لماذا نعشق بيوت الرعب؟ ولماذا نشعر بالسعادة بعد الخوف؟
 
هل سبق لك أن شعرت بالخوف، دون أن يكون هناك سبب واضح لفكرة الخوف نفسها، كأن تكون دخلت بيتًا مسكونًا وشعرت بخفقان قلبك قبل أن يحدث أي شيء؟ أو جلست لمشاهدة فيلم رعب ولاحظت فجأةً تعرق راحتي يديك وتوتر عضلاتك؟
في الواقع؛ يتفاعل عقلك وجسمك مع الخوف سواء كان التهديد حقيقيًا أو مجرد وهم، ولهذا السبب تحديدًا، تمنحنا بيوت الرعب وقصص الأشباح وأفلام الرعب هذه الإثارة التي لا تُنسى.
الخوف عبارة عن منبه لدماغك
قبل زمن طويل من ظهور مخاوف الهالوين، كان الخوف أداة للبقاء، حيث كان سماع خطوات أقدام في الغابة يعني خطرًا، وهنا يأتي دور اللوزة الدماغية، مركز الخوف في الدماغ.
عندما يستشعر جسمك شيئًا مخيفًا، تُطلق اللوزة الدماغية ناقوس الخطر، حيث يتسارع نبض قلبك، ويرتفع مستوى الأدرينالين، وتزداد حواسك حدة، حتى لو كنتَ تعلم أنك بأمان، فلا يستطيع جسدك التمييز.
كيف يخدع الخوف والرعب الدماغ؟
تُتقن المعالم السياحية المسكونة والقصص المرعبة السيطرة على نظام خوفك واللعب عليه باستخدام:
القفزات المرعبة: أصوات عالية أو حركات مفاجئة تُصدمك.
التشويق: المجهول يُبقي عقلك متوترًا.
وادي الغرائب: دمى مُرعبة أو ابتسامات غريبة تُشبه البشر، ولكن ليس تمامًا.
الظلام والعزلة: أقدم مخاوفنا من الوحدة في الظلام.
لماذا يُشعرنا الخوف بالسعادة؟
إليك الجزء الغريب: الخوف لا يُخيفنا فحسب، بل يُثيرنا أيضًا. بمجرد زوال الخطر، يُفرز دماغك الدوبامين، وهي المادة الكيميائية التي تُشعرك بالسعادة، ويُفسر هذا المزيج من الرعب والراحة بأنه لماذا يصف الناس الرعب غالبًا بأنه مُمتع.
ويشبه الأمر ركوب قطار ملاهي من أجل مشاعرك. تصرخ، تضحك، وبعد ذلك، لا يمكنك التوقف عن الحديث عن الأمر.
استعد لمواجهة مخاوفك
يمكن مواجهة مشاعر الرعب والخوف، وذلك بالاستعانة بعدد من الأساليب ومن خلال بعض التقنيات المجربة، وذلك من خلال الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل القلق، واتباع نظام غذائي صحي.
من المهم أيضًا تحدي المخاوف تدريجيًا بدلًا من تجنبها، ومواجهة الأفكار السلبية بالتركيز على الحلول، أو الاستعانة بالعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي إذا كان الخوف شديدًا.