علي جمعة: السخرية ليست من خُلق المؤمن.. والتوبة واجبة لمن وقع فيها
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن السخرية من المؤمنين في ذواتهم أو أفعالهم أو آرائهم تُعد من السلوكيات المحرّمة شرعًا، مشيرًا إلى أن الإسلام نهى عنها بشكل قاطع، واعتبرها من صفات الجاهلية والظلم.
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، استشهد جمعة بقول النبي ﷺ لسيدنا أبي ذرٍّ رضي الله عنه: «إنك امرؤٌ فيك جاهلية»، عندما سخر من الصحابي بلال رضي الله عنه، مؤكدًا أن الوقوع في السخرية قد يكون عارضًا أو يتحول إلى مرض، وفي كلا الحالتين يجب المبادرة بالتوبة والاستغفار والاعتذار لمن وقع عليه الأذى.
السخرية ليست من خُلق المؤمن
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أمر بترك أهل السخرية جانبًا، والمضي في طريق الحق، قائلًا: "الله مقصودي، ورضاه مطلوبي"، مشددًا على أن من لم يتب من هذا الفعل فقد ارتضى لنفسه أن يكون في دائرة الظالمين، والظلم ظلمات يوم القيامة.
واستعرض علي جمعة آيات قرآنية تُدين السخرية والاستهزاء، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾ (المطففين: 29–36)،
وقوله تعالى في قصة نوح عليه السلام: ﴿إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ (هود: 38).
وأشار إلى أن علاج هذه الآفة يبدأ بالوعي بأن الاستهزاء يُخزي صاحبه أمام الله، وأن الإيمان باليوم الآخر هو ما يضبط سلوك الإنسان في الدنيا، داعيًا إلى مقاطعة من يتمادى في السخرية، وعدم الانشغال بكلامه، لأنه من اللغو الذي لا ينفع.
وختم علي جمعة حديثه بالتحذير من الاستهانة بهذه السلوكيات، قائلًا: "معظم النار من مستصغر الشرر"، في إشارة إلى خطورة ما قد يبدو بسيطًا من أفعال، لكنه يحمل آثارًا عظيمة في ميزان الأخلاق والدين⁽¹⁾.