< ماذا يحدث في أدمغة مشجعي كرة القدم عند خسارة فريقهم؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

ماذا يحدث في أدمغة مشجعي كرة القدم عند خسارة فريقهم؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في تجربة علمية جديدة، قام علماء في تشيلي بمسح أدمغة مشجعي كرة القدم لمعرفة كيف يتغير تدفق الدم أثناء مشاهدتهم فوز فريقهم أو خسارته.

وجد الخبراء أن رؤية فريقهم يُسجل تعمل على تنشيط منطقة في الدماغ المرتبطة بالمكافأة، مُطلقةً مواد كيميائية مُمتعة مثل الدوبامين، ولكن عندما يخسر فريقهم، تُحفز منطقة أخرى من الدماغ مسؤولة عن التأمل.

بعبارة أخرى، يشعر مشجعي كرة القدم بالسعادة عندما نشاهد فريقنا يُسجل هدفًا، ولكن عندما نرى منافسي فريقنا يُسجلون هدفًا، نحاول تبرير ذلك.

تعليق الباحثين على الدراسة

يرى الباحثون أن التفاني الشديد يؤثر على النشاط العصبي، فمع تحقيق فوز كبير، تتضاعف دائرة المكافأة في الدماغ مقارنةً بانتصارات الفرق غير المنافسة، والأهم من ذلك، أن هذه الدوائر تتشكل في مرحلة مبكرة من الحياة.

ويقول الخبراء إن السلوكيات الاجتماعية والنفسية عند مشجعي كرة القدم خضعت للدراسة بشكل شائع، ولكن ربما تم إغفال آثار هذه الرياضة على الدماغ.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بتجنيد 60 رجلًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا، وكانوا من مشجعي ناديين تشيليين متنافسين.

ووفقًا للخبراء، يُعرف مشجعو كرة القدم بشكل خاص بولائهم وحماسهم لفريقهم في أمريكا الجنوبية وأوروبا مقارنةً ببقية العالم، مما يجعلهم عينة مثالية لنشاط الدماغ.

وشاهد المشاركون مجموعة من أبرز اللقطات التي تضمنت 63 هدفًا، شملت فريقهم المفضل، أو منافسهم، أو فريقًا محايدًا.

وشهد المشاركون فوزًا كبيرًا لفريقهم على غريمهم اللدود، وهزيمةً نكراء أمامه - ما قد يصفه الخبراء بـ "الهزيمة الساحقة".

وأثناء مشاهدة المشاركين، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير تقيس نشاط الدماغ من خلال رصد التغيرات في تدفق الدم.

كما قيّم الفريق مستويات "التعصب" الكروي لديهم - بما في ذلك "الميل إلى العنف" و"الشعور بالانتماء" - من خلال إخضاعهم لاستبيان من 13 بندًا.

وأظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن نشاط الدماغ تغير بشكل كبير "في غضون ثوانٍ" عند نجاح فريق المشجع أو فشله.

وعندما يفوز فريق شخص ما، يتم تنشيط نظام المكافأة في الدماغ - المسؤول عن خلق مشاعر المتعة والتحفيز.

وعندما يقول العلماء إن جزءًا من الدماغ ينشط، فهذا يعني أن الخلايا العصبية في تلك المنطقة تعمل بجهد أكبر، وبالتالي تحتاج إلى تدفق دم أكبر، مما يؤدي إلى إطلاق نواقل عصبية مثل الدوبامين والأستيل كولين.

في هذه الأثناء، عندما يخسر فريق الشخص، يمكن تنشيط "شبكة التعقل" - وهي مجموعة أخرى من مناطق الدماغ المنسقة.

وتدعم شبكة التعقل القدرة على التفكير في الحالات العقلية للذات وللآخرين؛ لذا فإن تنشيط هذه الشبكة يمكن أن يدفع المشجع إلى "حالة تأمل" قد تخفف من ألم الخسارة.

ومن غير المستغرب أن يكون النشاط في مناطق نظام المكافأة في الدماغ أعلى عندما تسجل فرق المشاركين ضد منافسين بدلًا من غير المنافسين.

يشير هذا إلى أن الدماغ سيكافئ مشجع النادي الأهلي، على سبيل المثال، بمواد كيميائية أكثر متعة إذا سجل ضد الزمالك أو بيراميدز مقارنةً بفرق أقل.

ماذا يحدث أثناء الخسارة؟

أثناء الخسارة، يحدث تثبيط للمحور الدماغي الذي يربط الجهاز الحوفي (المسؤول عن المشاعر الأساسية كالمتعة والغضب) بالقشرة الجبهية (المعروفة بوظائف أعلى مستوى مثل اتخاذ القرار وحل المشكلات وتنظيم المشاعر).

نتيجةً لذلك، قد يُعيق هذا الآلية التي تُنظم التحكم المعرفي، مما يزيد من احتمالية الوقوع في سلوكيات مُخربة أو عنيفة.