< بعد انتقاد الرئيس لها 3 مرات.. خريطة تطوير صناعة الدراما فى رمضان 2026
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

بعد انتقاد الرئيس لها 3 مرات.. خريطة تطوير صناعة الدراما فى رمضان 2026

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

‏عاد الجدل من جديد حول مستقبل الدراما المصرية بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة التي ربط فيها بين صورة الحياة المترفة التي تقدمها بعض الأعمال الفنية وارتفاع نسب الطلاق داخل المجتمع المصري.

‏التصريحات أعادت التركيز على دور صناع الدراما والشركات المنتجة وعلى رأسها الشركة المتحدة ودورها الكبير في ضبط الصناعة وسط تساؤلات حول كيفية إدارة المشهد الفني بعيدا عن تدخل مباشر دائم من القيادة السياسية.

الدراما ونسب الطلاق

‏خلال حواره التفاعلي مع المتقدمين الجدد للالتحاق بأكاديمية الشرطة، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن نماذج العلاقات الاجتماعية التي تقدمها الأعمال الدرامية على مدار عقود طويلة لم تعكس الواقع المصري أو قيم الكفاح بل ركزت على أنماط حياة مرفهة ومبالغ فيها ما رفع سقف التوقعات لدى الأجيال الجديدة وأحدث فجوة بين الواقع والخيال وأسهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات الطلاق.

‏وقال الرئيس: «هي نسب الطلاق زادت ليه؟ الدراما ما جابتش إن الست بتكافح مع جوزها، ما جابتش إن الست ممكن يكون بيتها مش غالي قوي، يعني جايب لك قاعدين في فيلا وشقق غالية جدا يمكن تلتين المصريين ميقدروش يعملوه فحضرتك بتتفرجي على التلفزيون عايزة لما تيجي تشوفي كده يبقى بيتك زيهم.. طب بيتك مش زيهم، فأنت مش راضية لا عن باباكي ولا عن جوزك».

‏وشدد الرئيس على أن بناء شخصية مصرية متوازنة وفق معايير علمية ونفسية سليمة لا يمكن أن يتحقق من خلال عمل فني واحد خاصة في ظل تراكمات فنية امتدت لنحو 60 عامًا أثرت تدريجيًا على قيم المجتمع ووجدانه وطريقة تفكيره.

وأضاف أن الإصلاح الحقيقي لأي مشكلة يبدأ من تشخيص دقيق وصحيح لأنه لا يمكن الوصول لحلول ناجحة دون معرفة أسباب الخلل.

‏غضب الرئيس 

‏سبق أن تحدث الرئيس السيسي، عن موسم دراما رمضان لعام 2025 خلال لقاء المرأة المصرية والأم المثالية، مؤكدا أن بعض الأعمال لا تعكس المجتمع المصري كما ينبغي.

‏وأشار الرئيس إلى أن الدولة كانت تراجع صناعة الفن بسبب تغير الواقع الاجتماعي والثقافي، موضحا أن بعض أعمال دراما رمضان 2025 لا تعكس المجتمع المصري كما ينبغي، مؤكدًا أن الفن والإعلام لهما دور محوري في تشكيل الشخصية والذوق العام. 

وقال إن الدولة كانت شريكا في صناعة الدراما عبر إنتاج موجه يضعه متخصصون قبل أن تتحول الصناعة تدريجيا إلى تجارة تهدف للربح فقط، وهو ما أثّر على الذوق العام.

وشدد على أنه لا يدعو للمنع بل لإعادة الصياغة والتنظيم خاصة في ظل دراسات تشير لوجود خلل متصاعد في المحتوى يتطلب مراجعة شاملة.

تفاؤل حذر

‏أبدى الجمهور اهتماما واضحا بمستقبل صناعة الدراما ودور المؤسسات المسؤولة عن الإنتاج الفني، معتبرين أن تدخل الرئيس المباشر رغم أهميته لا ينبغي أن يكون الوسيلة الوحيدة لضبط المشهد وأن كل مؤسسة فنية يجب أن تعمل وفق رؤية الدولة والرئيس وبآليات واضحة لضمان محتوى متوازن وهادف.

و‏عند بداية تولي طارق نور صاحب البصمة الأكبر في تاريخ الإعلان إدارة الشركة المتحدة كان هناك تفاؤل واسع بين الجمهور متأملين أن تعيد الشركة المشهد الفني إلى مساره الطبيعي باعتبارها الأهم والرائدة في المجال ولديها الإمكانيات اللازمة لذلك.

 

ومع ذلك لاحظ الجمهور أن الأعمال التي قدمتها الشركة حتى الآن لم تستطع تلبية توقعاتهم بالكامل وأن الصورة التي كانوا يأملون أن يرونها في دراما متوازنة لم تتحقق بعد.

‏ومع توجيهات ورسائل الرئيس عبر الجمهور عن آماله في أن موسم رمضان القادم بعد التوجيهات الرئاسية سيشهد تقديم أعمال متكاملة تمزج بين الدراما الوطنية والتثقيفية والدينية وتعكس الواقع المصري وتحافظ على القيم الاجتماعية بعيدا عن الانفلات أو المبالغة في عرض الرفاهية أو مشاهد البلطجة لتصبح الدراما أداة قوية لتثقيف المجتمع وتعزيز قيمه الوطنية والاجتماعية.

توصيات مزعومة لدراما رمضان

عقب تصريحات الرئيس عن الدراما خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، انتشرت على مواقع التواصل قائمة توصيات نسبت للجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام قيل إنها تفرض محاذير على صُنّاع مسلسلات رمضان 2026 خاصة فيما يتعلق بمشاهد العنف والخيانة والمخدرات.

 ولكن المجلس الأعلى للإعلام أكد أن ما يتم تداوله غير صحيح، موضحًا أن اللجنة لم تعقد اجتماعات مؤخرًا، وأن الجهة الوحيدة المخولة بإجازة النصوص هي رقابة المصنفات الفنية.

تهديد وعي المجتمع

‏‏وفي ذات السياق، قال الناقد الفني الدكتور طارق سعد، إن أزمة الدراما المصرية الحالية بدأت منذ سنوات طويلة، موضحا أن الأعمال الدرامية تتجه إلى تقديم صورة فارهة وبعيدة تماما عن المستوى المعيشي الحقيقي للجمهور الذي ينتمي في أغلبه إلى الطبقات المتوسطة والبسيطة.

‏وأكد أن هذا الأسلوب خلق فجوة كبيرة بين ما يراه المشاهد على الشاشة وما يعيشه في الواقع مما يسبب شعورا بالدونية والسخط وقد يدفع بعض الجمهور إلى تقليد هذا العالم الموازي أو الإحباط منه.

‏وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سبق أن حذر من خطورة هذا الاتجاه لأنه يرى الدراما أحد أهم أسلحة «القوى الناعمة» التي يعتمد عليها في تشكيل وعي المجتمع.

وأشار إلى أن الرئيس باعتباره رجل مخابرات بطبيعته لديه نظرة أعمق وابعد لاستغلال المعلومات والفن في تشكيل وعي المجتمع والحفاظ عليه وتوجيهه، معقبا: «نحن نخوض منذ سنوات معركة الوعي وهي أخطر معارك حروب الجيل الرابع وما بعدها، ولذلك لا يمكن أن يكون راضيا عن مستوى الأعمال الحالية خاصة أنها لا تعبر عن غالبية المجتمع».

‏وأوضح «سعد» أن بداية الأزمة تعود إلى عام 2013 مع مسلسل «حكاية حياة» للمخرج محمد سامي الذي قدم لأول مرة شكلا بصريا فارها يحاكي الدراما التركية المسيطرة حينها على الذوق العام. 

‏وأكد أن محمد سامي مخرج ذكي ويمتلك أدوات قوية لكن نجاح التجربة دفع قطاعا كبيرا من صناع الدراما إلى تقليد الشكل نفسه حتى بعد أن توقف «سامي» نفسه عن تقديم هذا النوع ليتحول الأمر إلى سباق محاكاة أفقد الدراما روحها الحقيقية وأدى إلى تشويه الصورة العامة.

‏وأشار إلى أن اعتماد العديد من الأعمال على عالم الثراء والعلاقات غير السوية والانتقام والممارسات السلبية نقل للمجتمع صورة لا تمثله أخلاقيا ولا اجتماعيا. 

‏وأضاف أن هذا النوع من الدراما يخلق في ذهن المشاهد إما رغبة في تقليد هذا النمط أو سخطا على حياته وهو ما يعد خطرا على الوعي العام والدور الثقافي للفن.

‏وتناول «سعد» مسؤولية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بوصفها الجهة الأكبر المنتجة للدراما في مصر والمكلفة بإدارة ملف القوى الناعمة، قائلا إن المتحدة تعمل في ظروف صعبة وتنتج أعمالا كثيرة لكنها بحاجة إلى رؤية استراتيجية تتجاوز البعد التجاري الذي أصبح بطبيعة هو المتحكم الأكبر في المحتوى.

‏وأكد أن الرئيس لا يقف ضد الصناعة التجارية بل يعتبر الفن جزءا من الاقتصاد الوطني شرط أن يكون المنتج «جيدا ويشرف مصر» بدلا من تصدير صورة مشوهة للعالم العربي.

‏واستشهد بنجاح مسلسل «قلبي ومفتاحه» لمي عز الدين وأسر ياسين رغم أنه من 15 حلقة فقط، موضحا أن السر في نجاحه أنه من قلب المجتمع المصري الحقيقي ويقدّم أبطالا يشبهون الناس وقضايا أسرية يعيشها الجمهور يوميا بمنتهى الاحترام ودون عنف أو إيحاءات. 

‏وأكد أن الجمهور تعلق بالمسلسل لأنه رأى نفسه فيه على عكس الأعمال الفارهة التي تصدر صورة سلبية عن المجتمع.

‏ولفت إلى أن الجمهور الخليجي نفسه عندما يشاهد هذا النوع البسيط الصادق من الدراما يراه أكثر تعبيرا عن المصريين مقارنة بالأعمال التي تركز على العلاقات المشبوهة والخمور والبارات رغم صدور قوانين تمنع هذه المظاهر من الظهور في الأعمال الفنية ولكن نراها.

‏وأشار «سعد» إلى أن الدراما أخطر من السينما لأنها تدخل البيوت مباشرة وبالتالي أثرها أعمق.

هيمنة الورش

‏وأبدى الناقد الفني طارق سعد، أسفه لأن الشركة المتحدة تتلقى وحدها سهام النقد ويجب عليها أن تتحمل ذلك لأنها الشركة الأكبر والتي تقدم دورا كبيرا ومسؤولية هذا الملف وإدارته في أيديها وللكن غياب الرؤية الواضحة يجعل العمل يسير بلا استراتيجية ونتاج ذلك الرئيس بنفسه اضطر للتدخل ثلاث مرات لمطالبة صناع الدراما بتصحيح المسار. 

 

الناقد الفني الدكتور طارق سعد

‏واعتبر أن انتظار تدخل الرئيس كارثة لأن الرئيس لديه ملفات أمنية واقتصادية وسياسية ضخمة ومخاطر محيطة ولا يجب أن ينشغل بتصحيح الدراما فهذه مهمة القائمين على الصناعة.‏

‏وانتقد «سعد» هيمنة «ورش الكتابة» التي أفسدت روح الدراما، معتبرًا أنها تقدم أعمالا بلا روح أو هوية بينما يتم تهميش كتاب كبار قادرين على تقديم «الخلطة المصرية الحقيقية» مثل مجدي صابر الذي تم تهميشة ولا يعمل حاليا وهو من الكتاب الكبار وسماح الحريري التي تم تركها للعمل مع الشركات العربية بدلا من الاستفادة منهم محليا.

‏وأكد أن السوق بحاجة لاستعادة الكتاب الكبار لتحقيق التوازن لأن الخبرة الحقيقية تختلف عن الكتابة التجارية السريعة. 

‏وضرب مثالا بالأعمال الخالدة مثل «رأفت الهجان» و«أرابيسك» و«المال والبنون» و«يوميات ونيس» التي لا يزال الجمهور يعيد مشاهدتها حتى اليوم وينتظر مشاهدة فرح سنية في «عبدالغفور البرعي» على عكس الأعمال الحالية التي تنسى بمجرد انتهائها والمقياس الحقيقي لنجاح العمل ليس بنسبة المشاهدات بل بعدد مرات مشاهدته.

‏وتساءل «سعد» عن غياب الأعمال الوطنية والاجتماعية ذات القضايا المؤثرة، قائلا: «لماذا لا يتم تقديم دراما توظف دور الدولة في تطوير العشوائيات وساكنيها في مناطق مثل الأسمرات وسور مجرى العيون وغيط العنب ومثلث ماسبيرو، وغيرهم من المشروعات ودمج المشاهد بشكل جذاب يدفع الناس للفخر والانتماء».

‏وأكد أن الدراما الحالية من دون قصد تدفع 90% من البيوت إلى النفور من البلد لا الارتباط بها.

‏وأوضح الدكتور طارق سعد، أن وجود شخصية بحجم طارق نور على رأس المنظومة كان من المفترض أن يمنح الصناعة دفعة أكبر في الإبداع نظرا لتاريخه وبصمته الإعلامية التي لا تنسى. 

‏وتابع: «أبدى الجمهور طموحات كبيرة تجاه وجوده لكن حتى الآن لم تظهر البصمة الدرامية المنتظرة كما كانت بصمته في الإعلام والإعلانات مما يزيد التوقعات والآمال مع كل موسم أن تحدث».

‏وأكد أن الحل يكمن في رؤية واضحة وتخطيط حقيقي وتوازن بين الفن التجاري والفن الذي يخدم الدولة والوعي العام لأن المسؤولين عليهم أن يفكرون ويرون الملفات برؤية الرئيس وليس بإنتظار  توجيهات الرئيس.

ميثاق شرف

‏وفي سياق متصل، يرى الناقد الفني حسن عبدالعال، أن الدراما المصرية وصلت إلى حالة من الفوضى بسبب غياب معايير واضحة للإنتاج، لافتا إلى أن السنوات الطويلة من العشوائية الإنتاجية جعلت الأعمال تتأرجح بين التريند والربح السريع دون رؤية ثقافية أو اجتماعية.

‏ وأوضح «عبدالعال» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن تأثير السوشيال ميديا وحالة السباق وراء التريند دفعت بعض المنتجين والمخرجين إلى إدراج مشاهد صادمة أو مبالغ فيها لجذب الاهتمام، مؤكدا أن ترك الدراما بالكامل للسوق والربح السريع يؤدي إلى نتائج غير منضبطة حيث تكون الأعمال المثيرة للجدل الأكثر انتشارا.

الناقد الفني حسن عبدالعال

‏وأضاف أن التدخل الرئاسي في هذا الملف ضروري لكنه ليس حلًا دائما إذ قد يخلق حساسية لدى صناع الفن ويحول إلى شكل من أشكال الوصاية الثقافية التي قد تضر بالإبداع لكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على المشكلة ويحفز المؤسسات على التحرك.

‏وأشار إلى أن الشركة المتحدة للإنتاج الفني تمتلك القدرة الأكبر على توجيه الذوق العام وصناعة محتوى عالي الجودة لكنها تواجه تحديات تتمثل في غياب استراتيجية موحدة وضعف التنسيق مع النقابات والهيئات الثقافية، واعتماد بعض الأعمال على قوالب جاهزة مثل «البلطجة – الكومباوند – العشوائيات – الثراء الفاحش» كطرق سريعة لجذب المشاهد.

‏ولحل هذه الأزمة أوصى «عبدالعال» بإنشاء «ميثاق شرف درامي» على غرار القنوات العالمية يتضمن موضوعات يُشجَّع على طرحها مثل قضايا المجتمع الحقيقي والطبقة المتوسطة وقصص النجاح وموضوعات يمنع المبالغة فيها إلا عند الضرورة الدرامية مثل العنف والمخدرات والترف الفاحش. 

‏ودعا الناقد الفني حسن عبدالعال، إلى تشكيل لجنة علمية واستشارية مستقلة تشمل نقابة المهن التمثيلية ونقابة الصحفيين وأساتذة الإعلام والخبراء الاجتماعيين تكون مهمتها التقييم وليس الرقابة لضمان توازن بين الواقعية والمسؤولية وبناء رؤية إنتاجية طويلة الأمد تشمل أعمالًا اجتماعية من قلب الشارع وأعمالًا تاريخية ووطنية وأعمالا شبابية كوميدية جيدة بعيدا عن السطحية مع دعم كتاب السيناريو باعتبار الأزمة الحقيقية في النص وليس في الممثلين.

‏واختتم «عبدالعال» حديثه قائلا إن المطلوب من الدولة ليس التدخل المباشر المستمر بل سياسات ثقافية مستقرة ومؤسسات قوية وصناعة حقيقية توازن بين الربح والقيمة، مضيفًا: «الدراما مرآة المجتمع، لكنها لا يجب أن تكون مرآة مشوهة أو مصطنعة. التدخل الرئاسي يعكس حرصا على الصورة العامة لكنه ليس الحل الحل في بناء منظومة تستطيع ضبط الأداء الدرامي تلقائيا بحيث يتحول التوجيه من الأعلى إلى استثناء وليس قاعدة».

ظاهرة الكومبوندات

على الجانب الآخر، قال الناقد الفني حسين شمعة، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الدراما والسينما ليس الأول من نوعه، مؤكدا أن الرئيس لن يتدخل شخصيا في كل تفاصيل المجتمع وأن دور تنظيم المشهد الفني يقع على عاتق القائمين على الدراما والسينما والفن بشكل عام.

الناقد الفني حسين شمعة 

وأكد «شمعة» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أنه يجب أن يتمتع المسؤولون عن الفن بالوعي الكافي لآثار أعمالهم على المجتمع، مشيرا إلى أن تفكك الأسرة المصرية قد يكون مرتبطًا ببعض المسلسلات التي قدمت منذ أعمال محمد رمضان مثل «الأسطورة» و«الألماني»، والتي أسهمت في تشكيل جيل من الشباب بطريقة غير سليمة.

وأشار شمعة إلى حديث الرئيس عن ظاهرة الكومبوندات، موضحًا أن هذه المشاريع تنشأ غالبًا في مدينة الإنتاج الإعلامي بتكاليف باهظة، وأحيانًا يتم استئجار قصور وفيلات بأرقام باهظة، مضيفا أنه لو استُخدمت هذه الموارد في أعمال تخدم الدراما المصرية لكان الأمر أفضل بكثير.

وأضاف الناقد حسين شمعة، أن المشاهدين وخصوصا السيدات والأسر يشعرون بالاستياء من حياة الكومبوندات المعروضة على الشاشة، مشددًا على أن جودة القصة الدرامية هي الأساس فالقصص الضعيفة مثل تلك الخاصة ببعض أعمال محمد رمضان أو المسلسلات التي تعتمد على أسماء تجارية مثل «الأسطورة» تهدف في كثير من الأحيان إلى جذب الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس تقديم محتوى فني متوازن.

واختتم «شمعة» تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وجود رقابة صارمة من القائمين على الفن ومحاسبة أي شخص يقدم قصة ضعيفة أو غير مسؤولة لضمان عودة الدراما المصرية إلى مسارها الصحيح ورفعة قيمتها الفنية والاجتماعية.