من تحت الركام لمقعد بجوار الرئيس.. الطفلة الفلسطينية ريتاج التي أبكت المصريين
لم تكن الطفلة الفلسطينية ريtaj محمد رياض جحا تدرك أن القدر سيقودها من بين أنقاض منزلها المدمر في غزة إلى منصة احتفالية "وطن السلام" بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتجلس بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي في مشهد إنساني مؤثر لامس قلوب الملايين.
ابتسامة صغيرة صافحت بها ريتاج الرئيس، وردّ عليها بابتسامة حانية وقبلة على رأسها، في لقطة تحوّلت إلى رمز للتعاطف الإنساني مع أطفال فلسطين الذين يعيشون فصولًا متكررة من المأساة والمعاناة.
طفلة فقدت كل شيء وبقيت تبتسم
وُلدت ريتاج في 13 يوليو 2015 بمدينة غزة، وعاشت حياة طفولية بسيطة مع أسرتها، حتى جاء يوم 25 يناير 2023 حين دمرت غارة إسرائيلية منزلها بالكامل، لتفقد والديها وإخوتها وجميع أفراد عائلتها.
نجت ريتاج بأعجوبة من تحت الركام بعد ساعات طويلة من الألم والظلام، لكنها فقدت قدمها اليسرى وأصيبت بجروح بالغة. وبعد فترة علاج شاقة، كانت الناجية الوحيدة من عائلة تضم 89 فردًا، لتتحول قصتها إلى أحد أكثر المشاهد الإنسانية إيلامًا في الحرب على غزة.

رحلة العلاج والأمل في مصر
نُقلت ريتاج إلى مصر ضمن مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين يتلقون الرعاية الصحية والنفسية، وهناك بدأت صفحة جديدة في حياتها، عنوانها الصمود والأمل.
وخلال مشاركتها في احتفالية "وطن السلام"، جسدت حضورها الطفولي رسالة إنسانية قوية، فحين أجلسها الرئيس السيسي إلى جواره، عبّر الموقف عن احتضان مصر الدائم للشعب الفلسطيني، وخصوصًا لأطفاله الذين دفعوا ثمنًا باهظًا للحرب.
رسالة السيسي: "أطفال فلسطين أمانة في أعناقنا"
أكد الرئيس السيسي خلال الحفل ضرورة تقديم أقصى درجات الرعاية والدعم للأطفال الفلسطينيين في مصر، مشيرًا إلى أن ما تعرضوا له يتجاوز حدود السياسة، ويمس جوهر الإنسانية.
وأوضح أن مصر كانت وستبقى حضنًا آمنًا للفلسطينيين، وأن إنقاذ الطفولة الفلسطينية واجب أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا.
رمز للسلام وصمود الطفولة
تحولت صورة ريتاج إلى أيقونة للأمل وسط الدمار، وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارات التعاطف والدعاء، حيث كتب الكثيرون أن ابتسامتها رغم الألم هي عنوان شجاعة أطفال غزة، ورسالة إلى العالم بأن الطفولة قادرة على مواجهة الحرب بالبراءة والإصرار.
وما زالت الطفلة تخضع لعلاج طبيعي ودعم نفسي بإشراف فرق متخصصة، في محاولة لإعادة بناء حياتها بعد أن فقدت أسرتها وجزءًا من جسدها.
ريتاج.. الطفلة التي جمعت قلوب العرب
قصة ريتاج ليست مجرد حكاية ألم، بل شهادة على صمود جيل بأكمله يواجه المأساة بإرادة الحياة، ومن مقعدها إلى جوار الرئيس المصري، بعثت رسالة أعمق من الكلمات أن الإنسانية الحقيقية تُقاس بالمواقف، وأن السلام يمكن أن يولد من رحم الألم.