< مرصد الأزهر: أزمة الهوية خطر صامت يهدد تماسك المجتمعات في عصر العولمة
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

مرصد الأزهر: أزمة الهوية خطر صامت يهدد تماسك المجتمعات في عصر العولمة

الأزهر للفتوى
الأزهر للفتوى

حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقرير تحليلي صادر عن وحدة رصد اللغة الفارسية، من تفاقم أزمة الهوية في ظل العولمة المتسارعة والانفتاح الثقافي، مؤكدًا أن هذه الأزمة تمثل خطرًا صامتًا يفوق في تأثيره أزمات اللجوء والهجرة، لما تسببه من فراغ داخلي واغتراب نفسي يهددان تماسك المجتمعات واستقرارها⁽¹⁾.

وأوضح التقرير أن أزمة الهوية لا تقتصر على المهاجرين الذين يعيشون صراعًا بين الاندماج والحفاظ على الجذور، بل تمتد لتشمل المقيمين في أوطانهم، الذين يعانون ضياعًا بين القيم الموروثة وبريق الثقافات الوافدة، في ظل تراجع الخصوصيات المحلية أمام الأنماط الاستهلاكية العالمية.

 عصر العولمة

وبيَّن المرصد أن خطورة هذه الأزمة تكمن في كونها غير مرئية ولا تُقاس بإحصاءات، لكنها تنعكس في سلوكيات مدمرة مثل العنف والانطواء والاغتراب، أو الانجذاب إلى جماعات متطرفة تقدم هوية زائفة وشعورًا وهميًّا بالانتماء.

وسلّط التقرير الضوء على الوضع في أفغانستان كنموذج حيّ لأزمة الهوية في المجتمعات التي مزقتها الصراعات، مشيرًا إلى أن البلاد لا تزال ضمن أكثر دول العالم اضطرابًا وفقًا لـ "مؤشر السلام العالمي 2025"، مع تزايد عمليات الطرد القسري للاجئين من إيران وباكستان ودول أوروبية، مما فاقم معاناتهم الإنسانية⁽¹⁾.

وأكد المرصد أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب تكاملًا بين مؤسسات التعليم والإعلام والأسرة لبناء هوية وطنية متوازنة، منفتحة على الآخر دون ذوبان، ومتمسكة بخصوصيتها دون انغلاق.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن الهوية المتماسكة هي الضمانة الحقيقية لاستقرار الأفراد والمجتمعات، وهي البوصلة التي تحفظ للأوطان معناها وتمنحها القدرة على مواجهة التحديات الحضارية والإنسانية الراهنة.