وريهام عبدالغفور وكريم عبدالعزيز؛ وهو ما يعكس أن الهدوء ليس مستحيلا وأن إدارة الفنان لصوره وحضوره هي العامل الأساسي في حجم الضجيج، وتؤكد هذه الحالات المتتالية أن الخصوصية ليست غائبة لكنها تحتاج إلى وعي من الفنانين والجمهور.

فوضى كبيرة

من جانبه قال الناقد الفني أمين خيرالله، نائب رئيس رابطة كتاب ونقاد الفن، إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كشف كثيرا من الجوانب السلبية في المجتمع خصوصا في طريقة تعامل الجمهور العربي والمصري مع الفنانين، حيث باتت السوشيال ميديا مساحة مفتوحة يراها البعض مكانا مسموحا فيه بالسب والتطاول ونشر الصور والأخبار بطريقة لا تليق وكأن الفنان شخص بلا قيمة أو عائلة.

وأوضح «خيرالله» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن أسلوب تعامل الفرد على هذه المنصات يعكس مستوى وعيه وثقافته فهناك فارق واضح بين المتعلم ومن لم يحصل على قدر كاف من التعليم.

وأضاف أن جزءا كبيرا من جمهور «السوشيال ميديا» لا يعترف بالخصوصية ويعتبر أن من حقه الانتقاد والسب وإطلاق الشائعات دون وعي أو مسؤولية وهو ما خلق فوضى كبيرة تحيط بالفنانين والمشاهير.

وأشار إلى أن الأزمة لا تتعلق بالجمهور وحده فبعض الفنانين يتعمدون إثارة الجدل من أجل الانتشار، مؤكدا أن هناك أسماء لم تكن لتظهر لولا الضجة المفتعلة التي يصنعونها ما يدفع بعض المنتجين للتعامل معهم بناء على حجم «الدوشة» وليس على الموهبة.

ولفت إلى أن «السوشيال ميديا» تحولت إلى مصدر رزق للبعض إذ تعتمد صفحات كثيرة على الأخبار المفبركة والفيديوهات المضللة لرفع نسب المشاهدة لتصبح «الأخبار المضروبة» واحدة من أبرز مشكلات هذا الفضاء المفتوح على خلاف الصحافة التقليدية التي تلتزم بالرقابة والتحقق قبل النشر.

وأضاف أن السوشيال ميديا أصبحت مرآة للمجتمع تكشف واقعه دون تجميل أو رقابة ومن خلالها يظهر مستوى رقي المجتمع أو تخلفه مشددا على أن الحل يبدأ من التعليم والثقافة.

وفي ما يتعلق بظاهرة تتبع عورات الفنانين، أوضح «خيرالله» إنها ظاهرة واقعية؛ فهناك من يتعمد البحث عن الزلات لكن الفنان يظل شخصية عامة وعليه أن يتحمل جزءا من هذا الاهتمام كونه الأعلى أجرا والأكثر شهرة وتصويره في مواقف قد تثير الجدل أصبح أمرا متوقعا سواء كان كسر إشارة أو شجارًا أو خروجه مع زميل.

وعن أزمة عبدالله رشدي، قال «خيرالله» إن الأخير يتعمّد تقديم تفسيرات دينية مثيرة للبلبلة ولا يرى له إنجازا واضحا سوى ما يصنعه من جدل، مشيرا إلى أن السوشيال ميديا لعبت دورا كبيرا في انتشاره لأنه يتغذى على الضجة الإلكترونية.

واختتم الناقد الفني أمين خيرالله، تصريحاته بالتأكيد على أن الفنان الذي لا يريد الفوضى حوله يجب أن يقلل ظهوره على السوشيال ميديا ويربط حضوره بعمله فقط مضيفًا: «من تنشر صورها بالبيكيني عليها أن تتوقع ردود فعل الجمهور لأن كل فرد يتصرف وفق مستوى وعيه، وقد كشفت السوشيال ميديا أن مجتمعنا بحاجة ماسّة للوعي والثقافة».

محكمة مفتوحة

وفي سياق متصل، قال الناقد الفني حسن عبدالعال، إن المشهد الإعلامي لم يعد قائما على المهنية واحترام الخصوصية كما كان يجب، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت من مساحة للتعبير الحر إلى محكمة مفتوحة تدان فيها الشخصيات العامة قبل ظهور الحقائق.

وأضاف «عبدالعال» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-: «السوشيال ميديا أصبحت ساحة تُطلق فيها الاتهامات بلا ضوابط، وتتحول فيها القضايا إلى ترفيه وتسلية على حساب سمعة أصحابها».

وأوضح أن الأزمة لم تعد في تجاوز بعض وسائل الإعلام بل في تحول الجمهور نفسه إلى إعلامي وفي إتاحة الصفحات الصغيرة لنفسها حق إصدار الأحكام، مشيرا إلى أن ما حدث في قضايا الفنانة منة شلبي والداعية عبدالله رشدي والجدل الذي صاحب ردود عمرو محمود ياسين يؤكد أن أي اسم أصبح مادة يومية للتداول.

وتابع: «تحولت قضية منة شلبي إلى ساحة مفتوحة للتكهنات والتحليلات قبل أي بيان رسمي، بينما اختُزلت قضية عبدالله رشدي في "تريند" وميمز رغم أنها تحمل أبعادًا قانونية لا يجوز تبسيطها».

وردا على من يهاجمون الإعلام من الفنانين قال «عبدالعال»: «البعض يفتح الباب بنفسه ثم يشكو من الرياح»، موضحا أن جزءا من الأزمة مصنوع بأيدي بعض النجوم الذين جعلوا حياتهم الخاصة محتوى متاحا من خلافاتهم الزوجية إلى أسرارهم الشخصية ثم يطلبون من الجمهور عدم التدخل.

واستشهد الناقد الفني حسن عبدالعال، بحالات مشابهة تخص شيرين عبدالوهاب وغيرها ممن أصبحت حياتهم مادة لاستهلاك الرأي العام.

ووجه الانتقاد لبعض وسائل الإعلام التقليدية بشأن أدائها والتي باتت تلهث خلف «التريند» دون تدقيق، فتحولت الأخبار غير المؤكدة إلى مواد للنشر لمجرد أنها تحقق مشاهدات مما يضع النجوم في دائرة مغلقة بين سوشيال ميديا تضخم، وإعلام يعيد النشر، وجمهور يشارك بلا تحقق.

واختتم «عبدالعال» حديثه قائلًا إن المشكلة أكبر من المشاهير فهي أزمة احترام للخصوصية وحق الإنسان في أن يعيش دون أن يتحول إلى محتوى، داعيا إلى احترام سرية القضايا وتحمل الإعلام لمسؤولياته، ووعي النجوم بأن ما ينشرونه اليوم سيلاحقهم لسنوات.