مبعوث ترامب: حرب السودان "أكبر أزمة إنسانية في العالم" وواشنطن تدفع نحو هدنة عاجلة
وصف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا، مسعد بولس، الوضع الحالي بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكدًا أن أزمة السودان تجاوزت الحدود المتوقعة للمأساة الإنسانية، وأن الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب تحركًا دوليًا سريعًا لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين.
وقال إن استمرار حرب السودان يضع البلاد على حافة الانهيار، مشددًا على أن وقف إطلاق النار بات ضرورة عاجلة.
وأوضح بولس، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من الدوحة، أن مشاهد العنف والانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر خلال الأسابيع الماضية تكشف الحجم الحقيقي للكارثة، مؤكدًا أن أزمة السودان أصبحت بالفعل "الأسوأ عالميًا" وأن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تجاهل حجم الأزمة الإنسانية في السودان، وأضاف أن ما وقع في الفاشر يُظهر مدى خطورة الأوضاع واتساع رقعة الجرائم.
تصاعد العنف في الفاشر يعمّق أزمة السودان
اندلعت حرب السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ومنذ انطلاق الحرب، قُتل عشرات الآلاف، فيما نزح أكثر من 12 مليون شخص، لتصبح الأزمة الإنسانية في السودان إحدى أكبر موجات النزوح عالميًا، وتتحول أزمة السودان إلى مأساة إقليمية تهدد الاستقرار في المنطقة.
وفي أكتوبر الماضي، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر بعد حصار استمر 18 شهرًا. وأظهرت تقارير حقوقية أن السيطرة على المدينة ترافقت مع انتهاكات واسعة، شملت عمليات قتل جماعي وجرائم عنف جنسي، ما أدى إلى تفاقم أزمة السودان ودفع المجتمع الدولي إلى التحذير من اتساع دائرة الفظائع في دارفور، خصوصًا في الفاشر التي أصبحت رمزًا لتدهور الوضع خلال حرب السودان.
واشنطن تدفع نحو هدنة إنسانية
وأكد بولس أن واشنطن تضغط على طرفي الصراع لقبول هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، بهدف تخفيف آثار الأزمة الإنسانية في السودان. وقال إن المقترح يجري نقاشه مع الأطراف كافة، لكنه أولوية قصوى مع استمرار تدهور الوضع نتيجة حرب السودان. ورغم إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على الهدنة، فإن الحكومة الموالية للجيش رفضت وقف القتال، ما يعقد فرص التوصل إلى تسوية عاجلة.
جهود إقليمية لإحياء السلام
وشدد بولس على أن الولايات المتحدة، بالشراكة مع السعودية والإمارات ومصر، ما زالت تعمل على تثبيت وقف لإطلاق النار يعقبه مسار سياسي جديد، بعيدًا عن طرفي الحرب، بهدف احتواء أزمة السودان ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان. ويؤكد خبراء أن استمرار القتال، خصوصًا في دارفور ومدينة الفاشر، ينذر بانهيار الدولة ويخلق بيئة خصبة لعودة التطرف، في ظل اتساع نفوذ قوات الدعم السريع وتواصل حرب السودان بلا أفق واضح.