< أزمة علاج.. مأساة الحاجة سعاد رجب بين الورم الخبيث وتعطّل الجرعات في حلوان
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

أزمة علاج.. مأساة الحاجة سعاد رجب بين الورم الخبيث وتعطّل الجرعات في حلوان

الحاجة سعاد رجب
الحاجة سعاد رجب

في أحد شوارع عرب الوالدة بحلوان، تعيش الحاجة سعاد رجب، الموظفة بجامعة حلوان التي قضت أكثر من ثلاثة عقود في خدمة العمل الحكومي، ملتزمة بالتأمينات والاستقطاعات الشهرية، دون أن تتوقّع يومًا أن يأتي وقت تحتاج فيه إلى علاج ينقذ حياته فلا تجده.

اكتشاف الورمد وبداية رحلة العلاج

في شهر يوليو الماضي، اكتشف الأطباء إصابة الحاجة سعاد بورم خبيث يستلزم علاجًا كيماويًا منتظمًا من خلال ٨ جرعات، تُعطى كل ٢١ يومًا وفق البروتوكول الطبي المعتمد.

وبالفعل بدأت رحلة العلاج، وتلقّت الجرعات الثلاث الأولى في مستشفى النصر للتأمين الصحي، وسط معاناة جسدية ونفسية كبيرة، لكنها كانت متمسكة بالأمل.

الجرعة الرابعة بداية الانهيار

قبل ١٣ يومًا من اليوم، كان موعد الجرعة الرابعة، وهي جرعة محورية في خطة العلاج، ولا يجوز تأجيلها طبيًا لمدة طويلة حتى لا تتأثر نتيجة البروتوكول بالكامل.

لكن المفاجأة التي لم تتوقعها: الجرعة غير متوفرة في مستشفى النصر، بهذه الجملة انتهى الأمل المؤقت، وبدأت معركة جديدة… بين حياة تتعلق بعلاج غير موجود، وبين نظام علاجي يحمّل المرضى أكثر مما يحتملون.

ورغم محاولاتها المتكررة للسؤال والمتابعة، ظل الرد واحدًا: "استني لما الجرعة توصل"، دون تحديد يوم أو موعد أو حتى تفسير.

معاناة داخل المستشفى: ساعات انتظار بلا معنى

تحكي الحاجة سعاد أنها كانت تقطع يومها كاملًا داخل المستشفى دون سبب منطقي، تصحو قبل الفجر، وتصل ٧ صباحًا إلى مستشفى النصر، على أمل أن يتم إدخالها للطبيب في وقت مناسب.
لكنها تقول: "ما يدخّلونيش للدكتور غير الساعة ٤ العصر… أقعد بالساعات على الكرسي، تعبانة ومش قادرة… كل ده وأنا مؤمَّن عليّا بقاله أكتر من ٣٠ سنة!"

تصف الأمر بأنه "إهانة" قبل أن يكون "تقصيرًا". فالمريضة التي يفترض أن تحصل على دعم نفسي، وجلسات علاج في مواعيد دقيقة، أصبحت تقف في طوابير مرهقة، في مستشفيات يفترض أنها خُصصت لتخفيف الألم… لا زيادته.

أكثر من ثلاثين عامًا من الخصك ولا علاج عند الحاجة

الحاجة سعاد ليست حالة فردية، بل نموذج لمئات المرضى الذين دفعوا اشتراكات التأمين الصحي لعشرات السنين، ووقّعوا على خصومات شهرية إجبارية من رواتبهم، على أمل أن يجدوا رعاية طبية محترمة عند الحاجة.

لكن عندما جاء وقت العلاج الحقيقي، لم تجد سوى أبواب مغلقة، وجرعة مفقودة، وإجابات مبهمة.

استغاثة إلى رئيس الجمهورية

توجّه الحاجة سعاد، وأسرتها، وذووها، بنداء عاجل إلى السيد رئيس الجمهورية، وإلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة، وهيئة التأمين الصحي، للتدخل الفوري لتوفير الجرعة الرابعة بشكل عاجل حتى لا تتدهور حالتها، ومراجعة ملفها الطبي بالكامل داخل مستشفى النصر، وفتح تحقيق إداري في سبب تأخر الجرعات وطول فترات الانتظار، ووقف تكرار هذه المأساة مع أي مريض آخر.

المرض لا ينتظر والدواء ليس رفاهية

الوضع الصحي للحاجة سعاد يحتاج تدخلًا فوريًا، لأن تأخير العلاج الكيماوي لا يعني فقط تعطيل الجرعة بل يعني تهديدًا مباشرًا لحياتها.