سفير الهند بالقاهرة: المتحف المصري الكبير ومعلم ثقافي عالمي
أكد السفير سوريش ك. ريدي، سفير الهند لدى مصر، أن المتحف المصري الكبير يُعد صرحًا ثقافيًا عالميًا وإنجازًا تاريخيًا يجسد جهود مصر المتواصلة في صون تراثها الإنساني العريق.
وأوضح السفير في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأحد، أن أهمية المتحف، المقرر افتتاحه السبت المقبل، تتجاوز قيمته المعمارية أو السياحية، إذ يمثل نموذجًا فريدًا في الحفاظ على الهوية الثقافية ويضع معيارًا جديدًا في حماية التراث الإنساني.
إشادة بالعطاء المصري في مجال الثقافة
وأعرب السفير ريدي عن خالص تهانيه للشعب المصري بمناسبة هذا الحدث التاريخي، مؤكدًا أن افتتاح المتحف المصري الكبير يشكّل محطة مضيئة في مسيرة مصر الحضارية، ويعكس قدرتها على المزج بين الأصالة والتجديد في حماية تراثها الممتد عبر آلاف السنين.
يُعد المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، ويمثل إنجازًا حضاريًا غير مسبوق في مجال حفظ التراث الإنساني. يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ليكون أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وقد بدأ العمل في إنشائه عام 2002 بتمويل مشترك من الحكومة المصرية وقروض ومنح دولية، واستغرق إنجازه أكثر من عقدين من التخطيط والبناء والإعداد الدقيق.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف مراحل التاريخ المصري القديم، من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر اليوناني الروماني، من بينها المجموعة الكاملة لآثار الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة.
ويتميز المتحف بتصميم معماري فريد يجمع بين الحداثة والطابع الفرعوني، إذ تطل واجهته الضخمة على الأهرامات، ويحتوي على قاعات عرض تفاعلية، ومراكز ترميم متطورة، وقاعات مؤتمرات ومكتبة ومناطق للأنشطة التعليمية والثقافية.
يُنظر إلى المتحف المصري الكبير باعتباره رمزًا لنهضة ثقافية جديدة في مصر، تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية واستعادة الدور الريادي للبلاد في حفظ التراث العالمي.
كما يمثل افتتاحه محطة بارزة في مسيرة تطوير المتاحف المصرية، وواجهة حضارية تُبرز الصورة المعاصرة لمصر كجسر بين الماضي العريق والمستقبل المشرق، يجمع بين الأصالة والتجديد في آنٍ واحد.