ألم الحمل الذي لا يجب أن تتجاهله النساء أبدًا
يعاني ما بين نصف وثلاثة أرباع الأمهات من ألم الحمل لا يُعالج في معظمه، مما يُسهم في معاناة وأضرار يُمكن الوقاية منها، حيث تتجنب العديد من الأمهات الأدوية والعلاجات أثناء الحمل خوفًا من أن تُسبب ضررًا لجنينهن. ومع ذلك، لا تُدرك معظمهن الأضرار التي قد يُسببها ألم الحمل غير المُعالج.
ليس مجرد "انزعاج" بسيط
كثيرًا ما يُقال للأمهات إن ألم الحمل هو انزعاج مؤقت يصاحب الولادة - وينتهي بمجرد ولادة الطفل، ولكن عندما يستمر الألم وعدم الراحة لدرجة تمنع الأمهات من النوم والعمل ورعاية أطفالهن الآخرين، فإنهن يعانين من ألم يحتاج إلى علاج.
وبالنسبة لبعض الأمهات، لا يزول الألم فجأةً، فعلى سبيل المثال، قد يستمر ألم الظهر والصداع لأكثر من ثلاثة أشهر، ليصبح حالة مزمنة تؤثر على الصحة العامة.
وغالبًا ما تؤدي التغيرات الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل إلى الألم، حيث يحدث ألم الحمل عادةً نتيجة تغيرات هرمونية يمكن أن تسبب الصداع وارتخاء مفاصل الحوض، وهو ما يساهم ارتخاء المفاصل ووزن الجنين في ألم الحوض في الظهر، كما يتسبب وزن الجنين في انحناء العمود الفقري بشكل غير طبيعي، وهي حالة تُسمى القَعْس.
ويزداد ألم الظهر والحوض في الثلث الثالث من الحمل عندما يكون وزن الجنين في ذروته. لهذا السبب، من المهم للغاية أن يصدق الأطباء والأهل الأمهات عند الإبلاغ عن الألم.
أضرار ألم الحمل
تستمر الأمهات في رعاية أطفالهن أو العمل على حساب صحتهن إذا شعرن بعدم وجود خيارات أخرى. ومع ذلك، عندما لا تُلبى توقعاتهن من العمل أو الأسرة أو أنفسهن، قد يشعرن بالذنب لعدم كونهن أمهات أو موظفات جيدات بما فيه الكفاية، ويمكن أن تُسهم هذه الدورة في مشاكل الصحة النفسية.
وعندما يُترك الألم دون علاج، قد تشعر الأمهات بالتهميش وعدم الاستماع إليهن والإرهاق. في المقابل، قد يبدأن بالشعور بالعجز واليأس، وهي أعراض الاكتئاب.
ويمكن أن يؤدي الاكتئاب غير المُعالج أيضًا إلى الانتحار، وهو المسؤول عن 5% إلى 20% من وفيات الأمهات في الولايات المتحدة.
ومن المهم بنفس القدر، أن تُوصف مسكنات الألم الأفيونية أو المخدرة للأمهات الحوامل اللواتي يعانين من ألم شديد. ومع ذلك، تُبلغ واحدة من كل 5 نساء يعانين من الألم عن إساءة استخدام هذه الأدوية الموصوفة أثناء الحمل لتخفيف الألم. وهذا بدوره يزيد من خطر تعرض المواليد الجدد لأعراض انسحاب من هذه الأدوية بعد الولادة، مما يُسبب معاناة كبيرة، وللأسف، أصبحت متلازمة انسحاب الأفيون لدى حديثي الولادة أكثر شيوعًا.