< بين الإهدار والإستثمار... معايير اختيار الصفقات الأجنبية الناجحة لأندية القمة
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

بين الإهدار والإستثمار... معايير اختيار الصفقات الأجنبية الناجحة لأندية القمة

النبأ

تصارع أندية القمة الزمن في كل ميركاتو من أجل ضم أفضل العناصر الأجنبية المتاحة، لا سيما وأن العنصر الأجنبي هو الذي يضيف الفارق دائمًا للفرق الكبرى، خصوصأ وأن مستويات اللاعبين المحليين في مصر أصبحت متقاربة للغاية وليس هناك فارق كبير بين اللاعبين،فأصبح التركيز كله ينصب ناحية العنصرالأجنبي الذي سيصنع الفارق داخل الملعب. 

 وإذا ذكرنا العناصر الأجنبية ومدى تأثيرها فبكل تأكيد سيكون على رأس القائمة هو التونسي علي معلول والذي رغم وجوده على الورق في خط الدفاع إلا إنه كان سلاحأ هجوميًا ليس له مثيل، واستطاع بنفسه أن يحسم أكثر من بطولة للمارد الأحمر، ناهيك عن كم الأسيستات المؤثرة التي قام بها طوال مشواره مع الأهلي.  

 وعندما ننتقل إلى بيراميدز فإن المهاجم الكونغولي فيستون مايلي قد أحدث طفرة كبيرة لصالح الفريق السماوي بعد أن قاد فريقه للفوز بدوري أبطال إفريقيا ثم كأس القارات الثلاثة بإحرازه هاتريك  أمام أهلي جدة بطل أسيا على أرضه ووسط جماهيره، ثم إقتناصه لبطولة السوبر الإفريقي بهدف قاتل في شباك نهضة البركان المغربي.

 بكل تأكيد فإن النماذج الأجنبية المؤثرة مع أنديتها كثيرة، ولكنها أقل بكثير من النماذج التي جاءت ولا نعلم حتى الأن إذا كانوا قد مارسوا كرة القدم من قبل أم لا، فكم من ملايين الدولارات تم اهدارها في لاعبين لا يرتقوا للعب في دوري الدرجة الثانية سواء في الأهلي أو الزمالك  أو الأندية الأخرى. 

 

اختيار الصفقات الأجنبية لا بد وأن يخضع لمقاييس مختفلة عن اختيار الصفقات المحلية، ليس فقط لأن اللاعب المحلي يتواجد امام المدربين والمحللين بإستمرار، ولكن لعدة عوامل أخرى يجب  أن تكون موجودة في المقام الأول عند اختيار العنصر الأجنبي. 

 

وحتى لا تقع الأندية في صفقة مضروبة مثل صفقة كائن الـ "شيكوبانزا" الذي لا يعرف عن كرة القدم سوى الجري وراء الكرة، سنرصد في ذلك التقرير أبرز العوامل التي يجب أن يتم الإستعانة بها عند اختيار عنصر أجنبي ( في حالة إذا كانت إدارات الأندية تبحث بالفعل عن صفقة تفيد الفريق دون أي مصالح شخصية) 

وبما أن الحديث كان عن صفقة شيكوبانزا لاعب الزمالك، سيكون المثال هو صفقة جناح أجنبي، والحديث هنا سيكون عن اختيار أندية القمة للاعب جناح وليس أندية وسط الجدول. 

1- عدد مشاركات اللاعب مع فريقه ومساهماته مع الفريق سواء بعدد الأهداف أو الأسيستات 

2- مشاهدة عدد كبير من المباريات الكاملة للاعب في جميع أحوال الفريق، لنعرف مثلا كيف يكون مستوى اللاعب وقت السيطرة والإستحواذ على الكرة  وكيف يتعامل، وعند فقدان الكرة كيف يتحرك اللاعب وهل يرتد دفاعيًا أم لا، وإذا كان الفريق مضغوطًا هل يقدم المساندة الدفاعية أم أنه يكون ثغرة في الفريق، وهل يستطيع القيام بعملية التحول السريع من الحالة الدفاعية للهجومية،كل هذه الأمور يتم قياسها عبر مشاهدة 10 مباريات على الأقل من أجل الوقوف على مستوى اللاعب في كل هذه المواقف.

 3- متابعة مباريات للاعب في أوقات مختلفة من الموسم، سواء في البداية أو وسط أو نهاية الموسم، لمعرفة حالة اللاعب خلال الموسم، هل مستواه تصاعدي خلال المباريات، أو أنه من نوعية اللاعبين التي تبدأ بشكل جيد ثم يبدأ مستواها في النزول تدريجيًا 

 4- متابعة حالة اللاعب ومستواه خلال الوقت المضغوط من الموسم، والذي يتم فيه لعب عدد كبير من المباريات خلال عدد أيام قليل، وتقييم إذا كان اللاعب يستطيع تقديم أداء قوي وثابت خلال هذا الفترة أو إنه سيعاني من الأرهاق والإصابات خلال هذه الفترة.

 5- متابعة تاريخ اللاعب في الإصابات، من حيث نوعية الإصابات وهل هناك إصابة معينة يتعرض لها اللاعب بإستمرار خلال مشواره مع الفريق، وهذه النقطة في منتهى الأهمية،ولعل هناك نموذج حي يرزق في النادي الأهلي الأن وهو المغربي أشرف داري والذي منذ إنضمامه للفريق وهو غاليا يعاني من نفس الإصابة سواء في منشأ العضلة الضامة أو العضلة الخلفية. 

 6-العامل النفسي، والبيئة القادم منها اللاعب، وهل سيكون من السهل أن يتأقلم مع الأجواء المصرية أو سيكون الأمر صعب وسيكون له تأثير على مردوده داخل الملعب، فهناك أمثلة كبيرة للعديد من اللاعبين الذين لم ينصهروا مع البيئة المصرية مثل عماد محمد المهاجم العراقي للزمالك والذي لم يستمر سوى 3 اشهر فقد ورحل بعدها وكوليبالي المهاجم المالي والذي رغم تألقه اللافت إلا إنه قد هرب بطريقة غريبة بسبب عدم اندماجه مع الأجواء.

 7- سلوكيات اللاعب سواء داخل أو خارج الملعب، مع زملائه ومع الجهاز الفني، فهناك لاعبين رغم مهاراتهم العالية إلا أن سمعتهم السيئة وعقليتهم الفاسدة أنهت على مشوارهم الكروي دون أن يتركوا أي بصمة مع الفرق التي لعبوا لها. 

 8- اختيار العنصر المناسب لطريقة اللعب، فليس من المنطقي أن يذهب فريق مثل الأهلي أو الزمالك لشراء جناح نقطة قوته الأساسية هي التحولات ويكون ضعيفًا في حالة الإستحواذ والسيطرة على الكرة، وأن يكون مجرد لاعب سريع ولكنه ضعيف الجودة لحظة امتلاك الكرة، وهذه النوعية بالتحديد يمتلئ بها الدوري المصري، ويقع قطبي الكرة في فخ التعاقد مع هذه النوعية التي لاتتناسب أبدًا مع طريقة لعب الأندية الكبرى. 

 9- بكل تأكيد عامل السن من العوامل الهامة عند التعاقد مع صفقة أجنبية، ولكن قبل التعاقد مع اللاعب الأجنبي يجب أن تعرف الإدارة ماذا تريد من هذا اللاعب سواء كان ناحية استثمارية في المستقبل، وهنا سيكون التوجه بكل تأكيد للاعب صغير السن، أو أن هناك عنصر خبرة يستطيع تقديم موسمين بشكل جيد ومن ثم الإستغناء عن خدماته، فالتخطيط ومعرفة ماذا تريد من اللاعب أمر مهم للغاية، النظرة المستقبلية هي التي تفرق بين الإدارة الناجحة والإدارة الفاشلة. 

 

10_ وهنا نأتي للنقطة الفاصلة، هل العنصر الأجنبي له شبيه في الدوري المحلي أم أنه سيكون مختلفًا عن الجميع، هل سيكون عنصر أساسي ومؤثر أم أنه من الممكن أن يتواجد على دكة البدلاء، وفي كلتا الحالتين فإن توفير العملة الصعبة سيكون أفضل بكل تأكيد. 

 
وفي النهاية... فإن الأمور قد تكون واضحة للجميع، إذا أراد النادي التعاقد مع صفقة أجنبية على مستوى فعليه البحث بجدية وليس مجرد مشاهدة لقطات على اليوتيوب، فكم من لاعب يخطف العقول والأبصار من خلال لقطات الفيديو وعند مشاهدته خلال المباراة تجده “شيكوبانزا” ولا يعرف كايف تُلعب كرة القدم