دمياط تودّع الشاب خالد صبح.. والأمن يكثف جهوده لكشف لغز وفاته

خيّم الحزن على مدينة دمياط صباح اليوم السبت، بعد أن تحوّل اختفاء الشاب خالد صبح إلى مأساة أبكت القلوب، عقب العثور على جثمانه غارقًا في مياه نهر النيل، بالجهة المقابلة للمعهد الأزهري.
قبل يومين فقط، كانت عائلة خالد تبحث عنه في كل مكان، تنادي اسمه في الشوارع وتستغيث عبر مواقع التواصل الاجتماعي أملًا في عودته سالمًا، لكن القدر كان له كلمته، حين لاحظ عدد من الصيادين صباح اليوم جسدًا طافيًا على سطح المياه، ليُستدعى رجال الإنقاذ النهري والشرطة، ويتم انتشال الجثمان في مشهد أبكى كل من حضره.
سرعان ما انتشر الخبر بين أهالي دمياط، ليتحوّل المكان إلى ساحة من الصمت والدهشة، أصدقاء خالد وقفوا مذهولين، غير مصدقين أن زميلهم الذي كان يملأ المكان بابتسامته، أصبح جثمانًا بين أيدي رجال الإسعاف.
نُقل الجثمان إلى المستشفى، وأُخطرت النيابة العامة التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة بدقة، وهل هناك شبهة جنائية وراء الحادث أم أنها واقعة غرق عادية.
شهادات المقربين من الراحل اتفقت على أنه كان شابًا طيب القلب، محبوبًا بين الجميع، لا يعرف طريقًا للمشكلات، وأن اختفاءه المفاجئ لم يكن له أي مبرر واضح، يقول أحد أصدقائه: "كان دايمًا بشوش، بيحب يساعد الكل.. محدش يصدق اللي حصل".
تفاعل أهالي دمياط بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فامتلأت الصفحات بالدعوات له بالرحمة والمغفرة، ورسائل العزاء لأسرته التي تعيش لحظات لا تُحتمل من الفقد والألم، فيما طالب كثيرون بسرعة كشف الحقيقة وكشف ما إذا كانت الواقعة مجرد حادث غرق أم أن وراءها ما هو أبعد.
وفي الوقت نفسه، تواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها الدقيقة حول ملابسات الحادث، بالاستماع إلى شهود العيان وجمع التحريات عن آخر تحركات الشاب قبل اختفائه، تمهيدًا لإعلان نتائج التحقيقات قريبًا.
رحيل خالد ترك فراغًا في قلوب كل من عرفوه، وأعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها المحافظة خلال الفترة الأخيرة، لتُطرح مجددًا تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء مثل هذه المآسي، ودعوات لزيادة الوعي والاهتمام بالشباب وحالات الغياب المفاجئة.
وفي منزل العائلة بدمياط، لم تتوقف دموع الأم ولا أنين الأب، بينما يتوافد العشرات من الأهالي لتقديم واجب العزاء في الشاب الذي رحل مبكرًا، تاركًا وراءه قصة موجعة لن تُمحى من ذاكرة مدينته.