روسيا تؤكد استعدادها لمناقشة صيغ تسوية الأزمة الأوكرانية دون استلام خطة ترامب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم أن موسكو لم تتسلم بعد أي نسخة رسمية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقترحة لتسوية الأزمة الأوكرانية.
وأشار لافروف إلى أن بلاده مستعدة لمناقشة الصيغ المحددة لهذه الخطة فور وصولها، مؤكدًا أن روسيا تركز على البحث عن حلول عملية تحقق الاستقرار في المنطقة.
وقال لافروف في تصريحات صحفية: "حتى الآن لم نتلق أي مستند رسمي من الجانب الأمريكي بشأن الخطة، لكننا منفتحون على دراسة أي مقترحات بناءة تُعرض علينا، وسننظر في التفاصيل بعناية قبل اتخاذ أي موقف نهائي".
تأتي تصريحات لافروف في وقت يشهد تصاعد التوترات في الأزمة الأوكرانية، وسط محاولات أمريكية وأوروبية للتوسط في تسوية النزاع.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أعلن سابقًا عن خطة لتسوية الأزمة، تهدف إلى وضع حد للقتال واستعادة الأمن والاستقرار، لكن التفاصيل العملية لم تصل بعد إلى موسكو.
وتؤكد روسيا أن أي حل للأزمة الأوكرانية يجب أن يحترم مصالحها الأمنية والسيادية، مع ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة دون تدخلات تؤدي لتفاقم النزاع.
تتصاعد الأزمة الأوكرانية منذ اندلاع النزاع العسكري بين القوات الروسية والأوكرانية في عام 2022، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا، مع تداعيات اقتصادية وسياسية على المستوى الدولي.
وتحظى هذه الأزمة بمتابعة مكثفة من القوى الإقليمية والدولية، حيث تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض مسارات دبلوماسية لتسوية النزاع ووقف التصعيد.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن خطة مقترحة لتهدئة الوضع في أوكرانيا، شملت عدة بنود تتعلق بوقف إطلاق النار، وتحديد مناطق نفوذ، ورفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا مقابل التزامات محددة من كييف، لكنها لم تُقدّم بعد بشكل رسمي إلى موسكو، مما دفع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للتأكيد على استعداد بلاده لدراسة أي مقترحات رسمية وتحليلها بدقة قبل اتخاذ أي قرار.
وتسعى روسيا من خلال هذه المواقف إلى الحفاظ على مصالحها الأمنية والسياسية في المنطقة، بينما تحاول الأطراف الغربية الضغط على موسكو لقبول حلول وسطية، وهو ما يعكس تعقيد الملف واختلاف الرؤى بين القوى الكبرى بشأن مستقبل الأزمة الأوكرانية.
كما يشير مراقبون إلى أن أي تسوية للأزمة الأوكرانية تحتاج إلى توافق دولي، مراعاة مصالح جميع الأطراف، وتجنب أي خطوات أحادية قد تؤدي إلى تصعيد جديد.