< ما هو الفصال العظمي وما علاجه؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

ما هو الفصال العظمي وما علاجه؟

تيبس المفاصل
تيبس المفاصل

غالبًا ما يُنظر إلى تيبس الركبتين وآلام الوركين وآلام المفاصل المزمنة التي تمثل (الفصال العظمي) على أنها جزء لا مفر منه من التقدم في السن، ولكن في حين يُعدّ الفصال العظمي أكثر أمراض المفاصل شيوعًا في العالم، يقول الخبراء إن طريقة علاجه والوقاية منه لا تتوافق تمامًا مع الأدلة العلمية.

وتُعد ممارسة الرياضة من أكثر العلاجات فعالية لحالات المفاصل المزمنة المُعيقة مثل الفصال العظمي، ومع ذلك، فإن قلة قليلة من المرضى يتلقونها بالفعل.

تُظهر الأبحاث من نصف المصابين بهشاشة العظام إلى التمارين الرياضية أو العلاج الطبيعي من قِبل مقدم الرعاية الصحية الأولية، كما يُعدّ هشاشة العظام أكثر أشكال التهاب المفاصل شيوعًا، حيث يُصيب بالفعل أكثر من 595 مليون شخص حول العالم.

ووفقًا لدراسة عالمية، قد يقترب هذا العدد من مليار شخص بحلول عام 2050، ويساهم طول العمر المتوقع، وأنماط الحياة الخاملة بشكل متزايد، وتزايد أعداد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في هذا الاتجاه.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يحمون أنفسهم جسديًا وبيولوجيًا من الإصابة بالمرض ومن المعاناة من أسوأ آثاره.

الغضروف الذي يغطي أطراف عظامنا هو طبقة واقية صلبة تفتقر إلى إمداد دموي خاص بها، يعتمد على الحركة.

طريقة عمل الغضروف

كالإسفنجة، ينضغط الغضروف عند المشي أو تحميل المفصل، مما يؤدي إلى خروج السوائل منه ثم إعادة امتصاص العناصر الغذائية الجديدة، وكل خطوة تسمح للمغذيات والمزلقات الطبيعية بالدوران والحفاظ على صحة المفاصل.

لهذا السبب، فإن الاعتقاد السائد بأن هشاشة العظام مجرد "تآكل وتمزق" هو ​​اعتقاد خاطئ، فالمفاصل ليست كإطارات السيارات التي تتعرض للتآكل حتمًا.

ويُفهم هشاشة العظام بشكل أفضل على أنها عملية طويلة من التآكل والإصلاح، حيث تُعد الحركة والتمارين المنتظمة أمرًا بالغ الأهمية للشفاء ولصحة المفصل بأكمله.

مرض يصيب المفصل بأكمله

نعلم الآن أن هشاشة العظام مرض يصيب المفصل بأكمله. فهو يؤثر على سائل المفصل، والعظم الذي يبطنه، والأربطة، والعضلات المحيطة به، وحتى الأعصاب التي تدعم الحركة.

وتستهدف التمارين العلاجية جميع هذه العناصر، فعلى سبيل المثال، يُعد ضعف العضلات من أوائل علامات هشاشة العظام، ويمكن تحسينه بتمارين المقاومة، وهناك أدلة قوية على أن ضعف العضلات يزيد من خطر الإصابة بالمرض وتفاقمه.

وتُعد التمارين الرياضية علاجًا جيدًا للجسم كله: فقد ثبتت فوائدها في أكثر من 26 مرضًا مزمنًا، وبالنسبة لهشاشة العظام، لا تقتصر فوائدها على تقوية الغضاريف والعضلات فحسب، بل تشمل أيضًا معالجة الالتهابات والتغيرات الأيضية والتغيرات الهرمونية التي تُسبب المرض.

وتُعدّ السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بهشاشة العظام، وليس فقط بسبب الضغط الميكانيكي الإضافي على المفاصل. فارتفاع مستويات الجزيئات الالتهابية في الدم وأنسجة المفاصل قد يُسبب تدهور الغضاريف ويُسرّع المرض.