أبو القمصان: قضية مدرسة كابيتال الدولية أمام جنايات الطفل.. حق كرما لازم يرجع
قالت الدكتورة نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، إن قضية الاعتداء على الطفلة كرمة، تلميذة الصف السادس الابتدائي بمدرسة كابيتال الدولية في التجمع الخامس، تمّت إحالتها رسميًا إلى محكمة جنايات الطفل، نظرًا لأن المتهمات الثلاث لم يبلغن 18 عامًا بعد.
وأضافت أبو القمصان أن أولى جلسات المحاكمة شهدت استماع المحكمة إلى مرافعة الدفاع عن المجني عليها كرمة، بينما رفضت سماع دفاع المتهمات لعدم حضورهن، ما يعني إمكانية محاكمتهن غيابيًا وتوقيع أقصى العقوبات، التي قد تصل إلى الحبس أو الإيداع في دار تأهيل، مع نقل المتهمات إلى السجن بعد بلوغهن سن الرشد لاستكمال العقوبة.
وأوضحت أن الواقعة التي هزّت الرأي العام بدأت عندما اعتدت ثلاث طالبات في المرحلة الثانوية (راوية وسارا وصديقتهن نور) على الطفلة كرمة داخل المدرسة، وهو الفيديو الذي أثار غضبًا واسعًا بعد أن ظهرت مديرة المدرسة في مقطع آخر وهي تهاجم وزير التربية والتعليم أثناء التحقيقات.
وخلال مرافعتها، أكدت الدكتورة نهاد أبو القمصان على أن الجريمة وقعت في مكان يُفترض أنه آمن، مشيرة إلى أن العدوان الذي ارتكبته المتهمات كان ممنهجًا وليس انفعاليًا، ومتكررًا ومقصودًا لإذلال الضحية، وهو من أخطر أنماط العنف المراهقي.
وأشارت إلى أن الهجوم تم بشكل جماعي فيما يُعرف في علم النفس بـ«Group Aggression»، وهو سلوك يولّد شعورًا زائفًا بالقوة ويُفقد مرتكبيه الإحساس بالذنب.
وأضافت أن المتهمات لم يُبدين أي ندم بعد الواقعة، ما يعكس غياب الإحساس الإنساني ويمثل مؤشرًا خطيرًا قد يقود إلى سلوك إجرامي مستقبلي إن لم تتم معالجته نفسيًا وسلوكيًا.
وقالت أبو القمصان: «طلبنا من المحكمة توقيع أقصى عقوبة ليس بدافع الانتقام، وإنما بدافع الردع والتأهيل، لأن حماية الأطفال والمجتمع تبدأ من مواجهة العنف بحزم وعدالة».
وأكدت أن العدالة ليست ضد المتهمين الصغار، بل ضد العنف الذي يكسر حدود الأمان داخل المدارس، مضيفة أن «حق كرمة هو حق لكل طفل في أن يعيش في بيئة تعليمية آمنة خالية من التنمر والاعتداء».
واختتمت حديثها قائلة: «دي مش قضية بنت واحدة.. دي قضية مجتمع كامل بيقول (لأ) للعنف في المدارس، وبيطالب بتربية تحمي أولادنا من العدوان قبل ما يتحول لجريمة».