< رواية عائلية تتحول إلى ورطة فنية.. القصة الكاملة لأزمة ياسر جلال في الجزائر
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

رواية عائلية تتحول إلى ورطة فنية.. القصة الكاملة لأزمة ياسر جلال في الجزائر

ياسر جلال
ياسر جلال

أثار الفنان ياسر جلال جدلًا واسعًا خلال الساعات الأخيرة، بعد تصريح أدلى به في مهرجان وهران السينمائي الدولي بالجزائر، تَحدث فيه عن مشاركة قوات جزائرية في حماية المصريين عقب حرب 1967، وهو ما اعتبره كثيرون "مغالطة تاريخية"، ليتعرض بعدها لهجوم واسع عبر مواقع التواصل، قبل أن يخرج معتذرًا ويوضح حقيقة المعلومة.

بداية الأزمة.. تصريح مثير للجدل في مهرجان وهران

خلال كلمته أثناء تكريمه في ختام مهرجان وهران السينمائي، تحدث ياسر جلال عن العلاقة التاريخية التي تجمع مصر والجزائر، معبّرًا عن فخره بالتواجد في الجزائر تزامنًا مع ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية.

وخلال كلمته، قال جلال: "بعد حرب 67، كان في إشاعة إن إسرائيل هتعمل إنزال في ميدان التحرير وتعمل أعمال تخريبية، فالجزائر بعتت جنود صاعقة جزائريين، بقوا ماشيين في ميدان التحرير في وسط البلد، عشان يحموا المواطنين".

وأضاف أنه تربى على حب الجزائر، وأن والده المخرج الراحل جلال توفيق كان يحكي له دائمًا عن سوريا والجزائر ونضالهما ضد الاحتلال.

انتقادات حادة على مواقع التواصل

تصريح ياسر جلال لم يمر مرور الكرام، إذ أثار ردود فعل غاضبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الشخصيات العامة الذين اعتبروا كلامه "إهانة لرجال مصر" و"تزويرًا للتاريخ".

وكتب الصحفي راجي عامر عبر صفحته على فيسبوك: "منتشر فيديو للفنان ياسر جلال من مهرجان وهران السينمائي يتحدث عن حبه للجزائر وهذا أمر جيد فلا خلاف مصري جزائري.. لكن الأمر المفزع هو اختلاقه قصة عن وجود قوات صاعقة جزائرية في ميدان التحرير المصري بعد نكسة 67 أرسلتهم الجزائر لحماية نساء ورجال مصر على حد قوله.. وهي كذبة تاريخية وقحة".

وأضاف: "لم تكن مصر بلا رجال بعد هزيمتها لتكون في حاجة لاستقدام رجال من دول أخرى لحمايتها.. ولم يكن رجال مصر يختبئون منتظرين لاستقدام أحدهم لحماية نساء مصر.. الحقيقة إننا انهزمنا بمؤامرة غربية دعمتها أطراف عربية لكننا استطعنا الصمود والمقاومة رغم النكسة.. واستردت مصر سريعا عافيتها في حرب الاستنزاف.. ثم حققت نصرها العظيم في أكتوبر".

واختتم منشوره قائلًا: "أتمنى أن يعي الفنانين في مصر كونهم جزء من قوتنا الناعمة وأن يكون هناك حرص عند إدلاء التصريحات.. ولا داعي لكي تكون المجاملات على حساب تزييف التاريخ أو إهانة ذاكرة الشعب المصري !".

راجي عامر يعلق على أزمة ياسر جلال

بينما هاجمه المنتج محمد العدل قائلًا: "عندنا أزمة في ثقافة فنانين هذا الزمن إلا من رحم ربى.. شوفوا الخيبة اللي بقينا فيها، تخيلوا ده مكان نور الشريف، ومحمود ياسين، وأحمد زكي، وعادل إمام".

محمد العدل يعلق على أزمة ياسر جلال

أما النائب محمود بدر فوصف ما قاله جلال بأنه: "سقطة كبيرة جدًا ومغالطة تاريخية كبرى"، مؤكدًا أنه لا يوجد أي مصدر أو كتاب تاريخي ذكر إرسال الجزائر قوات لحماية ميدان التحرير، قائلًا: "لو عايز يجامل الجزائر، يجاملها بكلام بعيد عن مصر وتاريخها وجيشها العظيم".

محمود بدر يعلق على أزمة ياسر جلال

ياسر جلال يعتذر: المعلومة لم تكن دقيقة

بعد تصاعد الجدل والهجوم، خرج ياسر جلال في مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على إنستجرام لتوضيح حقيقة ما قاله، مقدمًا اعتذارًا رسميًا.

وقال جلال في الفيديو: "من كام يوم في مهرجان وهران، وأنا بتكرم قلت إن والدي حكى لي زمان إن بعد حرب 67، كان فيه إشاعة إن إسرائيل هتعمل إنزال في ميدان التحرير، علشان تعمل أعمال تخريبية".

وأضاف: "وقلت إن الجزائر بعتت عساكر علشان تحمي المواطنين المصريين، ووالدي اللى حكى لي الكلام ده، إن فترة بعد الحرب، كان فيها كلام كتير وشائعات، من هنا وهنا.. وارد والدي يكون اختلط عليه الأمر، والموضوع لم يكن دقيق أو صح بالنسبة له، وحكى لي الموضوع، وامبارح شفت في الفضائيات بعض السادة المتخصصين، قالوا إن المعلومة دي خطأ".

وتابع ياسر جلال حديثه في الفيديو:" أنا بعتذر عن الكلام اللي قلته، ولكن ربنا سبحانه وتعالى أعلم إن نيتي في الموضوع ده كنت أقصد بها إننا نقرب من بعض، وإني كفنان سفير بلدي، أسعى لتقريب مشاعرنا من بعض بين الشعبين المصري والجزائري، لكن أعتذر لكل الناس عن التصريح، وفخور إن كل الناس في بلدي غيورة على مصر وجيش مصر".

واختتم قائلا: "حقكم عليا وأنا آسف، وأنا قلت إن والدي اللي حكى لي، ومش مسؤول ما، ولا حاجة، ولكن حاجة سمعتها من والدي وأنا صغير، وحبيت أقولها في مناسبة، لكن واضح أني غلطت وأخطأت وأعتذر".

ردود الأفعال بعد الاعتذار

بعد الفيديو، تباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما رأى البعض أن اعتذار ياسر جلال كافٍ ويعكس أخلاقه واحترامه للجمهور، اعتبر آخرون أن الواقعة تؤكد ضرورة تحري الدقة لدى الفنانين أثناء تصريحاتهم، خاصة في القضايا التاريخية والوطنية الحساسة.

كما دعا بعض النقاد إلى تقديم دورات توعوية للفنانين حول التاريخ والسياسة العامة، نظرًا لتأثيرهم الكبير على الجمهور باعتبارهم جزءًا من "القوة الناعمة" لمصر.

تحولت واقعة تصريح ياسر جلال إلى جدل وطني وإعلامي واسع، جمع بين الغضب والدفاع، لتكشف مرة أخرى عن حساسية الحديث عن التاريخ الوطني وضرورة التحقق من المعلومات قبل تداولها، خصوصًا حين تصدر من شخصيات عامة ذات تأثير كبير.

وفي النهاية، أغلق ياسر جلال الباب باعتذاره وتوضيحه، مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة، بل أراد التعبير عن تقديره للعلاقات بين مصر والجزائر.