معاناة سكان دار مصر بمدينة 15 مايو من أزمة المياه منذ 4 سنوات
منذ بدء تسليم مشروع دار مصر بمدينة 15 مايو في عام 2020، يعيش مئات الأسر داخل الكومباوند معاناة يومية بسبب ضعف وانقطاع المياه، وهي مشكلة لم تفلح الشكاوى المتكررة ولا الوعود الرسمية في وضع نهاية لها، رغم مرور أكثر من أربع سنوات على تشغيل المشروع.
أزمة متواصلة تعطل حياة السكان
حسب روايات عدد كبير من القاطنين، فإن المشكلة ليست وليدة الأيام الأخيرة، بل بدأت مع أولى مراحل تسليم الوحدات، لتتحول إلى أزمة يومية تزداد حدتها مع الوقت، بعدما ظل ضغط المياه ضعيفًا وغير مستقر، خاصة خلال أغلب ساعات اليوم.
وتظهر معاناة أكبر لدى سكان الأدوار العليا، من الدور الثالث علوي وحتى الخامس علوي، الذين أكدوا أن المياه لا تصل إلى شققهم إلا لساعات قليلة وبضغط يكاد لا يكفي أبسط الاستخدامات المنزلية، ما اضطر البعض إلى تركيب مواتير إضافية وتحمل تكاليف صيانة لا تنتهي.
المشكلة في البنية الأساسية
عدد من سكان المشروع من المهندسين المتخصصين في أعمال المرافق أكدوا أن مشكلة المياه لها ارتباط مباشر بمستوى الضغط والتغذية المائية الداخلة للمشروع، مؤكدين أن البنية الأساسية الحالية لا تتناسب مع حجم وعدد الوحدات المُسلمة، مما خلق فجوة بين الاحتياج الفعلي وما هو متاح من مياه.
المفارقة: الجهاز حصل على تكلفة المرافق بالكامل
ويعبر السكان عن استيائهم من أن الجهاز قام بتحصيل تكلفة خطوط التغذية والصرف الصحي والغاز كاملة قبل التسليم، باعتبارها جزءًا من ثمن الوحدة، ما يجعل استمرار الأزمة رغم ذلك أمرًا غير مبرر من وجهة نظرهم.
يقول أحد الملاك: "دفعنا ثمن مرافق كاملة وخدمة مستقرة، لكننا نستلم شققًا بلا مياه كافية… كيف تكون الحياة طبيعية في ظل هذا الوضع؟".
رغبة في الرحيل… ومقارنة بمناطق أخرى
يشير عدد من السكان إلى أن استمرار المشكلة لسنوات جعل كثيرين يفكرون جدّيًا في الانتقال للعيش في مناطق أخرى أكثر استقرارًا، مؤكدين أن مشروعات أخرى يشرف عليها الجهاز نفسه لا تعاني من مثل هذه الأزمات، ويتم تسليمها بمستوى خدمات أعلى.
سكان المشروع: نريد حلولًا حقيقية لا وعودًا جديدة
يطالب الأهالي الجهاز المختص بوضع حل هندسي جذري يتضمن رفع ضغط المياه وضمان وصولها لجميع الأدوار على مدار الساعة، وإعلان خطة واضحة بجدول زمني محدد، بدلًا من الاعتماد على الحلول المؤقتة.
مطالب رسمية من الأهالي
السكان حدّدوا عدة مطالب ضرورية، أبرزها علاج مشكلة الضغط المنخفض ورفع كفاءة شبكة المياه داخل المشروع، وتوفير مصادر تغذية مناسبة لحجم المشروع الفعلي، ومراجعة شاملة لشبكات المرافق لضمان مطابقتها للمواصفات، وإبلاغ السكان بخطة زمنية واضحة تُنهي الأزمة جذريًا.
ويأمل السكان أن تتحرك الجهات المسؤولة بشكل عاجل لوضع نهاية حقيقية لأزمة مستمرة منذ أربع سنوات، حفاظًا على حياة الأسر واستقرارهم، ووضع المشروع في مستوى لائق يتناسب مع قيمته وطبيعة السكن فيه.