استشهاد 90 فلسطينيا جراء قصف إسرائيلي على غزة
ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 90 شهيدًا بينهم 24 طفلًا، مع إصابة العشرات في هجمات جوية عنيفة استهدفت أحياء سكنية في مدينة غزة وخان يونس.
وقالت مصادر طبية إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مناطق مكتظة بالسكان بعد اتهام الحكومة الإسرائيلية حركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، في حين نفت الحركة ذلك، مؤكدة أن الاحتلال هو من بدأ التصعيد.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من هدوء نسبي شهدته الهدنة في غزة، التي يبدو أنها دخلت مرحلة الانهيار الكامل.
اتهامات متبادلة وتدهور إنساني متسارع
اتهمت إسرائيل حركة حماس بإطلاق قذائف على قواتها المتمركزة شرق القطاع، بينما قالت الحركة إن الجيش الإسرائيلي خرق الهدنة بشن غارات على المدنيين.
وأكدت حماس أن الاحتلال يمنع دخول فرق الصليب الأحمر لاستلام جثامين الضحايا، متهمة إسرائيل بـ "اختلاق ذرائع لتبرير العدوان".
في المقابل، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة تدرس "توسيع نطاق العمليات داخل قطاع غزة"، ما يثير مخاوف من موجة تصعيد جديدة.
موقف أمريكي حذر وتصريحات مثيرة للجدل
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن وقف إطلاق النار في غزة "لا يزال قائمًا"، لكنه أشار إلى أن "لإسرائيل الحق في الرد على أي هجوم".
أما نائبه جاي دي فانس فأكد أن بلاده تراقب الوضع عن كثب، وأن واشنطن تعمل للحفاظ على الهدنة بين إسرائيل وحماس لتجنب اندلاع مواجهة أوسع.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل مساحة للتحرك العسكري المحدود دون انهيار كامل للاتفاق.
مشاهد مأساوية ومعاناة المدنيين
شنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على حي الصبرة وخان يونس، ما أسفر عن دمار واسع وسقوط عشرات الضحايا من عائلات فلسطينية بأكملها.
وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أن طواقمه تواجه صعوبة في الوصول إلى مواقع القصف بسبب استمرار النيران، محذرًا من كارثة إنسانية حقيقية.
كما تعرض محيط مستشفى الشفاء لقصف عنيف، مما تسبب في نزوح مئات العائلات التي كانت تبحث عن مأوى آمن.
هدنة على شفا الانهيار
بدأ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة منتصف أكتوبر بوساطة مصرية وأمريكية، وكان من المفترض أن يشمل ترتيبات إنسانية وتبادل الأسرى والجثامين.
لكن الخلافات حول تنفيذ البنود وتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس أدت إلى انهيار التفاهمات، وعودة القصف إلى مناطق مكتظة بالمدنيين.
ويرى مراقبون أن الهدنة في غزة أصبحت رهينة الصراعات السياسية الداخلية لكل طرف، وأن التصعيد الحالي قد يعيد المنطقة إلى مربع الحرب الشاملة.