< هل عدم طاعة الوالدين في الزواج يُعد عقوقًا؟.. علماء الأزهر يوضحون
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

هل عدم طاعة الوالدين في الزواج يُعد عقوقًا؟.. علماء الأزهر يوضحون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار سؤال "هل عدم طاعة الوالدين في الزواج من العقوق؟" جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية والاجتماعية، في ظل تزايد حالات تدخل الأهل في اختيار شريك الحياة، ورفض الأبناء لهذه التدخلات بدافع الحفاظ على حريتهم الشخصية وحقهم في تقرير مصيرهم العاطفي.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الشريعة الإسلامية منحت الفتاة الرشيدة حقها الكامل في اختيار زوجها، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ حين جعل أمر الزواج بيد الفتاة التي رفضت من أراد والدها تزويجها به. وأوضح أن عدم طاعة الوالدين في هذا السياق لا يُعد عقوقًا، مستدلًا بقول الله تعالى: "فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا"، مما يدل على أن البر لا يعني الطاعة المطلقة.

وأضاف جمعة أن مخالفة رأي الوالدين في الزواج لا تنفي البر بهما، خاصة إذا كان الرفض مبنيًا على أسباب منطقية أو مشاعر شخصية، مشيرًا إلى أن الحكمة تقتضي التأمل في رأي الأهل دون أن يكون ذلك ملزمًا شرعًا.

من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأصل في طاعة الوالدين أنها واجبة، إلا إذا كانت في معصية أو تعنت غير مبرر. فإذا رفض الوالدان زواج الابن أو الابنة دون سبب شرعي، ومع وجود حاجة حقيقية للزواج، فلا إثم في مخالفة رأيهما. أما إذا كان الرفض متعلقًا بشخص معين مع قبولهم لغيره، فإن طاعتهما تكون لازمة، ومخالفتها تُعد معصية.

طاعة الوالدين

 

وفي المقابل، أشار بعض الفقهاء إلى أن طاعة الوالدين في ترك الزواج من شخص معين واجبة، ما لم يخشَ الابن أو البنت الوقوع في الحرام، مستشهدين بحديث النبي ﷺ لعبد الله بن عمر حين أمره بطلاق زوجته نزولًا عند رغبة والده عمر بن الخطاب.

ويظل التوازن بين البر بالوالدين وحق الأبناء في اختيار شريك حياتهم من القضايا الدقيقة التي تتطلب فقهًا عميقًا، ومراعاة للظروف الشخصية، مع التأكيد على أن البر لا يعني الإذعان، وأن الحوار والتفاهم هو السبيل الأمثل لتجاوز مثل هذه الخلافات.