< معارض شرس لترامب..قصة زهران ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

معارض شرس لترامب..قصة زهران ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك

معارض شرس لترامب..قصة
معارض شرس لترامب..قصة زهران ممداني أول عمدة مسلم لنيويورك

فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني، المعارض الشرس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيسا لبلدية نيويورك، بعد تفوقه على حاكم الولاية السابق أندرو كومو، والجمهوري كورتيس سيلوا، أثار الكثير من الجدل لا سيما وأنه أول حاكم مسلم يفوز بهذا المنصب الرفيع.

فمن هو زهران ممداني وما قصته؟ 

ولد زهـران ممداني عام 1991 في كمبالا، عاصمة أوغندا، لأسرة أكاديمية وثقافية مرموقة، ونشأ في بيئة نخبوية، درس في مدرسة Bank Street الخاصة التي تُعد من أغلى المدارس الابتدائية في نيويورك، ثم التحق بمدرسة Bronx High School of Science العامة المرموقة، قبل أن يدرس “الدراسات الإفريقية” في كلية Bowdoin في ولاية مين، وهي من كليات الصفوة في الولايات المتحدة.

نال الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد عامين فقط فاز في انتخابات الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، متغلبًا على نائب شغل المنصب خمس فترات متتالية.

وصفه تقرير فوربس، “اختار أن ينحاز إلى الفقراء لا إلى النخبة التي وُلد منها”، فبعد تخرجه عام 2014، جرّب العمل في مواقع تصوير أفلام والدته، وخاض تجربة فنية قصيرة في موسيقى الراب تحت اسمي “Young Cardamom” و“Mr. Cardamom”، قبل أن يتجه إلى العمل المجتمعي والسياسة المحلية.

والدته هي المخرجة الأمريكية الهندية ميرا ناير، صاحبة أفلام شهيرة حصدت جوائز دولية كبرى، أبرزها فيلم Salaam Bombay "بطولة دينزل واشنطن"، الذي رُشّح لجائزة الأوسكار، وMonsoon Wedding الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2001.

أما والده محمود ممداني، فهو أستاذ في جامعة كولومبيا ومتخصص في دراسات الاستعمار والنزاعات الإفريقية، ويُعد من أبرز المفكرين في مجاله. وتشير بيانات فوربس إلى أن دخله السنوي يتراوح بين 200 و300 ألف دولار، بينما لا تزال الأسرة تقيم في شقة تابعة للجامعة في أبر ويست سايد، كان إيجارها يبلغ نحو 6000 دولار في عام 2017.

أما زوجته فهي راما دوجي، التي  ولدت، في هيوستن، وتنحدر من أصل سوري، وانتقلت إلى دبي عندما كانت في التاسعة من عمرها.

وتخرجت من جامعة فيرجينيا كومنويلث في سنة 2019 بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في فنون الاتصال.

وفي عام 2021، انتقلت إلى نيويورك لمتابعة مسيرتها الفنية، وفي نفس العام التقت بزهران ممداني البالغ من العمر 34 عاما.

وفي عام 2024، حصلت راما على درجة الماجستير من مدرسة الفنون البصرية في نيويورك.

وأعلن ممداني علنا خطبتها في فبراير 2024، تزوجا وأقاما حفل زفاف في أوغندا، حيث ولد ممداني، في يوليو 2024.

ومع دخوله قصر غرايسي في نيويورك مطلع عام 2026، سيكون زهـران ممداني أصغر من يتولى منصب عمدة نيويورك منذ عام 1889.

وتشير فوربس إلى أن ممداني سيحافظ على أسلوب حياته المتواضع والبسيط، إذ يخطط للبقاء بلا سيارة، والاكتفاء باستخدام المترو الذي يمر على بُعد ثلاث كتل سكنية فقط من مقر إقامته الرسمي، رغم الامتيازات التي ترافق المنصب من السكن الفخم إلى الراتب المضاعف.

وسيكون التحدي أمامه كبيرًا حيث سيقود أكبر مدينة في العالم الرأسمالي، بينما ينادي بسياسات اشتراكية جذرية تعيد توزيع الثروة وتكبح جماح نفوذ المليارديرات.

 

 

اتهمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه مقيم في الولايات المتحدة بطريقة "غير قانونية"، ودعا بعض الجمهوريين إلى ترحيله.

كما وصفه ترامب بأنه "شيوعي لا يعرف شيئا ولم يعمل يوما في حياته"، ودعا أنصاره للتصويت لصالح كومو المستقل.

ويحظى ممداني بدعم واسع من التقدميين مثل بيرني ساندرز، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، لكن بعض قادة الحزب الديمقراطي رأوا أن أفكاره الاشتراكية "راديكالية".

إذ كان من أبرز المنتقدين لإسرائيل، ووصف الحرب في غزة بأنها "إبادة جماعية"، ودعا إلى قيام دولة فلسطينية "بحقوق متساوية"، وإلى زيادة ضرائب الأثرياء لجعل الحياة أكثر عدلا.

يقول مراقبون إنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء، فحصد نحو 5 ملايين متابع على إنستغرام، و1.6 مليون على تيك توك.

طرح رؤى لمدينة تتضمن حافلات مجانية، ورعاية أطفال مجانية، وشققا جديدة، ورفع الحد الأدنى للأجور، بتمويل من ضرائب جديدة على الأثرياء.

كما وعد بتوظيف آلاف المعلمين الجدد، وإعادة التفاوض على عقود المدينة، وتجميد الإيجارات في المساكن الخاضعة للتنظيم.

وقال لأنصاره بعد الفوز: "لقد انتصرنا لأن سكان نيويورك سمحوا لأنفسهم أن يؤمنوا بأن المستحيل يمكن تحقيقه".

تقول صحيفة الجارديان البريطانية إن "ممداني يشكّل تهديدًا واضحًا للجمهوريين"، وتعتبر أن "انتخابه يُجسّد تحولًا جيليًا وأيديولوجيًا داخل الحزب الديمقراطي، ويجعله أول عمدة مسلم، ومن أصول جنوب آسيوية في تاريخ نيويورك، في لحظة أميركية تتأرجح بين تصاعد القومية البيضاء وحاجةٍ ملحّة إلى التغيير".

من جانبها قالت مجلة "ذا نيويوركر"، تحت عنوان "عهد ممداني بدأ"، إن "خصوم ممداني، حاولوا تشويه سمعته بسبب صِغر سنّه، وقلة خبرته، وانتمائه السياسي اليساري، لكن سكان نيويورك لم يرغبوا في عمدةٍ تقليدي أو سياسيٍّ مخضرم، بل أرادوا زهران ممداني نفسه".

وأضافت المجلة أن "ممداني قدّم نفسه بديلًا نزيهًا لطبقةٍ سياسيةٍ فاسدة"، معتبرةً أن انتخابه شكّل تحولًا في الحياة السياسية للمدينة، إذ وضع فئاتٍ كانت مهمشة سابقًا في قلب المشهد السياسي، وغيّر المفاهيم السائدة حول التحالفات ومشاركة الناخبين.

وقال رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني، أمس الثلاثاء، إن فوزه الحاسم يظهر الطريق لهزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان منتقدا شرسا لسياسات الشاب المسلم الاشتراكي الديمقراطي.

وأوضح ممداني في خطاب النصر أمام مؤدين له: "إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه".

وأضاف أن "نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد بوقف التمويل الاتحادي عن مدينة نيويورك، إذا فاز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب العمدة.

ووصف ترامب في منشور له على منصة تروث سوشيال المرشح ممداني بأنه "شيوعي"، قائلا إنه سيترك المدينة "بفرصة صفر للنجاح أو حتى البقاء".

وأضاف: "إذا فاز ممداني، فمن غير المرجح أن أقدم أي تمويل اتحادي، باستثناء الحد الأدنى الذي يفرضه القانون".