< بعد الإفراج عن «كارثة طبيعية».. لغز تأجيل 4 أعمال فنية ومنع عرضها رغم الانتهاء من تصويرها
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

بعد الإفراج عن «كارثة طبيعية».. لغز تأجيل 4 أعمال فنية ومنع عرضها رغم الانتهاء من تصويرها

النبأ

شهدت الساحة الفنية -خلال الفترة الأخيرة-، تأجيل عرض عدد من الأفلام والمسلسلات الجاهزة التي انتهى صناعها من تصويرها بالكامل لكنها لم تطرح بعد ما جعل الجمهور في حالة ترقب وتساؤل حول أسباب التأجيل، خاصة مع تنوعها بين عقبات إنتاجية وتسويقية أو اعتراضات رقابية ومجتمعية.

وفي هذا السياق، جاء عرض مسلسل «كارثة طبيعية» للنجم محمد سلام على منصة WATCH IT يوم 29 أكتوبر الماضي ليعيد الاهتمام مجددا بهذه الظاهرة باعتباره أحد الأعمال التي تأخر عرضها رغم اكتمالها منذ فترة.

«كارثة طبيعية»

يعد المسلسل نموذجا للأعمال التي انتظرها الجمهور طويلا قبل أن تجد طريقها إلى الشاشة تدور أحداثه على مدار 10 حلقات المسلسل، من تأليف أحمد عاطف، وإخراج حسام حامد، ويُشارك في بطولته كوكبة من النجوم إلى جانب محمد سلام، جهاد حسام الدين وكمال أبورية وحمزة العيلي.

ويعتبر البعض أن عرض «كارثة طبيعية» بداية فعلية لموسم جديد من الأعمال التي طال انتظارها ودفعة لإعادة النقاش حول مصير المشروعات الفنية الجاهزة للعرض التي ما زالت مؤجلة حتى الان.

فيلم «الملحد»

من أبرز تلك الأعمال فيلم «الملحد»، الذي أثار حالة واسعة من الجدل منذ الإعلان عنه بسبب تناوله قضايا دينية واجتماعية حساسة تتعلق بالتطرف الديني والإلحاد والخروج عن الدين.

كان من المقرر عرض الفيلم في دور السينما يوم 14 أغسطس 2024 إلا أن عرضه توقف بعد تقديم دعاوى قضائية طالبت بوقفه وسحب ترخيصه إثر غضب جماهيري واسع بسبب الإعلان الدعائي الذي اعتبره البعض مسيئا للقيم الدينية ومحرضا على الإلحاد.

«أصل الحكاية»

واجه فيلم «أصل الحكاية» بطولة الفنانة شيري عادل تأجيلات متكررة منذ انتهاء تصويره بسبب اعتراض مسؤولي توزيع الأفلام في الخليج على بعض النقاط في قصته.

وكشفت مصادر مقربة من صناع الفيلم، عن أن الحل الوحيد المنتظر لخروج الفيلم إلى النور هو عرضه عبر منصة إلكترونية بدلا من السينمات نظرا للعقبات الخاصة بتوزيعه في الخليج.

وأكدت المصادر، أن العمل يناقش فكرة الغريزة الجنسية وربطها بسلوكيات الشخصيات في الحياة اليومية في إطار من الكوميديا السوداء، مؤكدا أنه ليس فيلما تجاريا بالمعنى التقليدي.

يشارك في بطولته كل من شيري عادل وعابد عناني وخالد الصاوي وبيومي فؤاد ومحمد ثروت وجيسيكا حسام الدين ويوسف عثمان، وعلاء مرسي وكريم عفيفي وهالة فاخر ومحمود حافظ ورانيا شاهين، العمل من تأليف وإخراج محمد أمين.

«الجواهرجي»

على مدار السنوات الأربع الماضية، واجه فيلم «الجواهرجي» بطولة محمد هنيدي ومنى زكي سلسلة من التأجيلات رغم جاهزيته للعرض منذ فترة طويلة.

كان آخر موعد مقرر لعرضه في موسم عيد الأضحى 2025 قبل أن يؤجل إلى نهاية يوليو ثم جاء التأجيل المفاجئ الأخير دون تحديد موعد جديد، ما أثار تساؤلات الجمهور.

تولى المنتج وليد صبري قرار التأجيل وأبلغ دور العرض بذلك دون توضيحات إضافية، فيما أكد محمد هنيدي أن التأجيلات خارجة عن إرادته موضحا حرصه على تقديم عمل مميز خاصة وأن التصوير والترويج للفيلم بدأ منذ عام 2021.

الفيلم من تأليف عمر طاهر وإخراج إسلام خيري ويضم نخبة من النجوم بينهم لبلبة وأحمد صلاح السعدني وتارا عماد وباسم سمرة وعارفة عبد الرسول ووأحمد حلاوة الذي توفي قبل إنهاء مشاهده.

«كل سنة مرة»

رغم انتهاء تصوير مسلسل «كل سنة مرة» منذ نهاية العام الماضي لم يحدد بعد موعد عرضه الرسمي، وحسب التقارير يتوقع عرضه قبل نهاية عام 2025 على إحدى المنصات الرقمية.

يتكون المسلسل من 10 حلقات تدور حول قصة حب تجمع أحمد داود وثراء جبيل في فرقة مسرحية ويواجهان خلالها عدة تحديات تشكل محور الأحداث.

يشارك في بطولته: أحمد بدير ومحمد محمود ومراد مكرم ووفرح يوسف والعمل من تأليف عبد الرحمن جاويش وإخراج يحيى إسماعيل.

أسباب تسويقية

في هذا الصدد، قال الناقد الفني الدكتور طارق سعد، إن الأعمال الفنية قبل عرضها تحصل على موافقة الرقابة للمرة الثانية بعد التصوير بخلاف الموافقة الأولى على السيناريو وقد تضع الرقابة ملاحظات وإذا لم يتم التعامل معها يُتخذ قرار بوقف العمل مؤقتا حتى يُعرض بالشكل المتوافق عليه.

وأضاف «سعد» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن هذه الحالات تحدث خصوصا في الأعمال التي تتناول مواضيع سياسية أو دينية حساسة حيث تركز الرقابة على جودة العمل ومضمونه وأحيانا تتدخل سلطة رقابية أعلى لحماية المصلحة العامة وتفادي أي أزمة كبيرة قد تمس الأمن القومي أو الاستقرار الاجتماعي.

وأشار إلى فيلم «الملحد» كمثال، موضحا أن صانعه إبراهيم عيسى شخصية مثيرة للجدل وأن الفيلم واجه مشكلات بعد تصويره ما أدى إلى وقف عرضه.

وأضاف أن إبراهيم عيسى انتقد صناع السينما خلال مهرجان الجونة لعدم الحديث عن توقف الفيلم، معتبرًا أنه من حقه المطالبة بعرضه، مؤكدا أن الأعمال ذات الحساسية الدينية أو المتعلقة بالأمن القومي تخضع لمراجعات متكررة.

وكشف «سعد» أن مجمع البحوث الإسلامية اطلع على السيناريو ورفع تقريرا إلى الأزهر الذي اعتبر الفيلم خطرًا على الأمن القومي وقد يشجع الشباب على الإلحاد ويثير البلبلة الفكرية، مطالبا بعدم عرضه لما يحمله من أفكار قد تؤدي إلى مطالبات من جهات خارجية للدولة بالاعتراف بالملحدين كمواطنين عاديين داخل المجتمع المصري وهو ما سيرفضه المسلمون والمسيحيون لأنه يتعارض مع القيم الدينية والثقافية الراسخة في البلاد.

وأشار الناقد الفني طارق سعد، إلى أن بعض الأعمال يتم وقفها أو إعادة النظر في مواعيد عرضها لأسباب تسويقية أو اجتماعية مثل الأحداث على الساحة التي قد تؤثر على نسب المشاهدة والمبيعات ولفت إلى أن السوق الخليجي يمثل المنفذ الأكبر لتسويق الأعمال المصرية وأن غياب الشراكات مع المنصات العربية والدولية يجعل السوق المحلي أكثر عرضة للتحكم والتأثير السياسي والاقتصادي مما يضاعف أزمات الإنتاج والتوزيع.

واستشهد بمثال مسلسل «كارثة طبيعية» لمحمد سلام، موضحا  أن أزمة «سلام» امتدت لعامين رغم انتهاء تصوير المسلسل في بداية العام الماضي ولكن تم تأجيل عرضه لحين اختيار التوقيت المناسب.

وأضاف أن عودة «سلام» للساحة جاءت بعد ظهوره في احتفالية «وطن للسلام» أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ما اعتبر جواز مرور لعودته فنيا.

وشدد «سعد» على أن أزمة «سلام» أعمق من مجرد التأجيل إذ عانى من عزلة فنية بعد اعتذاره عن المشاركة في إحدى المسرحيات ضمن موسم الرياض؛ مما أدى إلى حرمان أعماله من العرض على بعض المنصات أو بيعها خارج مصر ما تسبب في خسائر للمنتجين، مؤكدا أن هذا يعكس حجم تأثير السوق الخارجي على الإنتاج المصري وضرورة وجود قنوات عرض مستقلة.

واختتم «سعد» حديثه بأن نجاح محمد سلام مضمون فنيا وجماهيريًا لكن استمرار أزمته مرتبط بحل مشكلات التسويق الخارجي والإنتاج المحلي، متمنيا أن تتضح الصورة قريبًا للخروج من الإطار الضبابي الذي يحيط بالسوق الفني.

اكتساح المنصات

على الجانب الآخر، يرى الناقد الفني حسين شمعة، إن تأجيل عرض بعض الأعمال السينمائية والدرامية يعود لعدة أسباب أبرزها تغير طبيعة السوق بعد اكتساح المنصات الرقمية التي أصبحت الأعلى مشاهدة خاصة بين جيل الشباب وهو المقياس الأساسي الآن لنجاح أي عمل.

 

وأضاف «شمعة» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن كثرة الأعمال الدرامية القصيرة التي تتراوح بين 7 و15 حلقة أثرت على متابعة الجمهور، وأصبح الشباب أقل معرفة ببعض النجوم القدامى مثل محمد هنيدي ما قلل من الإقبال على أعمالهم بينما يتجه معظمهم للأعمال الأجنبية.

وأشار «شمعة»، إلى أن الخوف من الخسائر المالية الكبيرة يجعل المنتجين أحيانًا يؤجلون طرح أعمالهم في دور العرض خاصة بعد وعي الجمهور وإدراكه للإيرادات الحقيقية نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، متابعا: «وفي بعض الحالات يلجأ المنتجون إلى عرض أعمالهم على المنصات الرقمية أو القنوات الفضائية العربية لتقليل المخاطر».

وأشار «شمعة»، إلى أن ظهور محمد سلام مؤخرا يمثل رد كرامة كبير له أمام الرئيس السيسي ومكانته قوية، معقبا: «إن شاء الله يكون رقم واحد في أي عمل يشارك فيه مستقبلا».