< المهندس محمد الفيشاوى يكتب: العناد وأنواعه وكيفية معالجته
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

المهندس محمد الفيشاوى يكتب: العناد وأنواعه وكيفية معالجته

المهندس محمد الفيشاوى
المهندس محمد الفيشاوى

العناد سلوك شائع فى مجتمعاتنا، وهو ليس نمطًا واحدًا كما قد يبدو للكثيرين.وهو آفة اجتماعية تظهر فى ثلاثة أنواع مختلفة: عناد نفسي، وعناد عقلي، وعناد مختلط يجمع بين النفسى والعقلى.
إن فهم هذه الأنواع يقشع الضباب عن  الكثير من مشكلات التواصل لتحقيق المودة بين الناس.

العناد النفسي


هو عناد ينطلق من مشاعر داخلية مضطربة ؛ غضب، حساسية، جرح قديم، إهانة،خيانة، أو رغبة في إثبات الذات.
صاحبه لا يرفض الفكرة لضعفها، بل لكراهيته أو انزعاجه من الشخص الذي يطرحها.
علاماته: الانفعال، الحساسية، رفض الآخر والتمسك برأيه بغباء واضح وفحش ظاهر.
علاجه: المصالحة،الطبطبة،التقدير والحترام، التهدئة، الاعتذار عن خطأ سابق والاستماع والإنصات قبل محاولات الإقناع.

العناد العقلي


هو عناد مبني على قناعة فكرية يراها الشخص صحيحة هنا يكون الرفض منطقيًا لا عاطفيًا.
صاحبه عنيد أيضا ولكنه هادئ، ولا يغير رأيه إلا بحجة أقوى.
علاماته: الحجج المنطقية، النقاش الهادئ، الإصرار على الرأي، دون محاولة لفهم حجج الآخر وأدلته، فهو أيضا عنيد ويجتهد ليبرر موقفه
علاجه: تقديم أدلة منطقية وجره إلىحوار عقلاني يحترم منطقه.

العناد المختلط


هو أعقد الأنواع فهو  يبدأ عادةً بدافع نفسي، ثم يضيف العقل إليه مبررات عقلية ليبدو الرفض منطقيًا، رغم أن جذوره وعاطفية.
مثاله: شخص يشعر بالتقليل (دافع نفسي)، فيرفض فكرة ما مبررًا ذلك بحجج منطقية صنعتها مشاعره الجريحة.
وزوجة ترفض الخروج مع زوجها لحضور حفل زفاف أو مناسبة ما،لأنه أهانها من زمن طويل، مبررة ذلك بأن سكرها أو ضغطها مرتفع.
علاجه: الاعتذار وطلب العفو والسماح  أولًا، ثم الحوار العقلي والاقناع.

العناد ليس سلوكًا واحدًا، بل ثلاثة وجوه تختلف في دوافعها وطرق التعامل معها.
النفس يُهدّئها الاحتواء، والعقل يُقنعه البرهان، والعناد المختلط يحتاج إلى فهم المشاعر قبل مناقشة الأفكار.
إننا حين ندرك هذا التنوع، فإن علاقاتنا تصبح أكثر فاعلية وتواصلنا أكثر نفعا، ويصبح الحوار أقرب إلى الفهم والقبول لا إلى الخلاف والصدام.

مهندس محمد الفيشاوى
خبير التنمية البشرية 
دراسات عليا من المعهد العالى للدراسات الإنسانية.