مؤتمر اليوم الواحد بدمياط "الأدب الساحلى" يكرم المبدعين
شهد الجسر الحضارى بدمياط، فعاليات مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان "الادب الساحلي بين البحر والنهر والبحيرة، دراسة حول الهوية والمكان".
جاء ذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، والدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، بحضور نجوى كيوان، مدير عام فرع ثقافة دمياط.
يأتى ذلك ضمن جهود وزارة الثقافة للتحفيز على ذاكرة المكان من خلال مسرح الادب وتحولات الإبداع.
افتتح المؤتمر أولى فعالياته مع الأديب والشاعر أحمد خميس غلوش، معبرا بكلماته عن "السميائية" المتمثلة بين البحر والنهر والادب، حيث مولد الادب من البحر، الذى يعد ذاكرة الخليقة.
وبكلمة الكاتب احمد سامى خاطر، رئيس اقليم شرق الدلتا الثقافى، قدم كل التقدير والتحية لكل القائمين والحاضرين بالفاعلية، وأنه يشعر بسعادة عارمة فى رحاب الأدباء والفنانيين خاصة بمحافظة عريقة كدمياط، جمعت بين سكون النهر وعمق البحر والبحيرة، مؤكدا على ان المؤتمر يسعى لتوضيح مدى تفاعل الانسان مع المكان.
وفى كلمته، قدم رئيس المؤتمر، التحية لفخامة رئيس الجمهورية على الرعاية والدعم المتواصل للحركة الثقافية فى مصر، وكل الشكر والتقدير لوزير الثقافة من اتاحة الفرص للمبدعين، وإلى رئيس الاقليم ومديرة الفرع، كذلك خالص التقدير لمحافظ دمياط، مؤكدا على ان هذا المؤتمر يعد يوما للتأمل فى انطباع البحر والنهر فى نفوس الأدباء.
كما شكر امين عام المؤتمر، الحضور والمشاركين، موضحا ان هذا اليوم هو تكريم لاحد اعلام دمياط الادبية "بشير الديك"، واسم الشاعر عمر فرحات، فهذا المؤتمر يعكس روح المكان وليس نصوص تكتب.
وعبر شخصية المؤتمر فى كلمته، عن مدى سعادته بالفاعلية، كونه صياد اب عن جد تربى على حكايات رهبة البحر، فهو احب الشعر والادب من خيال بحر دمياط، شاكرا القائمين بالفاعلية على حسن اختيار عنوان المؤتمر.
وقدمت نجوى كيوان، مدير عام الفرع، شكرها الخالص للقائمين على فعاليات المؤتمر، كما اكدت على استكمال العمل الثقافى بكامل طاقته بكل مواقع دمياط الثقافية، وذلك بعد الانتهاء من عمليات الترميم فى اسرع وقت، كما جددت الشكر والتحية لمحافظ دمياط ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، على تقديم كافة السبل والتسهيلات لاستعادة كافة الخدمات الثقافية فى أقرب وقت.
بنهاية الجلسة الافتتاحية تم تكريم المبدعين من ابناء المحافظة وهم: الصياد الشاعر حسن العدوى- شخصية المؤتمر، اسم المبدع/ بشير الديك، الشاعر محمد توفيق لبن، د. ناهد سعد.
بالجلسات البحثية تناول المؤتمر موضوعات "ذاكرة المكان وملامح الانتماء فى الادب الساحلى" من خلال محورين:
جاء المحور الأول بعنوان "الهوية الثقافية فى الادب الساحلى"، ضمن فعاليات الجلسة البحثية الاولى بإدارة الاديب صلاح البيلى لثلاث كتاب وهى:
بعنوان "اللغة، الهوية، التراث فى الادب الساحلى"، اعمال بشير الديك نموذجا، تناولت الكاتبة مها الخواجة من خلال بحثها، تحليل كتابات السيناريست دمياطى النشأة بشير الديك، كالعمل السينمائي "سواق الاتوبيس"، عن قصة لأبطال حقيقيين من دمياط، بحوار من اللغة الساحلية منها الفاظ "ريحة البحر، الدنيا غرقانة، المجداف المكسور"، وايضا بعمل اخر "الحريف"، واستخدم الديك الفاظ وعبارات منها "الدنيا مية وهوا، ماشى فوق الموج، انا زى البحر".
وبعنوان "اللغة والتراث، هوية الادب الساحلى"، تناول الكاتب محمد الزينى من خلال بحثه الربط بين الموروث الشعبى الدمياطى والفن الادبى بالاستدلال باعمال شعراء المحافظة الثرية بقصائد عن الصيادين واغانى للبحيرة مثل الشاعر محمد علوش، وايضا اعمال شيخ شعراء دمياط محمد النبوى سلامة والتلبانى.
جاء البحث الثالث بعنوان "اللغة والهوية والتراث فى الادب الساحلى"... قراءة فى ملامح الذات والذاكرة البحرية، للكاتبة آمال سالم، التى استطاعت فى بحثها تقديم اللغة كمرآة للهوية الساحلية عن طريق استخدام مفردات منها "الغرق، البوصلة، الريح، الطوفان، الشبكة، الشراع"، واصفة التراث بالذاكرة الجماعية ووقود الابداع، مستشهدة بالتصوير البلاغى فى القصص الساحلية، مثل البحر رمزا للحياة والموت، الامواج رمزا للقدر، السفن رمزا للرحلة الإنسانية.
تضمنت الجلسة البحثية الثانية مناقشات لثلاثة أبحاث تحت عنوان "الادب الساحلى، ذاكرة المكان وملامح الانتماء فى الادب الساحلى"، بادارة الشاعر متولى بصل، من خلال:
المحور الأول للكاتبة وداد معروف، بعنوان "ادب البحر بين امتداد المكان وملامح الانتماء"، متحدثة عن العلاقة بين الانسان والبحر كصراع بينه وبين قوة هلامية، وايضا اشارت لكتابات سمير الفيل، الكاتب الدمياطى "قصة الغليون المقوس وذلك الحائط، فيونكة برتقالية"، ورؤيتها عن رمزية البحر عند الفيل كمكان للرزق تارة وللعمل التطوعي تارة اخرى.
جاء المحور الثانى للكاتب ناصر العزبي، بعنوان "الابداع بين الوعى الثقافى للمبدع والمكان"... الساحلية نموذجا، متناولا تاريخ دمياط كميناء حربى وتجارى وملاذا للهجرة الداخلية الذى أسهم فى تكوين وعى ثقافى متميز يقوم على الصمود والانفتاح، مستشهدا بكتاب المحافظة "صبرى موسى، لطيفة الزيات، محسن يونس، عبد الفتاح الجمل، ومصطفى الأسمر".
وقدم الشاعر متولى بصل المحور الثالث للكاتب حسن طرابية، بعنوان "ذاكرة المكان فى الادب الساحلى بمنطقة عزبة البرج" بين البحر والنهر... صراع الوجود وتشكيل الهوية، متناولا بعضا ما جاء به فى بحثه من خلال: تعريف السوسيولوجيا كتجسيد رمزى تاريخى للخبرات الجماعية والفردية على رقعة من الأرض كمدينة عزبة البرج.
شهادات ادباء دمياط وحوار مع شخصية المؤتمر "الصياد حسن العدوى"
ضمت جلسة الشهادات حكايات ومواقف لادباء دمياط منهم:
الكاتب سمير الفيل، وتأملاته فى البحر وانتزاعه لنصوص مجموعته "هوا بحرى"، مراهنا على التجريب عاكفا على تجديد ادواته، د. فادى سلامة، وشهادته عن مدينة دمياط التى لا تفصل بين الفن والعمل وبين البحر والكتاب وكذلك بين الموج والفكر، الشاعرة امل البرمبالى، وشهادتها نحو استلهام رمزية البحر فى كتاباتها التى تتناول علاقة الانسان مع الطبيعة، الدسوقي البدحى، وشهادته من خلال اعمال حلمى ياسين فى مجموعته "اولاد نوح، اولاد البحر"، ومحسن يونس وتجربته عن الصيادين برواية "سيرة جزيرة تدعى ديامو"، شريف الزكى، جاءت شهادته باستلهام شعراء المحافظة للغناء للصيادين ولمدينة راس البر وعزبة البرج، محمود العباسى، متناولا اعمال الشاعرة عفت بركات ابنة عزبة البرج، وايضا اعمال الشاعرة تقى المرسى عن البحر، وكذلك ابداع الاديب محروس الصياد.
إلى جانب حوار مع شخصية المؤتمر "الصياد حسن العدوى"، وقراءات من اعماله وقصائد "بحر زيتونة، ذاكرة السمكة، عبد العال، بهية العزبوية، العزبوة"، وحكايات عن الجنية، موضحا سبب اختياره لمهنة الصيد بمنطقة اللسان.
وجاءت فعاليات الجلسة الشعرية بمؤتمر اليوم الواحد بدمياط "الادب الساحلى بين البحر والنهر والبحيرة"، بادارة الشاعر احمد سعد، ومشاركات لشعراء المحافظة منهم: حسن العدوى وقصيدة عن دمياط، احمد سعد وقصيدة احنا الدمايطة، مها الخواجة وقصيدة رحلة عمر، جمال البلتاجى وقصائد "انا البلتاجى، انا الدمياطى"، محمد لبن وقصيدة سلام، ضياء فريد وقصيدة ان لزم الأمر. احمد خميس غلوش وقصيدة النوة، محمود سالم وقصيدة همس الليل، أحمد رفيق وقصيدة قصور من رفاة، وغيرهم من كبار الشعراء.
وبختام الجلسات، أوصى مجلس أمناء المؤتمر بالآتى: تثمين جهود القيادة السياسية المصرية بإحلال السلام بالمنطقة، الربط بين أنشطة نوادي الأدب وإدارة رعاية الطلاب بالجامعات وخاصة جامعة دمياط، تعظيم دور الشباب المبدعين داخل المؤتمرات والفعاليات الثقافية، مضاعفة ميزانيات نوادي الأدب وميزانية مؤتمر اليوم الواحد، توجيه الباحثين إلى جمع وتنقيح مفردات الثقافة الساحلية وربطها بالمشهد الثقافي العام، إتاحة منصة خاصة للنشر الإلكتروني للكتب والأعمال الأدبية بكل فرع من فروع الثقافة، وفق ضوابط وشروط محددة لهيئة قصور الثقافة.
وعلى هامش المؤتمر، افتتح رئيس الاقليم، رافقه مديرة عام الفرع وعدد من القيادات الثقافية والادباء معرض لوحات "صور ساحلية للبحر والنهر"، الذى تضمن اعمال من فن الكولاج والديكوباج وألوان الزيت، تحكى عن سواحل دمياط ومهنة الصيد والحلويات.